هل تعم الفوضى في الولايات المتحدة بعد مقتل تشارلي كيرك؟
قُتل تشارلي كيرك، الناشط اليمين المتطرف، بالرصاص في 10 سبتمبر 2025، أثناء مشاركته في فعالية بجامعة يوتا فالي. وقد أثار هذا الحادث موجة من الصدمة والقلق في الولايات المتحدة، خاصةً في أوساط أنصار الرئيس دونالد ترامب، الذي أعلن وفاة كيرك بنفسه على منصة "تروث سوشيال" وأمر بتنكيس الأعلام، فهل تتسبب هذه الوفاة في فوضى عارمة تشهدها الولايات المتحدة لأول مرة؟
هزة أمريكية
لاشك أن مقتل تشارلي كيرك هز أمريكا بكاملها، خصوصًا أنه قُتل برصاصة واحدة، قيل من قناص سابق في الجيش الأمريكي، وقيل لا أحد يعرف هوية القاتل حتى الآن.
تشارلي كيرك مؤثر أمريكي مشهور ويعد النجم الصاعد لليمين المتطرف في أمريكا، وواحد من أهم وأقرب الوجوه السياسية المقرب من ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبالتالي ما حدث أمام جميع الأمريكان لاشك سيكون واحدًا من أخطر الأحداث في تاريخ الولايات المتحدة المعاصر.. وسنبين لماذا؟
هذا الراجل كان يتوسط الآلاف من محبينه ومؤيديه، في مؤتمر صحفي يتحدث فيه عن آراءه السياسية التي تدعو لمحاربة المسلمين، وأن ما تفعله إسرائيل في غزة حقها الشرعي كونها “تحارب حيوانات ووحوش نيابةً عن العالم” حسب وصفه قبل مقتله بدقائق.
ووسط هذا الحديث المخبول، وأثناء دفاعه المستميت عن حرية امتلاك السلاح، ويراه "حق مقدس".. فجأة سأله أحدهم: "هل تعلم كم عدد جرائم إطلاق النار الجماعي في الولايات المتحدة؟!".. فجاء رده مستفزًا، وقال: "بما فيهم عنف العصابات أم لا؟!"
وهنا فجأة وعلى الهواء مباشرة؛ دوى صوت رصاصة من قناص محترف اخترقت رقبته لينفجر منها شلال من الدم ويسقط مضرجًا بدماءه من على كرسيه أمام عيون أنصاره ومتابعيه، وآلاف من المتفرجين عبر كاميرات الإعلام في العالم كله!
من أطلق الرصاصة على تشارلي كيرك؟
التقارير أول ما تمت عملية الاغتيال قالت إنه مُسن أمريكي، وضابط سابق في الجيش الأمريكي، ليس هذا فحسب وإنما كان قناصا، والمفروض - حتى تتم الحبكة - أنه مؤيد لفلسطين... ولحظة القبض عليه أصبحت في خلال دقائق صورة أيقونية انتشرت في كل مكان.
لكن بعدها بدقائق تغير الأمر تمامًا، وتردد أن هذا الرجل ليس هو القاتل الحقيقي، وأن الذي نفذ الضربة فعلا هرب ولا أحد يعرفه حتى الآن.
ترامب بنفسه بعدها تحدث وأصدر أمرا عاجلا وفوريا بإعدام مطلق النار بلا عفو ولا نقاش، في خطوة هستيرية تكشف لأي مدى هذه الحادثة ليست مجرد جريمة عادية، وإنما زلزال سياسي بكل معنى الكلمة..
لماذا؟
لأن كيرك لم يكن شخصية عادية... بل كان نجم اليمين المتطرف في الولايات المتحدة بأسرها، وكان مرشحا قويا لأن يكون أصغر نائب رئيس بجوار "جيه دي فانس نائب ترامب الحالي" في الانتخابات المقبلة.. ومن ضمن أراءه المتطرفة والمثيرة للجدل هو أنه كان يدعو صراحةً لإلغاء قانون الحريات والمساواة، ويقول إن أمريكا لابد أن تظل للبيض المسيحيين اليمينيين فقط.
الأخطر أنه كان من أشد المبررين لإبادة غزة، وأن قتل أطفالها "حق مشروع"!
المفارقة الأكبر هنا أنه قبل أيام قليلة، قال جملة انتشرت سريعًا جدًا عبر مواقع التواصل الأمريكية المختلفة عقب وفاته مباشرةً، وهي: "لو عايزين أمريكا تبقى عظيمة، يبقى لازم يموت بعض الناس... وده ثمن بسيط في سبيل عودة العظمة...".
وهذا بالضبط ما حدث فعلًا بعدها بأيام... إذ تحول لواحد من ضمن "بعض الناس" الذين كان يتحدث عنهم، وبرصاصة واحدة ثمنها أقل من دولار...
حاليًا هناك محللين كثر يرون أن ما حدث من الممكن أن يكون شرارة أولى تسبب اضطرابات مدنية كبيرة ممكن أن تصل لحد الصدام ما بين التيارات السياسية المختلفة في الولايات المتحدة، وتتحول لمواجهة ما بين المواطنين في قلب الشارع الأمريكي.
ويرى آخرون أن ما حدث في الغالب من الممكن أن يؤدي لمرحلة استقطاب كبيرة جدًا في أمريكا، أخطر من أي وقت مضى، وبالتالي من الممكن أن تغير شكل البلد كلها في الأيام المقبلة، وغالبًا لن كون تغير لطيف.
اقرأ أيضًا:
ترامب عن مقتل الناشط تشارلي كيرك «لحظة مظلمة في تاريخ أمريكا»