خبير مائي: إثيوبيا أخطأت بملء سد النهضة كاملاً قبل جاهزية التوربينات

الأحد 28/سبتمبر/2025 - 10:01 م

أزمة سد النهضة، أكد الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية والاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة، أن إثيوبيا ارتكبت خطأ استراتيجيا كبيرا بملء بحيرة سد النهضة بالكامل بسعة 75 مليار متر مكعب، قبل الانتهاء من تركيب وتشغيل جميع التوربينات المخصصة لتوليد الكهرباء.

وأوضح نور الدين أن إثيوبيا قامت حتى الآن بتركيب 8 توربينات فقط من أصل 13، ولا يعمل منها سوى 5 بشكل غير منتظم، في وقت لم تُستكمل فيه محطة توليد الكهرباء ولا أعمدة الضغط العالي اللازمة لنقل الطاقة.

وأضاف أن البلاد كانت تحتاج إلى تخزين كمية تتراوح بين 50 إلى 55 مليار متر مكعب في هذه المرحلة، بما يتناسب مع القدرة التشغيلية المتاحة حالياً، مشيراً إلى أن تجاوز هذا الحد اضطر إثيوبيا إلى تصريف كميات كبيرة من المياه بشكل مفاجئ.

اقرأ أيضًا:

بعد إتمام ملئه، هل ينهار سد النهضة وما تأثير ذلك على مصر والسودان؟

السودان تغرق، عباس شراقي: أثيوبيا مجبرة على تفريغ سد النهضة لهذا السبب

خبير من اليونيسف: إثيوبيا غامرت بأمان سد النهضة للإبهار بصري لحظة الافتتاح

الصبر نفد، مصر تلجأ لمجلس الأمن كخطوة أولى ضد سد النهضة

افتتاح سد النهضة، ماذا قال وزير الري بعد تعنت إثيوبيا؟

وتابع الخبير المائي عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي، أن بدء موسم الفيضانات في السودان خلال شهر سبتمبر الجاري يدحض المزاعم الإثيوبية التي كانت تؤكد أن سد النهضة سيسهم في حماية السودان من الفيضانات.

وأكد أن الفيضانات الحالية ناتجة عن قرارات تشغيلية من الجانب الإثيوبي، وليست ناتجة عن عوامل طبيعية، ما يجعلها أكثر خطورة، خاصة مع حدوثها في توقيت غير معتاد يصعب على السودان التكيف معه.

وفيما يتعلق بالتخوفات من فقدان مصر لحصتها من المياه، أشار نور الدين إلى أن بحيرة السد العالي في مصر ممتلئة بالفعل، بفضل الفيضانات الكبيرة التي شهدها حوض النيل خلال السنوات الخمس الماضية.

وأوضح أن المياه الموجودة حاليا في بحيرة سد النهضة تشكل مخزونا مؤقتا على الأراضي الإثيوبية، مؤكدا أنه مع اكتمال تشغيل التوربينات بكامل طاقتها، ستعود هذه المياه للتدفق مجددا عبر نهر النيل إلى كل من مصر والسودان.

ودعا نور الدين إلى ضرورة التنسيق الفني والتشغيلي بين الدول الثلاث لضمان عدم تكرار مثل هذه الأزمات، التي قد تفاقم التوترات وتعرض حياة السكان والبنية التحتية في دولتي المصب لمخاطر جسيمة.