الاتحاد الأوروبي يلوّح بالعقوبات التجارية ضد إسرائيل.. ووزيران في مرمى الاستهداف

منطقة الشرق الأوسط تشهد تطور دبلوماسي وقانوني هام يُظهر تحولاً ملحوظًا في موقف الاتحاد الأوروبي من سياسات الحكومة الإسرائيلية في حرب غزة، فاقترحت المفوضية الأوروبية،اليوم الأربعاء، إدراج وزيرين إسرائيليين بارزين من حزب اليمين المتطرف على قوائم العقوبات الأوروبية، مع تعليق محتمل لبعض الامتيازات التجارية.
المبادرة ترافقها خطوات تهديدية إضافية تجاه مستوطنين ومسؤولين من حركة حماس، في محاولة للضغط على تل أبيب كرد فعل على تصعيد العنف والاتهامات بخرق حقوق الإنسان.
بينما تصر أوروبا على أنها لا تسعى لقطع العلاقات بالكامل، بل لإيجاد أدوات ضغط دبلوماسية وقانونية تحثها على تغيير المسار.
الوزراء المستهدفون والتهم الموجهة
اقترحت المفوضية الأوروبية إدراج إيتامار بن غفير وزير الأمن القومي وبتسلئيل سموتريتش وزير المالية على قوائم العقوبات الأوروبية.
تأتي هذه الخطوة في إطار اتهامهما بالتحريض على العنف ضد الفلسطينيين، ودعمهما لتوسيع المستوطنات، ومواقف متشددة تجاه المساعدات الإنسانية.
وقالت وسائل الإعلام، إن العقوبات المقترحة تشمل تجميد الأصول وحظر السفر داخل دول الاتحاد الأوروبي.
كيانات أخرى ومستوطِنين وحماس ضمن الخطة الأوروبية
إلى جانب الوزراء، يقترح الاتحاد الأوروبي عقوبات على ثلاثة مستوطنين مدانين بأعمال عنف ضد فلسطينيين، وست كيانات تضم مؤسسات مرتبطة بالأمن أو المستوطنات، وعشرة من قيادة حركة حماس.
الهدف من هذه العقوبات هو توسيع نطاق المساءلة لتشمل الفاعلين غير الحكوميين الذين يُتهمون بالمشاركة أو التسهيل في انتهاكات ضد المدنيين الفلسطينيين.
تعليق تجاري وتجميد امتيازات جمركية
تقترح المفوضية الأوروبية تعليق امتيازات جمركية يُمنحها للسلع الإسرائيلية ضمن اتفاقات التجارة الحرة، ليس إنهاء كامل للعلاقات التجارية، بل فرض رسوم جمركية عادية على الصادرات الإسرائيلية التي تستفيد اليوم من إعفاءات أو تفضيلات.
المنتجات التي تأتي من المستوطنات الإسرائيلية ليست معنية بهذه العقوبات في المقترح الحالي.
حجم الهوامش المالية المتأثرة كبير والمقترح يستهدف صادرات إسرائيل إلى الاتحاد الأوروبي بقيمة تُقدر بمليارات اليورو.
العمليات العسكرية والتصعيد في غزة
تأتي المقترحات الأوروبية في اليوم الثاني من اجتياح بري إسرائيلي لمدينة غزة، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي أن قوات اللواءين 98 و162 بدأت تنفيذ جزء من عملية عربات جدعون ب لدخول المدينة من الأرض، مع دعم ناري من الجو والبحر.
القوات الإسرائيلية أيضاً أعلنت عن فتح مسار انتقال مؤقت عبر شارع صلاح الدين لخروج المدنيين من غزة جنوبًا، لمدة محددة وهي 48 ساعة لضمان نزوح آمن نسبيًا.
تهديد علني وتحذير حاسم
وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس هدد بأن غزة سَتصبح شاهد قبر لحركة حماس، في تعبير يدل على رغبة في تدمير شامل.
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بدوره وجه رسالة قوية لحماس، محذرًا من المساس بالرهائن، مؤكّدا أن أي ضرر يُلحق بأي منهم سيُواجه برد قاسٍ.
هل ينجح الاتحاد الأوروبي في تحريك الدولة الإسرائيلية؟
تُعد مقترحات المفوضية الأوروبية من أقوى الخطوات التي اتخذها الاتحاد ضد إسرائيل منذ اندلاع حرب غزة، وتظهر إرادة لكسر الجمود أمام الانتهاكات الميدانية التي تُلاحَظ في التقرير الدولي ووسائل الإعلام.
لكنَّ تنفيذ هذه المقترحات مشروط بتوافق واسع داخل الاتحاد الأوروبي، وهو أمر ليس بالسهل حتى الآن ما إذا كانت الدول الأعضاء ستُوافق عليه، خصوصًا الدول التي تربطها علاقات اقتصادية أو سياسية قوية مع إسرائيل.
في حال تم اعتماد العقوبات، ستكون لها آثار مالية وتجارية ملموسة على إسرائيل، وقد تُمثل أيضًا رسالة واضحة للمجتمع الدولي بأن مصير العلاقات الثنائية يمكن أن يتغير إذا استمرت الانتهاكات ضد المدنيين في غزة دون مساءلة.
اقرأ أيضَا:
مفاوضات أمنية مع قسد وإسرائيل، زيارة استخباراتية تكشف المستور: رئيس المخابرات التركية في دمشق
من ناحية أخرى، إسرائيل أكّدت أن المقترحات غير عادلة وأنها لن تستسلم لضغط العقوبات، هذا يعني أن المواجهة مقبلة، وقد تشهد الأشهر القادمة تصعيدًا في الخطاب والعقوبات من كلا الجانبين.
تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
- تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
- تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.