السودان حمام دم، ميليشيا الدعم السريع تسيطر على مدينة الفاشر

الأربعاء 29/أكتوبر/2025 - 09:32 ص

نجح المتمردون السودانيون في طرد القوات الحكومية من مدينة الفاشر، آخر معاقل نظام البلاد في منطقة دارفور بغرب البلاد، وسط صراع وحشي على الأرض أدى إلى إبادة جماعية مزعومة وساهم في واحدة من أشد الأزمات الإنسانية حدة في العالم.

السودان حمام دم، متمردي قوات الدعم السريع تسيطر على مدينة الفاشر

لأكثر من عام، حاصرت قوات الدعم السريع شبه العسكرية مدينة الفاشر، مما شكل آخر عائق رئيسي أمام سيطرتها على دارفور.

تهدف قوات الدعم السريع إلى إقامة حكومة موازية في المنطقة، وتخوض قوات الدعم السريع صراعًا على السلطة مع القوات المسلحة السودانية منذ أبريل 2023.

وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 150 ألف شخص لقوا حتفهم بسبب الصراع، في حين نزح 14 مليون شخص إضافي من منازلهم.

أقرّ رئيس أركان الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، وهو أيضًا الرئيس الفعلي للدولة، بسيطرة المتمردين على الفاشر، وفي بثٍّ مباشر يوم الاثنين، صرّح بأن قواته انسحبت من المدينة بسبب الدمار والقتل الممنهج للمدنيين.

وفقًا لتوم فليتشر، منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، لا يزال مئات الآلاف من المدنيين محاصرين في الفاشر، ويفتقرون إلى الغذاء والرعاية الصحية. وأفاد بأن طرق الهروب مغلقة وسط "قصف مكثف وهجمات برية" اجتاح المدينة.

وأكدت قوات الدعم السريع التزامها بحماية المدنيين في الفاشر وتوفير ممرات آمنة للراغبين في المغادرة.

مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تلقى "تقارير متعددة ومثيرة للقلق" عن ارتكاب قوات الدعم السريع فظائع بما في ذلك إعدامات بإجراءات موجزة للمدنيين، ومقاطع فيديو تظهر عشرات الرجال العزل يتعرضون لإطلاق النار أو جثثهم محاطين بمقاتلي قوات الدعم السريع.

بين أبريل 2023 ومنتصف أكتوبر 2025، وثقت منظمتها 390 حادثة عنف ضد المدنيين في الفاشر والمناطق المحيطة بها، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1300 شخص، إلى جانب 180 هجوماً على النازحين داخلياً مما تسبب في مقتل 830 شخصاً على الأقل.

كيف وصلنا إلى هنا؟

على مدى الأشهر الثلاثين الماضية، يتقاتل قائد الجيش البرهان ومحمد حمدان دقلو، الذي يرأس قوات الدعم السريع، من أجل السيطرة على السودان.

الإبادة الجماعية في السودان، كيف وصلت البلاد لهذا الوضع؟

واجه كلا الجنرالين عقوبات غربية لتورطهما في جرائم حرب، اتهمت الولايات المتحدة قوات الدعم السريع بقيادة دقلو، إلى جانب الميليشيات العربية المتحالفة معها، بارتكاب إبادة جماعية خلال الحرب الأهلية الدائرة.

وقالت الحكومة الأميركية عند إصدار إعلانها في يناير إن قوات الدعم السريع نفذت "هجمات مباشرة ضد المدنيين"، بما في ذلك القتل المنهجي "للرجال والفتيان - وحتى الرضع - على أساس عرقي".

وعلاوة على ذلك، قالت إنهم "استهدفوا عمداً النساء والفتيات من مجموعات عرقية معينة بالاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي الوحشي"، و"استهدفوا المدنيين الفارين، وقتلوا الأبرياء الهاربين من الصراع، ومنعوا المدنيين المتبقين من الوصول إلى الإمدادات المنقذة للحياة".

واتهمت الحكومة العسكرية السودانية دولة الإمارات العربية المتحدة بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة، على الرغم من أن الإمارات نفت ذلك.