الخميس 11 سبتمبر 2025
الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

جيل بلا مدارس، كيف تسرق الحرب في السودان مستقبل 13 مليون طفل؟

أطفال السودان جيل
أطفال السودان جيل بلا مدارس

في قلب واحدة من أعنف الأزمات الإنسانية في العالم، تزداد مأساة الأطفال في السودان قتامة مع استمرار الحرب التي اندلعت في أبريل 2023. 
فبينما تشتعل المعارك وتُهدم البيوت، هناك كارثة صامتة تتفاقم يومًا بعد يوم: ملايين الأطفال يُحرمون من حق أساسي وطبيعي — التعليم.
ووفقًا لتقرير صادر عن منظمة أنقذوا الأطفال، فإن 13 مليون طفل سوداني من أصل 17 مليونًا في عمر التعليم، لا يستطيعون الذهاب إلى المدارس، في مشهد يوصف بأنه "من أسوأ أزمات التعليم على مستوى العالم".

كارثة تعليمية: ثلاثة أرباع الأطفال خارج المدارس

كشفت منظمة "أنقذوا الأطفال" في تقرير حديث أن الحرب في السودان حَرمت حوالي 75% من الأطفال في سن الدراسة من الوصول إلى التعليم.
فبحسب التقرير، لا يزال أكثر من نصف المدارس في البلاد مغلقة، كما تم تحويل واحدة من كل عشر مدارس إلى ملاجئ للنازحين، في ظل تدهور متواصل للبنية التحتية التعليمية والصحية.

هذه الأرقام المفزعة تُظهر أن جيلاً كاملاً في السودان معرض للضياع، في وقت يحتاج فيه البلد المنكوب إلى بناء مستقبله عبر الأجيال القادمة، لا القضاء عليها في مهدها.

أطفال بلا معرفة: نحو أمّية جماعية تهدد الأجيال

صرّح محمد عبد اللطيف، مدير منظمة أنقذوا الأطفال في السودان، قائلاً: "من السهل تجاهل التعليم كأولوية في وقت الأزمات، ولكن مع استمرار الحرب، يخسر الأطفال سنوات لا يمكن تعويضها من حياتهم التعليمية، البعض منهم قد لا يتعلم أبدًا القراءة أو الكتابة".

هذه التصريحات تعكس خطرًا داهمًا لا يهدد الحاضر فقط، بل المستقبل بأكمله، حيث أن جيلاً من الأطفال يواجه خطر التحول إلى أميين، مما يهدد بإعادة إنتاج دائرة الفقر والعنف وعدم الاستقرار لعقود قادمة.

مخاطر متعددة: من النزوح إلى التجنيد القسري

أشارت المنظمة إلى أن غياب التعليم لا يقف فقط عند حدود الجهل، بل يتجاوزها إلى تهديدات أكثر خطورة مثل:

النزوح المستمر

الانضمام إلى الجماعات المسلحة

التعرض للعنف الجنسي والاستغلال

ارتفاع نسب العمالة بين الأطفال
ففي بلد يعيش أكثر من 13 مليون شخص فيه حالة نزوح قسري، يُصبح غياب المدرسة ليس فقط كارثة تعليمية، بل بوابة لمآسٍ اجتماعية واقتصادية لا تُحصى.

مدارس مدمرة ومدن بلا كهرباء أو خدمات

رغم الهدوء النسبي في بعض المدن السودانية خلال الأشهر الأخيرة، خصوصًا بعد إخراج مقاتلي الدعم السريع من مناطق في الشمال والوسط، إلا أن آثار الحرب لا تزال قائمة.
البنية التحتية التعليمية شبه مدمرة، المدارس مغلقة، المستشفيات متوقفة، وانقطاعات الكهرباء باتت جزءًا من الحياة اليومية.

وبحسب تقارير الأمم المتحدة، فإن عودة أكثر من مليوني نازح إلى مدنهم لم تُترجم إلى تحسن حقيقي في مستوى الخدمات أو فتح المدارس، وهو ما يزيد من صعوبة الوضع على الأطفال وعائلاتهم.


السودان بين الجوع والجهل.. أزمات متداخلة بلا حلول

السودان لا يعاني فقط من أزمة تعليم، بل يعيش واحدة من أسوأ أزمات الجوع والنزوح في العالم، بحسب تقارير المنظمات الإنسانية.
في مخيمات النازحين، خاصة غرب البلاد، ينتشر الجوع والكوليرا، في غياب شبه تام للرعاية الصحية، مما يجعل من التعليم رفاهية بعيدة المنال في عيون كثير من الأهالي.

الحرب التي اندلعت منذ أكثر من عامين بين الجيش وقوات الدعم السريع، تسببت في مقتل عشرات الآلاف، وتدمير البنية التحتية، وتشريد أكثر من 13 مليون شخص، وتحويل حياة الملايين من الأطفال إلى كابوس لا يبدو له نهاية قريبة.

نداء عاجل لإنقاذ مستقبل السودان

في ظل هذه الأوضاع المأساوية، يبقى التعليم هو الأمل الأخير لإنقاذ أطفال السودان من مصير مظلم، وعلى المجتمع الدولي، والمنظمات الإنسانية، وصناع القرار في السودان، التحرك الفوري لإنهاء الحرب، وإعادة بناء المدارس، وضمان عودة الأطفال إلى مقاعد الدراسة.
اقرأ أيضا:

تحسبًا لهجوم إسرائيلي، حماس تغيّر قيادة لواء غزة وتستعد لمعركة حرب عصابات طويلة

فكل يوم يمر دون تعليم، هو خطوة أخرى نحو تدمير مستقبل أمة بأكملها.

تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا

موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.

تم نسخ الرابط