بعد إتمام ملئه، هل ينهار سد النهضة وما تأثير ذلك على مصر والسودان؟

كشف خبراء عن ملء سد النهضة بإثيوبيا بالكامل، أمر خطر، محذرين من أنه بات معرضًا للانهيار في أي لحظة، ما يؤدي لغرق مدن عدة في السودان.. فكيف ذلك؟
مسألة انهيار سد النهضة الإثيوبي بعد ملئه الكامل هي قضية معقدة ومثيرة للجدل، وهناك خلاف كبير بين الخبراء حول احتمالية حدوث ذلك.
بشكل عام، لا يوجد تأكيد علمي قاطع بانهيار السد، لكن هناك مجموعة من المخاوف والتحذيرات التي ترفع من احتمالية حدوث أضرار جسيمة:
العوامل التي تثير المخاوف من انهيار سد النهضة
تتركز المخاوف الرئيسية بشأن سلامة السد في عاملين أساسيين:
1. المخاطر الجيولوجية والإنشائية
موقع السد (الأخدود الإفريقي)، حيث يقع السد في منطقة غير مستقرة جيولوجيًا ضمن نطاق الأخدود الإفريقي العظيم، وهي منطقة نشطة زلزالياً. يعتقد بعض الخبراء أن الثقل الهائل للمياه (بحوالي 74 مليار متر مكعب) قد يزيد من النشاط الزلزالي (ظاهرة الزلازل المستحدثة) أو يتسبب في إجهاد وتشققات في بنية السد القائمة على طبقات هشة.
عيوب إنشائية وتصميمية، فقد أشارت تقارير ودراسات مستقلة إلى وجود مشاكل هندسية في مراحل البناء، مثل رصد بعض التشققات، وتعديل في تصميم المفيض، وعدم عمل جميع التوربينات، مما يثير تساؤلات حول مدى قدرة الجسم الخرساني الضخم على تحمل الضغط الهائل للمياه على المدى الطويل.
تراكم الطمي، فمع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي تراكم كميات كبيرة من الطمي والرواسب خلف السد إلى زيادة الضغط على بنيته، وتعرقل عمل بوابات التصريف والتوربينات.
2. مخاطر التشغيل وإدارة المياه
التصريف غير المنتظم، لأنه في حال عدم تشغيل جميع التوربينات بكفاءة، أو عدم القدرة على التحكم في معدلات تصريف المياه (خاصة مع فيضانات موسمية قوية)، قد يضطر الجانب الإثيوبي إلى فتح بوابات المفيض بشكل مفاجئ أو غير منضبط، ما يشكل خطراً على جسم السد نفسه وعلى المناطق الواقعة أسفله.
تأثير انهيار سد النهضة (السيناريو الأسوأ)
إذا حدث الانهيار،فإن السيناريوهات المتوقعة تشير إلى كارثة إنسانية وبيئية غير مسبوقة:
سيتعرض السودان لخطر "طوفان مدمر" أو "تسونامي مائي" هائل. نظراً لأن سد النهضة يقع على بعد حوالي 500 كم فقط من العاصمة السودانية الخرطوم، وأعلى منها بحوالي 350 مترًا، فإن المياه ستصل إلى سد الروصيرص وسنار خلال ساعات قليلة وتتجاوزهما، مما يهدد بغرق ودمار شامل للمدن والقرى الواقعة على طول النيل الأزرق، وتشريد ملايين السودانيين.

وتشهد السودان حاليًا موجات من الأمطار الغزيرة التي ترفع بشكل كبير مناسيب نهر النيل وروافده، أبرزها النيل الأزرق والنيل الأبيض.

وأصدرت السلطات السودانية في الأيام الأخيرة "إنذارات حمراء" في عدة ولايات (مثل الخرطوم، ونهر النيل، والنيل الأبيض)، وهي أعلى درجة تحذير، بسبب تجاوز منسوب النيل لمستويات الفيضان.

وتضررت ولايات عديدة بشكل دوري، وتتركز الأضرار الكبيرة في مناطق مثل الجزيرة، ونهر النيل، والخرطوم، وكسلا، والقضارف.

يرى خبراء أن إدارة مياه سد النهضة الإثيوبي وتوقيت تصريفها يمكن أن يؤثر بشكل مفاجئ على مناسيب المياه في السودان، مما يزيد من صعوبة التحكم في الفيضان.
أما مصر، فالتأثير الأكبر سيكون على البنية التحتية المائية في السودان. أما بالنسبة لمصر، فالمسافة بين سد النهضة والسد العالي طويلة (حوالي 2000 كيلومتر)، مما يوفر وقتاً كافياً (عدة أيام) للسلطات المصرية لاتخاذ الإجراءات الوقائية، مثل تفريغ جزء من بحيرة السد العالي وتوجيه المياه إلى مفيض توشكى لتخفيف الصدمة.
وكشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عن وجود تخبط كبير في إدارة سد النهضة الإثيوبي بعد اكتمال الملء الرابع، مؤكدًا أن الزيادة المفاجئة في تصريف المياه أدت إلى ارتفاع غير مسبوق في منسوب النيل بالسودان.
ومن ثمّ فإن احتمالية الانهيار قائمة نتيجة العوامل الجيولوجية والهندسية المعقدة، إلا أن درجة هذه الاحتمالية ومدى جاهزية التصميم للتعامل معها هي جوهر الخلاف الفني والسياسي. وتبقى الحاجة إلى تبادل المعلومات واتفاقية ملزمة للتشغيل الآمن هي المطلب الرئيسي لضمان سلامة السد ودول المصب.
تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.