بين طفل غزة والاعترافات الدولية، هل بدأت لحظة التحول الحقيقي في فلسطين؟

لحظة وصفت بأنها نقطة تحول في التاريخ الحديث للقضية الفلسطينية، تستعد بلجيكا اليوم، الإثنين، للاعتراف رسميًا بدولة فلسطين، لتنضم بذلك إلى سلسلة من الدول الكبرى التي اتخذت القرار ذاته، مثل بريطانيا، كندا، أستراليا، والبرتغال.
ولكن الحدث الذي هز مشاعر العالم جاء من العاصمة البريطانية لندن، حيث تم رفع العلم الفلسطيني على أحد المباني الحكومية، في مشهد وثقته الكاميرات، ليصبح رمزًا دوليًا لاعتراف طال انتظاره منذ أكثر من 77 عامًا.
علم فلسطين يرفرف في أوروبا: نصر رمزي أم بداية لتغيير حقيقي؟
بعد عقود من الظلم والحرمان والاحتلال، بدأ العالم يشهد نقلة نوعية في تعاطيه مع القضية الفلسطينية.
رفع العلم الفلسطيني في لندن، واعتراف بلدان من الصف الأول بدولة فلسطين، لم يعد يُنظر إليه كحدث رمزي فقط، بل كخطوة سياسية ذات أبعاد استراتيجية تؤسس لتحول جوهري في المشهد العالمي.
ويقول عبدالفتاح دولة، المتحدث الرسمي باسم حركة فتح الفلسطينية، في تصريحات خاصة لموقع «الأيام المصرية»: "كفلسطيني، أشعر أن تضحيات شعبنا الطويلة لم تذهب سدى، بعد 77 عاماً من القهر والظلم، بات علم فلسطين يرفرف في عواصم العالم اعترافاً بحقنا المشروع في دولتنا المستقلة."
صورة الطفل جدوع جرح مفتوح في الضمير الإنساني
في موازاة التحركات السياسية، كان لصورة الطفل الفلسطيني "جدوع" أثر إنساني صادم.
الطفل الذي شوهد وهو يحمل شقيقته الصغيرة على كتفيه، تاركًا أمه الشهيدة خلفه، في طريقه إلى مصر، هزّ مشاعر الملايين حول العالم.
وعلّق متحدث فتح على الصورة قائلاً: جدوع ليس مجرد طفل، إنه صورة مكثفة لمأساة شعبنا.
وأضاف دولة، أن هذه الصورة تلخص معنى الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون، وتعكس في الوقت ذاته قوة البقاء وإرادة الحياة المتجذرة في شعبنا.
من تحت أنقاض غزة، خرج جدوع ليُصبح رمزًا لصرخة الطفولة في وجه القتل والتهجير. واليوم، وهو يعبر الحدود إلى مصر، يحمل معه رسالة: "نحن لا نطلب سوى حقنا بالحياة."
هل بدأ العالم يرى الاحتلال على حقيقته؟
المشهد لا يقتصر على رفع الأعلام أو بيانات الاعتراف، بل يعكس تحولًا عميقًا في الوعي الدولي.
ويؤكد المتحدث باسم فتح أن العالم اليوم بدأ يرى بوضوح أن إسرائيل تمثل نظامًا استعمارياً إحلالياً يمارس الإبادة والتهجير القسري.
كما أكد متحدث فتح، أن الاعترافات الدولية تكشف أن الرواية الفلسطينية باتت هي السائدة، وأن الاحتلال أصبح معزولاً أخلاقياً وسياسياً.
الاعترافات تتوالى.. هل نشهد نهاية آخر احتلال استعماري في العالم؟
التحركات المتسارعة للاعتراف بفلسطين، تتزامن مع جهود دولية، أبرزها اجتماع برعاية السعودية وفرنسا على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أجل الدفع باتجاه حل الدولتين.
اقرأ أيضًا:
بعد تزايد الاعترافات الدولية بفلسطين، ترامب يدعو لتسوية دبلوماسية ولقاء أممي مرتقب
هل نحن أمام تحول حقيقي نحو العدالة؟ أم أن هذه اللحظة ستُقابل بالمزيد من العنف والرفض من جانب إسرائيل؟
ما يبدو مؤكدًا، أن العالم بدأ يغير نبرة صوته، وأن العلم الفلسطيني الذي رُفع في لندن ليس نهاية الرحلة، بل بداية الطريق نحو دولة حقيقية على الأرض.
تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
- تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
- تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات