لماذا سلم السادات الإسرائيلين بـ البيجامات الكستور؟ أهانهم برمز الصناعة الوطنية

لماذا سلم السادات الإسرائيليين بـ البيجامات الكستور؟ في مشهدٍ استثنائي من مشاهد ما بعد حرب أكتوبر المجيدة، ظهر الأسرى الإسرائيليون وهم يرتدون "بيجامات كستور" مصرية، في صورة تداولها الإعلام العربي والعالمي، حاملةً بين طياتها رسالة أبعد من مجرد زي بديل، فلماذا سلم السادات الإسرائيليين بـ البيجامات الكستور؟ ولماذا هذا النوع تحديدًا من الملابس للأسرى؟ وهل كانت البيجامة الكستور مجرد قماش أم أداة في حرب نفسية محكمة؟
وفي هذا التقرير، يستعرض موقع الأيام المصرية التفاصيل الكاملة للإجابة على تساؤل لماذا سلم السادات الإسرائيليين بـ البيجامات الكستور؟ وفقًا لآخر البيانات الرسمية المعلنة، وجاءت التفاصيل كالتالي:
الملايين تتساءل: لماذا سلم السادات الإسرائيليين بـ البيجامات الكستور؟
في قلب الصناعات المصرية خلال ستينيات القرن الماضي، برز قماش الكستور، وهو نوع من الأقمشة القطنية المتينة التي كانت تنتجها مصانع المحلة الكبرى بكفاءة عالية، وكان يستخدم في تصنيع الملابس المنزلية، وعلى رأسها "البيجامة الكستور" التي اشتهرت شعبيًا، لا سيما في الأرياف، كما كانت هذه البيجامات تلبس للأطفال بعد عملية "الطهور" كنوع من الراحة بسبب ملمسها الناعم، وسهولة ارتدائها.
الكستور لم يكن مجرد قماش، بل كان جزءً من مشهد حياة المصريين اليومية، إذ توفر في المتاجر الحكومية مثل “عمر أفندي” و"صيدناوي" و"شركة بيع المصنوعات"، وكان يُصرف ضمن التموين الشهري بجانب السلع الغذائية الأساسية.
وفي لحظة فارقة، أمر السادات بأن يرتدي الأسرى الإسرائيليون "بيجامات كستور" خلال عملية تبادل الأسرى، في مشهد يبدو بسيطًا، لكنه كان يحمل رسالة قوية للغاية.
اقرأ أيضًا:
قصص أبطال حرب أكتوبر، ما لا تعرفه عن اللواء سعد الدين الشاذلي
أسماء شهداء حرب أكتوبر محافظة الشرقية، ديرب نجم ضحت بـ84 شهيدًا وحدها
نتائج حرب أكتوبر 1973 باختصار، انعكاسات النصر على الشارع العربي واستعادة الثقة
متى انتهت حرب اكتوبر 1973؟، تعرف على أهم نتائج الانتصار
أسباب حرب أكتوبر 1973 باختصار، الهيئة العامة للاستعلامات تكشف التفاصيل
وردًا على تساؤل لماذا سلم السادات الإسرائيليين بـ البيجامات الكستور؟، فلم يكن الهدف إهانة مباشرة، بل تسليط الضوء على الفارق بين من يمتلك الأرض والكرامة، وبين من خلع سلاحه ووقف في زي يستخدم تقليديًا للأطفال بعد عملية الطهور، في إحالة رمزية إلى "الولادة الجديدة"، ولكن هذه المرة على الطريقة المصرية.
بهذه الحركة الرمزية، أراد السادات أن يُظهر أن الجندي الإسرائيلي، الذي طالما روج له في الإعلام الغربي على أنه لا يقهر، قد بات في قبضة الجنود المصريين، مجرد أسير يرتدي بيجامة بسيطة من قماشٍ شعبي، في إشارة إلى هشاشته الحقيقية حين يواجه إرادة أصحاب الأرض.
ولم تكن تلك البيجامات مجرد قماش كستور، بل كانت امتدادًا لصناعة وطنية شهدت أوجها في الستينيات، حين كانت مصر تصدر القطن طويل التيلة، وتبدع في الأثاث الدمياطي، وتفرض هويتها الثقافية والاقتصادية من خلال كل ما تنتجه مصانعها.
وفي ذلك المشهد، اختزل السادات القوة الناعمة لمصر - التي تجلت في صناعتها، وفي إرادتها العسكرية، وحتى في أزيائها - لتكون سلاحًا نفسيًا موجّهًا لمن راهنوا على انهيار الجبهة المصرية.
مزج الرئيس السادات الذكاء السياسي بالسخرية الرمزية، مستخدمًا البيجامة الكستور كوسيلة للنيل من معنويات العدو، وإبراز التفوق المصري على كافة الأصعدة - عسكريًا، نفسيًا، بل وحتى ثقافيًا.
مشهد لم يكن ليفهم إلا في سياق تاريخي عرف فيه المصريون كيف يصنعون من القطن سلاحًا، ومن الصناعة هوية، ومن رمزية بسيطة، ضربة لا تقل تأثيرًا عن ضربة الطيران في السادس من أكتوبر.
- تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
- تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
- تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.