اليسار أم الموساد، من الذي أطلق الرصاص على تشارلي كيرك؟

تضاربت الأنباء كثيرًا حول من يقف وراء مقتل تشارلي كيرك الناشط الأمريكي المتطرف المقرب من الرئيس دونالد ترامب ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.
وقتل تشارلي كيرك بالرصاص في 10 سبتمبر 2025، أثناء مشاركته في فعالية بجامعة يوتا فالي. وهو ما أثار موجة من الصدمة والقلق في الولايات المتحدة، خاصةً في أوساط أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي أعلن وفاة كيرك بنفسه على منصة "تروث سوشيال" وأمر بتنكيس الأعلام.
من القاتل؟
غالبًا، الذي نفذ عملية الاغتيال كان يرتدي “أسود في أسود”، وأيضًا الأقرب كما أشيع أنه قناص محترف، رقد على سطح مركز "لوزي" في الحرم الجامعي، وانتظر نحو ثلث الساعة واصطاده من أول مرة من على بُعد نحو 182 مترا وهرب وسط حالة من الهرج والمرج بين الجمهور الذي كان يحضر الفعالية.
نظريات كثيرة ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي الأمريكي وبعض الصحف، تفسر دوافع العملية، ومنها أن من نفذ العملية أحد أتباع اليسار الأمريكي أو الموساد، وبالفعل ظهرت أدلة وشهادات كثيرة من داخل اليمين الأمريكي نفسه توحي بأن كيرك كان من كبار أدوات تمكينهم بين الشباب والأكثر تأثيرًا بينهم، ما يعد سببًا قويًا لاغتياله.
بعيدًا عن كل النظريات التي ظهرت فور اغتيال كيرك، فإن ما حدث هو عملية اغتيال سياسي صريحة، كتلك التي استهدفت الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي في ستينيات القرن الماضي، وغالبا ترجمة لصراع النخب السياسية بين الليبراليين والجمهوريين الذي تجاوز المنافسة ووصل لحد العنف الشديد، وهو ما يكشف فجوة كبيرة بين التيارين خاصة في ظل اتجاه البيت الأبيض تحت رئاسة ترامب إلى اليمين بشكل رأسي.
ما حدث لاشك هو نتاج توسيع الفجوة بين التبار الليبرالي والتيار المحافظ المتطرف في العديد من القضايا - على رأسها الدعم غير المسبوق لإسرائيل، بالإضافة لقضايا المهاجرين - التي وصلت في بعض اللحظات إلى أن ترامب ينشر الجيش في الولايات الديموقراطية ويهاجم أفكارهم ورموزهم علنا، ويسخر أدواته مثل كيرك وغيره من أجل أن ينقض عليهم بقوة، وهو ما ظهر في بعض حواراته التي هاجم فيها مارتن لوثر كينج نفسه وهو أحد اكبر الرموز في الولايات المتحدة وله يوم إجازة باسمه هناك.. هذا الانقسام لاشك سيولد فوضى مع الوقت، وممكن أن يتحول إلى لحظة فارقة في الانقسام.
خلاصة الأمر، أن المنفذ مازال حرا طليقا، وغير معروف دوافعه حتى الآن، لكن ما حدث معناه الصريح أن العنف أصبح هو لغة الحوار بين الأوساط السياسية في الولايات المتحدة، وقد تكون البداية لأحداث مشابهة وإجراءات داخلية جديدة خاصة في سياسة حيازة الأسلحة بين المدنيين وإجراءات دعائية سيتم استخدامها لتمرير نفس الأفكار التي تدعم مزيد من العنف وربما مزيد من القتل بين صفوف الشباب الأمريكي.
اقرأ أيضًا: