حمدي بخيت: حرب أكتوبر صدمة نفسية وعسكرية ما زالت تؤثر في إسرائيل

أكد اللواء حمدي بخيت، الخبير العسكري وعضو مجلس النواب السابق، أن حرب أكتوبر 1973 مثلت صدمة عميقة لإسرائيل، لم تعهدها منذ تأسيسها عام 1948، موضحًا أن الحرب جاءت على خلاف ما اعتادت عليه المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، التي دائمًا ما خططت لحروب قصيرة وسريعة تحسم في أيام قليلة، بينما كانت حرب أكتوبر طويلة الأمد ومكلفة بشريًا وماديًا.
وقال بخيت ، إن إسرائيل لم تعلن حتى اليوم عن الحجم الحقيقي لخسائرها في الحرب، رغم ما ورد في تقارير ووثائق نُشرت لاحقًا، مشيرًا إلى أن هذه الخسائر كانت من الضخامة بحيث يصعب إخفاءها.
ثلاث نتائج "مرعبة" للمجتمع الإسرائيلي
وتحدث بخيت عن 3 نتائج رئيسية للحرب، وصفها بأنها لم تكن "أوهامًا" ، بل حقائق مرعبة ضربت العمق الإسرائيلي:
- الرعب داخل الجيش الإسرائيلي بعد انهيار أسطورة "الجيش الذي لا يقهر".
- الارتباك في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، الذي فشل في توقع الحرب أو الاستعداد لها.
- الخوف العميق لدى المجتمع الإسرائيلي، الذي واجه لأول مرة احتمال اندلاع حرب شاملة تقودها مصر.
وأكد أن الأثر النفسي لحرب أكتوبر ظل حاضرًا داخل المؤسسات الإسرائيلية حتى اليوم، خاصة مع ما أحدثته من هزة في ثقة الشعب بقدرات جيشه وأجهزته الأمنية.
اقرأ أيضًا:
اللواء حمدي بخيت: خطة ترامب للسلام مشبوهة وتهدف لإنقاذ إسرائيل من ورطتها في غزة
اللواء حمدي بخيت: روسيا وأوكرانيا عايزين الحرب تخلص وترامب معجب بدور المنقذ
وأشار إلى أن أكثر ما أوجع إسرائيل خلال الحرب لم يكن فقط الهجوم المباغت، بل نجاح الخطة المصرية المحكمة في الخداع الاستراتيجي.
وذكر أن هذا النجاح ترك لدى إسرائيل فوبيا من تكرار هذا الأسلوب المصري، مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بات في حالة توجس دائم من أي تحرك مصري لاحقًا.
إنذار مبكر غائب.. و3 محاور لخداع إسرائيل
وفي سياق متصل، أوضح بخيت أن إخفاق إسرائيل في امتلاك إنذار مبكر فعال قبيل الحرب كان سببًا رئيسيًا في نجاح الضربة الأولى، مستعرضًا 3 محاور رئيسية ساهمت في حرمان إسرائيل من عنصر الإنذار:
- إقناع القيادة الإسرائيلية بأن مصر لن تحارب بدون غطاء جوي يصل إلى عمق إسرائيل، وهو ما لم يكن متوفرًا حينها.
- اعتماد الاستخبارات الإسرائيلية على تقدير خاطئ بشأن الرئيس أنور السادات، ظنًا منهم أنه يفتقر إلى الخبرة أو الجرأة لشن حرب.
- معلومة مضللة قدمها العميل المصري أشرف مروان، أدت إلى تضليل إسرائيل حتى يوم 5 أكتوبر.
سوريا على الرادار ومصر خارج الحسابات
وأضاف بخيت أن إسرائيل، قبل اندلاع الحرب، كانت تركز على احتمال رد سوري بعد إسقاط 13 طائرة سورية في سبتمبر 1973، دون أن تتوقع انخراط مصر في هجوم مشترك، ما جعلها تستبعد تمامًا التحرك المصري من حساباتها.
وأوضح أن حشود الجيش المصري على الجبهة فسرت من قبل إسرائيل على أنها مجرد مناورات تدريبية معتادة، خاصة في ظل مغادرة الخبراء الروس، وهو ما اعتُبر مؤشرًا على عدم وجود نية للحرب، إلا أن هذا التفسير، بحسب بخيت، كان خاطئًا.
الخبراء الروس، عنصر خطر تم تحييده
وأشار بخيت إلى أن مغادرة الخبراء السوفييت من صفوف الجيش المصري كان قرارًا استراتيجيًا حاسمًا، لأن بقاءهم كان قد يؤدي إلى تسريب المعلومات والخطط العسكرية.
ورغم الدعم الذي قدمه الاتحاد السوفيتي لمصر، فقد كانت حسابات المصالح الدولية معقدة للغاية، حيث كانت موسكو من أوائل الدول التي اعترفت بإسرائيل وضمنت وجودها، إلى جانب أربع قوى كبرى أخرى.
واختتم حمدي بخيت حديثه بالتأكيد على أن الدرس الأكبر من حرب أكتوبر لا يزال حاضرًا في الوعي الإسرائيلي، ويتمثل في أن عنصر المفاجأة والخداع الاستراتيجي قادر على قلب موازين القوى، حتى أمام جيوش تمتلك تفوقًا تكنولوجيًا أو استخباراتيًا.
- تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
- تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
- تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.