تحقيقًا لأطماع المبيعات
«إعمار مصر» تتغول على حقوق ملاك مراسي الساحل الشمالي وتنسف مخطط القرية

إعمار مصر وملاك مراسي الساحل الشمالي.. أن تخطو نحو شراء عقار في مصر، فأنت حتمًا عرضة لـ «حرقة الدم»، فهذا المنتج الاستثماري، الذي من المفترض كونه رفاهة أو تأمينًا لقادم الأيام، صار صداعًا في رأس صغار المستثمرين والمدخرين.
وعلى عكس ما يروج المطورين في السوق المصرية، فإن العقار بفعل أيديهم، لم يعد ملاذَا آمنًا للاستثمار، وقاعات المحاكم طفحت كيلًا بالمظالم الناجمة عن الخروقات المجحفة.
يواصل موقع الأيام المصرية، التحليق خارج السرب، ويتصدى بصدرٍ عارٍ لأولئك الذين ظنوا أنهم بمنأى عن الانتقاد وكشف ما يسترونه بإعلاناتهم الترويجية.
بطل واقعة سطورنا التالية، شركة إعمار مصر للتنمية، والضحايا 22 صاحب مظلمة، تعاقدوا على وحدات متنوعة في مراسي الساحل الشمالي، مع شركة إعمار مصر، والمستندات التي حصلنا عليها تكشف الكوارث ونحن مجرد راصدين لها.
عام 2007 تعاقدت شركة إعمار مصر، على شراء قطعة أرض بمساحة 6.24 مليون متر مربع، بمنطقة سيدي عبد الرحمن، وما عليها من منشآت، بغرض إنشاء مشروع للتنمية السياحية الشاملة، والتي أضحت بعد إعلان الشركة عن بدء بيع وحداتها "قرية مراسي الساحل الشمالي".

ملاك قرية مراسي: خالفوا العقود وجاروا على المخطط العام
اشترى الطالبون وحدات داخل مشروع قرية مراسي الساحل الشمالي، طبقًا للمخطط العام، وخريطة الوحدات، ليصبح بذلك جزء لا يتجزأ من العقد، بما رتب على أثره التزامات عديدة من جانب الطرفين.
فوجئ ملاك مراسي الساحل الشمالي بأن شركة إعمار مصر، أغفلت أنها مجرد مقاول، يبني ويبيع للملاك، بموجب عقود تستند إلى مخطط للقرية واضح الملامح، لتبدأ في اغتيال المناطق والمرافق المشتركة المتعاقد على أساسها، جائرة على حق الملاك دونما استئذان أو تعويض مناسب – طبقًا لبنود العقود.
شركة إعمار مصر خالفت المعايير البيئية وردمت مياه البحار بهدف إنشاء فنادق ومنتجعات VIP
مسخت شركة إعمار مصر مخطط القرية، وأطلقت يدها لتتصرف فيما لا تملك، إذ اقتطعت أجزاء من شواطئ، وحولت مباني الأنشطة الاجتماعية لتصبح فنادق صغيرة بالمخالفة للمخطط الرئيس الذي أقر بعدم وجود فنادق داخل الكتل السكنية.
استمرت شركة إعمار مصر في تغولها، فسلبت ملاك مراسي الساحل الشمالي، حقوقهم في مشروع سكني تجاري إداري ترفيهي متكامل بمرافقه وخدماته، لتتجاوز كونها مديرًا ومطورًا، وتسلب الملاك حقوقهم فيما يمتلكون.

ضحايا قرية مراسي: سلبونا حقوقنا في شاطئ طوله 6 كيلومترات
واصلت شركة إعمار مصر تجاوزتها في حق الملاك، فراحت تردم البحر متحدية المعايير البيئية، لتبيع وحدات فوق الطاقة الاستيعابية لقرية مراسي الساحل الشمالي، لتفرض أمرًا واقعًا أصبح معه ملاك القرية حبيسي أطماع الشركة، ومحاصرين بوحدات بنيت على ردم البحر، لتزيد الطين بلة، وتحرمهم من حقهم في رؤية والاستمتاع بمياه المتوسط.
وامتدادًا لتغولها على الشاطئ الذي اشترى الملاك وحداتهم في القرية على أساسه، بطول 6 كم، إذ حرمت نحو 45 ألف مالك، من 4.5 كم خصصتها لفنادق ومنتجعات من يدفعون أكثر أو طبقة الـ VIP، وذلك بالمخالفة لـ ماستر بلان القرية.
الأدهى وبحسب المستندات، فإن شركة إعمار مصر، قيدت دخول ملاك قرية مراسي الساحل الشمالي إلى الشواطئ، ما جعلهم ضيوفًا غير مرحب بهم.
جُل ما سبق، نقطة في بحر تجاوزات مارستها شركة إعمار وما زالت، وما تم رصده حلقة أولى، نعدكم بتواليها خلال الأيام المقبلة، مواصلين كشف المستور عن شركات، تحمل نوايا لا تبشر بالخير، لقطاع يشكل نحو 20% من إجمالي مؤشرات النمو في الاقتصاد المصري.