إيران تحذف 4 أصفار من عملتها، خطة إنقاذ أم خطوة شكلية أمام الانهيار المالي؟

صادق البرلمان الإيراني، اليوم الأحد 5 أكتوبر 2025، على مشروع قانون حذف 4 أصفار من العملة الوطنية، بعد مناقشة ملاحظات مجلس صيانة الدستور، في خطوة تهدف إلى إصلاح النظام النقدي وتخفيف الأعباء الناتجة عن التضخم المزمن الذي يثقل كاهل الاقتصاد الإيراني.
وخلال الجلسة العلنية، عرض شمس الدين حسيني، رئيس اللجنة الاقتصادية في البرلمان، تفاصيل المشروع، بينما قدم عدد من النواب ملاحظاتهم قبل التصويت النهائي، بحسب ما نقلته وكالة خانه ملت التابعة للمجلس.
تحسين صورة العملة أم تهدئة مؤقتة؟
تؤكد السلطات الإيرانية أن هذا التغيير سيؤدي إلى تسهيل المعاملات المالية وتحسين صورة العملة محليًا ودوليًا، إلا أن خبراء الاقتصاد يرون أن نجاح الخطوة مرهون بتطبيق إصلاحات اقتصادية أعمق، تشمل السيطرة على التضخم وضبط الإنفاق العام.
وشدد محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان، على ضرورة الإسراع في تنفيذ نظام القسائم الإلكترونية ودعم مشاريع الإسكان، معتبرًا أن هذه الإجراءات يمكن أن تخلق قدرًا من الاستقرار الاقتصادي والعدالة الاجتماعية، خاصة في ظل معاناة فئات واسعة من المواطنين من تدهور مستوى المعيشة.
ويأتي هذا القرار بينما يشهد التومان الإيراني (العملة المتداولة فعليًا في السوق) تراجعًا قياسيًا أمام الدولار، حيث تجاوز سعر الصرف 118 ألف تومان للدولار الواحد في السوق الحرة، وهو أدنى مستوى تاريخي.
وتعزى هذه الانهيارات إلى العقوبات الغربية المتجددة وتفعيل ما يعرف بـ"آلية الزناد" لإعادة فرض العقوبات الأممية الشهر الماضي، إضافة إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة، خاصة بعد المواجهة العسكرية الأخيرة مع إسرائيل التي استمرت 12 يومًا.

تفاصيل العملة الجديدة والريال الجديد يساوي 10 آلاف من الحالي
ووفقًا لوكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا)، فإن حذف الأصفار الأربعة يعني أن كل ريال إيراني جديد سيعادل 10 آلاف ريال من العملة الحالية، دون أن يؤثر ذلك على القيمة الشرائية الفعلية.
وينتظر أن يتم استبدال العملة تدريجيًا بإشراف البنك المركزي الإيراني، الذي أكد رئيسه محمد رضا فرزین في تصريحات سابقة أن هذا الإجراء يمثل "جزءًا من برنامج أوسع لإصلاح النظام النقدي وتعزيز الثقة بالعملة الوطنية".
الورقة الأعلى فئة في إيران تساوي 500 ألف ريال فقط
تعد أكبر ورقة نقدية متداولة حاليًا في إيران هي فئة 500 ألف ريال، أي ما يعادل حوالي نصف دولار أمريكي فقط وفقًا لسعر الصرف في السوق الموازية، ما يعكس حجم الانهيار الحاد في قيمة العملة المحلية خلال السنوات الأخيرة.
كما كشفت مصادر مطلعة أن البنك المركزي الإيراني يخطط للتدخل في السوق غير الرسمية عبر ضخ كميات محدودة من العملات الأجنبية للحد من سرعة تراجع التومان، لكن محللين حذروا من أن الاستقرار النقدي سيبقى مؤقتًا ما لم تُحل المشكلات السياسية والاقتصادية الجوهرية.

ويرى الخبراء أن إعادة الثقة للمستثمرين وتثبيت سعر الصرف يتطلبان اتفاقًا شاملًا مع الغرب يخفف العقوبات ويفتح الباب أمام تدفق الاستثمارات الأجنبية مجددًا.
تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات