شركة إنتاج أمريكية شهيرة تهاجم فنانو هوليود: لا تقاطعوا صناع السينما في إسرائيل

في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، خرجت شركة باراماونت بيكتشرز، إحدى أضخم شركات الإنتاج السينمائي في هوليوود، عن صمتها وأعلنت رفضها لتعهد وقّعه أكثر من 4000 فنان وممثل ومنتج عالمي يقضي بمقاطعة المؤسسات السينمائية الإسرائيلية المتورطة في انتهاكات ضد الفلسطينيين.
يأتي هذا الموقف من الشركة وسط غضب عالمي متصاعد من الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكتوبر 2023، والذي خلّف عشرات الآلاف من الضحايا ودمارًا شاملاً.
باراماونت ترد: ضد المقاطعة وضد إسكات الفنانين
في بيان رسمي صدر أعلنت شركة باراماونت موقفها الرافض لما وصفته بـ"جهود مقاطعة صناع الأفلام الإسرائيليين"، مؤكدة أنها لا ترى في عزل الفنانين بناءً على جنسيتهم طريقًا لتحقيق السلام أو تعزيز التفاهم.
وقالت الشركة: "نحن لا نتفق مع الجهود الأخيرة لمقاطعة صانعي الأفلام الإسرائيليين، إسكات الفنانين المبدعين الأفراد على أساس جنسيتهم لا يعزز التفاهم الأفضل أو يدفع بقضية السلام إلى الأمام، نحن بحاجة إلى المزيد من المشاركة والتواصل، وليس أقل من ذلك".
تصريح باراماونت جاء كرد فعل على تعهد وقع عليه أكثر من 4000 شخصية فنية من حول العالم، بينهم كبار نجوم هوليوود، حيث أعلنوا رفضهم التعامل مع المؤسسات السينمائية الإسرائيلية التي وصفوها بـ"المتواطئة في الإساءة للفلسطينيين".
مقاطعة فنية ضد التواطؤ
التعهد الذي أُعلن عنه مطلع الأسبوع، لم يدعُ إلى مقاطعة الأفراد الإسرائيليين بشكل شخصي، بل ركّز على رفض التعامل مع المؤسسات التي يرى الموقعون أنها تساهم في تبييض أو تبرير الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
وأشار الموقعون إلى أن هذا التحرك مستوحى من حملة مماثلة أطلقها فنانون خلال الحقبة العنصرية في جنوب أفريقيا، حين تم فرض مقاطعة ثقافية ضد نظام الفصل العنصري.
من أبرز الموقعين على التعهد، أوليفيا كولمان، إيما ستون، مارك رافالو، تيلدا سوينتون، ريز أحمد، خافيير بارديم، سينثيا نيكسون وهؤلاء الفنانين يتمتعون بشعبية عالمية وتأثير واسع، ما يمنح البيان قوة رمزية ويزيد الضغط على المؤسسات الثقافية الغربية لإعادة النظر في علاقاتها مع إسرائيل.
السياق الإنساني: غزة تحت النار والعالم يرد
تأتي هذه الحملة في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزة، حيث أدى الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، بينهم آلاف الأطفال، وتشريد كافة سكان القطاع داخليًا، إلى جانب تفاقم المجاعة ونقص الأدوية وغياب الخدمات الأساسية.
منظمات حقوق الإنسان وخبراء في القانون الدولي وصفوا الوضع في غزة بأنه قد يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، مستندين إلى أعداد الضحايا والانتهاكات الموثقة.
وفي المقابل، تواصل إسرائيل تبرير عمليتها بأنها دفاع عن النفس عقب هجوم حركة حماس في أكتوبر، وهو الموقف الذي تدعمه فيه الولايات المتحدة، رغم الانتقادات الدولية المتزايدة.
الفن بين الأخلاق والسياسة
يثير موقف باراماونت تساؤلات حول حدود دور الفن والفنانين في القضايا السياسية والإنسانية، هل يجب أن يظل الفن محايدًا؟ أم أنه أداة للضغط والتغيير الاجتماعي؟
بالنسبة للكثيرين من الموقعين على التعهد، فإن الصمت لم يعد خيارًا، خاصة مع مشاهد الأطفال الجوعى تحت الأنقاض والدمار الشامل الذي يطال المدنيين.
أما بالنسبة لباراماونت، فالموقف يبدو متمسكًا بفصل الفن عن السياسة، على الرغم من تصاعد الغضب الشعبي، وانتشار دعوات المقاطعة الثقافية والفنية حول العالم.
بينما ينقسم المجتمع الفني حول كيفية الرد على الأزمة في غزة، يبدو أن الخلاف بين حرية التعبير والمواقف الأخلاقية سيستمر في تصاعد.
اقرأ أيضًا:
متحدث فتح: إعلان نيويورك بحل الدولتين يعزز شرعية حقوق شعبنا الفلسطيني (خاص)
فهل تشكّل هذه الحملة بدايةً لمقاطعة ثقافية جديدة على غرار ما حدث مع جنوب أفريقيا؟ أم ستبقى المؤسسات الكبرى، مثل باراماونت، متمسكة بمواقفها رغم الضغط الشعبي؟ الأيام المقبلة وحدها ستكشف مآلات هذا الصراع بين الفن والضمير
- تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
- تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
- تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.