بعد الاجتياح البري، جيش الاحتلال يلغي الإعفاءات ويستدعي آلاف الجنود لتعويض النزيف البشري في غزة

جيش الاحتلال الإسرائيلي يواجه مأزق مع استمرار العمليات العسكرية الواسعة في قطاع غزة، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن إلغاء شامل للإعفاءات العسكرية الصادرة خلال السنوات العشر الماضية، واستدعاء آلاف الجنود الاحتياطيين لتغطية النقص الحاد في القوى البشرية، وسط استعدادات إسرائيلية لمعارك ممتدة حتى عام 2026.
التحركات العسكرية المفاجئة تحمل أبعادًا أمنية وسياسية واجتماعية عميقة، وتطرح تساؤلات حول جاهزية الجيش الإسرائيلي، وشرعية هذا النوع من التعبئة القسرية التي تثير موجة من الاعتراضات والطعون داخل الشارع الإسرائيلي، خصوصًا في ظل تصاعد وتيرة الحرب وتعقيداتها.
الجيش الإسرائيلي يُلغي إعفاءات 10 سنوات ويستعد لحرب طويلة بعد التوغل البري
أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت، الأربعاء، أن قيادة الجيش الإسرائيلي قررت إلغاء جميع قرارات الإعفاء من الخدمة العسكرية الصادرة بين عامي 2013 و2023، وذلك كإجراء استثنائي لمواجهة النقص الحاد في الجنود والتخصصات الميدانية الحيوية.
القرار يأتي في وقت تشهد فيه العمليات العسكرية في قطاع غزة تصعيدًا غير مسبوق، وسط توقعات بأن تمتد المعركة حتى عام 2026، مما يعكس رؤية إسرائيلية لاستمرار حالة الاستنزاف العسكري لفترة طويلة.
تضاعف الاستدعاءات: 27 ألف إشعار والتعبئة مستمرة
الصحيفة أوضحت أن الجيش ضاعف تقريبًا عدد إشعارات الاستدعاء ليصل إلى 27 ألف جندي خلال الأيام الماضية، وسط توقعات بارتفاع العدد بشكل أكبر مع استمرار العمليات.
حتى الآن، استجاب نحو 18 ألف جندي لأوامر العودة إلى الخدمة، وتم توزيعهم على مختلف وحدات الجيش، لا سيما في المناطق القتالية داخل قطاع غزة، حيث تدور معارك شرسة في محيط مدينة غزة.
40% من المستدعين يرفضون والجيش يرد: لا طعون مقبولة
ورغم حجم الاستجابة، فإن نسبة كبيرة من المستدعين تُقدّر بنحو 40% قدّموا طعونًا على قرارات الاستدعاء لأسباب شخصية أو صحية أو عائلية، إلا أن قيادة الجيش رفضت تلك الطعون وأمرت بضمهم قسرًا إلى الخدمة.
ذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت نقًلا عن مصادر عسكرية أن قرار الرفض جاء نتيجة حالة طوارئ وطنية تستدعي تعبئة قصوى، خاصة في ظل النقص في التخصصات الدقيقة مثل الأطباء، ومشغلي المعدات الهندسية، والمتخصصين في الاتصالات واللوجستيات.
تل هاشومير مركز العودة الإجباري
أُعيد فتح قاعدة تل هاشومير العسكرية كمركز رئيسي لاستقبال العائدين للخدمة، حيث يتم إجراء مقابلات شخصية وتصنيف الجنود حسب المؤهلات والخبرة، ومن ثم توجيههم إلى المواقع الأكثر حاجة على الجبهات، بما في ذلك غزة، والضفة الغربية، والشمال.
المشهد في القاعدة يعكس حالة غير مسبوقة من الارتباك والتنظيم الطارئ، وسط توافد أعداد كبيرة من المجندين السابقين، بعضهم لم يلبس الزي العسكري منذ سنوات.
غزة في مرمى النيران البرية والجوية
بالتزامن مع التعبئة العسكرية، أطلق الجيش الإسرائيلي المرحلة الرئيسية من العملية البرية الثالثة للسيطرة على مدينة غزة، مستخدمًا تكتيكات جديدة شملت تمهيد نيراني جوي وبحري مكثف، استخدام روبوتات مفخخة لفتح الطرق وتفجير الأنفاق، اقتحام بري عبر فرقتين عسكريتين رئيسيتين واشتباكات مباشرة في المناطق السكنية المعقدة
هذه العملية تمثل أكبر تصعيد بري منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023، وسط تحذيرات أممية ودولية من كارثة إنسانية متزايدة.
ووسط التوسع الكبير في العمليات العسكرية والتوغل البري في قطاع غزة، يظهر قرار إلغاء الإعفاءات كحل اضطراري يُظهر عمق الأزمة البشرية داخل صفوف الجيش الإسرائيلي.
اقرأ أيضًا:
انهيار صحي داخل صفوف الجيش الإسرائيلي، تسمم غذائي جماعي يضرب قاعدة حرس الحدود
فهل ستقود هذه التعبئة المفرطة إلى أزمة داخلية؟
تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
- تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
- تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.