لهم عيون ولا يبصرون، من أشرف مروان لـ7 أكتوبر هكذا خُدعت إسرائيل

كشفت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، عن وثائق جديدة بشأن أشرف مروان، إذ كتبت على متن صحيفتها " لهم عيون ولا يبصرون، وآذان لهم ولا يسمعون"، إذ يُظهر تحقيق يديعوت أحرنوت "حول أشرف مروان "ملاك الأكاذيب"، الذي خدع إسرائيل عشية حرب يوم الغفران، من خلال تشكيل إخفاقات استخباراتية وتشكيل تصور، مثل تلك التي أدت إلى كارثة أكتوبر بعد 50 عامًا، وذلك على حد تعبيرها ووصفها.

ولفتت الصحيفة إلى أن التحقيق الذي أجراه "رونين بيرجمان ويوفال روبوفيتز"، في احتيال أشرف مروان في الفترة التي سبقت أكتوبر 1973 يدعو إلى إجراء تحقيق آخر في الاحتيال في الفترة التي سبقت أكتوبر 2023، مضيفةً أن هناك حدثان كارثيان أساسيان في تاريخ دولة إسرائيل، ومنهما يطرح السؤال ما إذا كانا - معًا وبشكل منفصل - من أعراض العمليات العميقة وطويلة الأمد.
إسرائيل تهتز مرتين
وأضافت الصحيفة "أن تشابه ما حدث مرتين خلال 50 عامًا، الأمر الذي جعل المبنى الذي تم بناؤه هنا منذ تجديد الاستيطان اليهودي الصهيوني في أرض إسرائيل وحتى إنشاء الدولة في عام 1948 يهتز، قائلةً إن التاريخ لا يعيد نفسه بالضرورة، لكن من الممكن تحديد تشابه معين حتى لو لم يكن هوية في خصائص الحدثين، وبالتالي هناك قيمة في التحقيق الذي نشره بيرغمان وروبويتز وستكون هناك قيمة في تحقيق عام شامل للدولة فيما يتعلق بأكتوبر 2023.
وأشارت الصحيفة إلى أنه كان يجب عمل استقصاء عقب أحداث 1973، ولكن وقد تجنبت أجهزة الاستخبارات عمدًا التحقيق الشامل والعلني في أحداث عام 1973، إذ أن ثقافة الاستقصاء ليست منتشرة على نطاق واسع في دولة إسرائيل، ولا حتى في جيش الدفاع الإسرائيلي (باستثناء بعض الجهات المتميزة مثل سلاح الجو والقوات الخاصة وجهاز الأمن العام)، وقد نأى المستوى السياسي بنفسه عن الأحداث التي أدت إلى الحرب في السنوات الست التي مرت بين حرب الأيام الستة عام 1967 وحرب يوم الغفران عام 1973، وحدت السياسة الساخرة من عمل لجنة أغرانات.
خطة احتيال كبرى
وقالت الصحيفة إلى أن تحقيق بيرغمان وروبوفيتز، قدم أدلة واضحة على أن مصدر الذهب، "الملاك"، مثير للجدل، وأنه عمل على الترويج لخطة احتيال كبرى، وكذلك لأجهزة استخبارات أخرى، مضيفةً أن الوسائل الخاصة لمديرية المخابرات، مهما بلغت من حساسية وأهمية، ليست سوى جزء من لغز المخابرات وفسيفساء البحث.

وأردف الصحفيان في تحليلهما إلى أن لهذه الوسائل قيمة كبيرة، لكن لكن تحليل البحث عمل غامض ومتنوع وممل أحيانًا ولا يمكن الاعتماد عليه كليًا، مشيرةً إلى التفاعل الجزئي بين مديرية المخابرات وهيئة الأركان العامة فيما يتعلق بالعمليات السياسية المهمة للقيادة السياسية في عدم مشاركة كل شيء، وضرورة فهم أهمية وعيوب القيام بذلك، مع الأخذ في الاعتبار حق ارتكاب الأخطاء محفوظ لنا جميعًا، ولكن في مسألة العملية السياسية بين مصر وإسرائيل بوساطة الولايات المتحدة، استغلت القيادة السياسية هذا الحق المشكوك فيه بطريقة متطرفة وضارة، مما يثير التساؤل عما إذا كانت إسرائيل تخشى التسوية السياسية أكثر من الحرب.
اقرأ أيضًا
السلطات التركية تلقي القبض على شخص بتهمة التجسس لصالح الموساد الإسرائيلي
أحداث أكتوبر 1973
كما وصف التحقيق أن ما حدث في عام ١٩٧٣، كان هذا خطأً فادحًا في التقدير، ولكن في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، كان إهمالًا مهنيًا صارخًا، إذ شهدت إسرائيل انهيار أنظمة الاستخبارات والعمليات في جيش الدفاع الإسرائيلي، وكانت العلامات المبكرة لذلك جلية في الحادثة المحرجة لعملية "حارس الأسوار ٢٠٢١"، عندما هاجمت حماس إسرائيل، ونجحت في إشعال أعمال شغب في المدن المختلطة في إسرائيل والتحريض على حرب دينية حول الأماكن المقدسة، مضيفةً أن إسرائيل حاولتُ لفت انتباه كبار المسؤولين إلى هذا الأمر في تلك الأيام، ورغم لطفهم في اجتماعنا، شعرتُ وكأنني أسبب لهم الملل.


وأضافت الصحيفة أن ما حدث ليس حادثة معزولة، بل هي عملية طويلة يتغير فيها جيش الدفاع الإسرائيلي - الاستخبارات والعمليات - بشكل جذري، وأن جيش الدفاع الإسرائيلي يتمتع بقدرات هائلة في جمع المعلومات الاستخبارية اللازمة للعملية، لدرجة أنه يستطيع، على سبيل المثال، رؤية كل شجرة في إيران، ولكن مع خوف من عدم القدرة على تحديد الغابة بأكملها - الارتباك وعدم اليقين الواضح بشأن المسؤول عن التحذير من الحرب في غزة، والتعريف المؤسف الذي يُعطي الأولوية للتفوق الاستخباراتي وليس للتحذير من الحرب، وهو ما يُمثل خسارةً لأصول "القبضة الحديدية".

الاستفادة من دروس الماضي
وأكد التحقيق أنه من الضروري عمل دراسة على العمليات التي جرت منذ عام ٢٠١٧ على الأقل فيما يتعلق بصياغة رؤية السنوار وخطته، وفي الوقت نفسه دراسة كيف أضرت أحداث مثل نشر "خطة القرار" لبتسلئيل سموتريش في يهودا والسامرة بقوة إسرائيل، الخارجية والداخلية، ففي تلك الأيام، وحتى السابع من أكتوبر وحتى الآن، لم يكن هناك ملك في إسرائيل - التي كانت تفتقر إلى الرؤية والبصيرة، وخاضت في المياه الضحلة، وسحقت المجتمع الإسرائيلي في صراعات داخلية.
تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.