الثلاثاء 09 سبتمبر 2025
الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

مصر تتهمه بانتهاك جديد للقانون الدولي، دموع التمساح الإثيوبي بين المشهد التمثيلي والتوظيف السياسي

بكاء رئيس الوزراء
بكاء رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد

في مشهد حمل أبعادًا سياسية تمثيلية، ظهرت لقطات مصورة لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد وهو يذرف الدموع خلال مراسم الاستعداد الرسمي لافتتاح سد النهضة الإثيوبي، أضخم مشروع مائي في إفريقيا. 

بينما احتشد عشرات الآلاف في شوارع العاصمة الإثيوبية ومحيط السد للاحتفال بـ"انتصار قومي" طال انتظاره منذ أكثر من 14 عامًا.

لكن لحظات الفرح الإثيوبي قوبلت بردود فعل حادة من مصر والسودان، اللتان تعتبران السد تهديدًا وجوديًا لأمنهما المائي. ففي الوقت الذي شددت فيه إثيوبيا على أن السد فرصة تنموية للمنطقة بأسرها، وصفت القاهرة الافتتاح بـ"الخطوة الاستفزازية"، محذرة من عواقب قانونية وسياسية.


 دموع آبي أحمد مشهد إنساني أم توظيف سياسي؟

في كلمة تلفزيونية نقلها الإعلام الرسمي الإثيوبي، لم يتمالك آبي أحمد دموعه وهو يقول: "بعد 14 عاماً من العمل والمقاومة، نحتفل اليوم بتحقيق حلم كل إثيوبي هذا السد ليس مجرد مشروع، إنه رمز للسيادة والكرامة الوطنية".

وقد تزامنت الكلمة مع عرض مشاهد مباشرة لتدفق المياه عبر التوربينات الرئيسية، ما شكّل ذروة احتفالية ذات طابع قومي، تخللتها عروض موسيقية وفنية، إلى جانب مظاهرات احتفالية في أديس أبابا وولايات بني شنقول - قوموز حيث يقع السد، لكن هذا المشهد لم يُقرأ في العواصم الأخرى بالمعنى نفسه.

 تصريحات استفزازية: مدير المشروع يطالب مصر والسودان بدفع نصف تكلفة السد

في تطور لافت وصفته مصادر دبلوماسية مصرية بأنه إهانة دبلوماسية، قال كيفلي هورو، مدير مشروع سد النهضة الإثيوبي: "مصر والسودان كان يجب أن يتحملا نصف تكلفة بناء السد، لأنهما المستفيدان الرئيسيان من فوائده الإقليمية".

وأضاف هورو في تصريحاته المثيرة للجدل أن السد يُوفر تدفقات مائية منتظمة تساعد السودان على تجنب الفيضانات السنوية، وتحسن كفاءة امتلاء خزاناته مثل سد الروصيرص وسنار، وتُعزز الزراعة على مدار العام في أكثر من 500 ألف هكتار".

 السد في أرقام: أضخم مشروع مائي في إفريقيا

الطول: 1.8 كيلومتر

الارتفاع: 145 مترًا

سعة التخزين: 74 مليار متر مكعب

القدرة الإنتاجية: 5,150 ميغاواط

تكلفة الإنشاء: نحو 5 مليارات دولار (تمويل داخلي بالكامل)

بدء البناء: عام 2011


تقول الحكومة الإثيوبية إن هذا المشروع سيُحوّل إثيوبيا إلى مركز إقليمي للطاقة، ويُمكّنها من تصدير الكهرباء إلى السودان وكينيا وجيبوتي وربما دول أخرى في المستقبل.


أزمة مائية وجودية لمصر والسودان

لكن ما تراه إثيوبيا إنجازًا قوميًا، تراه كل من مصر والسودان خطرًا وجوديًا.

مصر تعتمد على نهر النيل لتوفير 97% من احتياجاتها المائية، وتخشى من أن يؤدي ملء وتشغيل السد دون اتفاق ملزم إلى نقص يصل إلى 25% من حصتها المائية.

السودان يخشى من تأثيرات فنية غير محسوبة على سدوده القديمة، وتحديدًا سد الروصيرص القريب من الحدود الإثيوبية.
القاهرة تعتبر أن بدء تشغيل السد دون اتفاق قانوني مُلزم هو خرق صارخ للمواثيق الدولية، فيما وصف وزير الري المصري المشهد بأنه تصعيد غير مبرر يُعرض استقرار المنطقة للخطر.

 دعوة إثيوبية ورفض مصري سوداني

في محاولة لاحتواء التوترات، دعا آبي أحمد رسميًا كلاً من مصر والسودان إلى حضور مراسم الافتتاح، معتبرًا أن السد ليس تهديدًا بل فرصة، مدعيًا أن السد العالي في أسوان لم يخسر قطرة واحدة من المياه.

لكن الرد جاء حاسمًا من القاهرة، التي اعتبرت الدعوة مناورة إعلامية لا تُغير من الواقع القانوني والسياسي، مؤكدة على رفضها لأي خطوة أحادية.

أما السودان، فعبّر عن مخاوف أمنية من تأثير السد على منشآته الحيوية، ورفض حضور أي فعاليات لا تُبنى على اتفاق شامل.


هل السد مشروع تنموي أم ورقة ضغط جيوسياسية؟

يرى محللون أن إثيوبيا لا تستخدم السد كمصدر للطاقة فقط، بل كأداة جيوسياسية لفرض واقع جديد في إدارة مياه النيل. وفي ظل غياب اتفاق ملزم، فإن أي تصرف أحادي يفتح الباب أمام:

تصعيد دبلوماسي في المحافل الدولية.

تحركات قانونية في مجلس الأمن والمحكمة الدولية.

وربما، في أسوأ الأحوال، صدامات إقليمية غير مباشرة.

 ما وراء الاحتفالات مخاوف لا تزال قائمة

رغم محاولات التهدئة، إلا أن الوضع لا يزال متأزمًا:

لا توجد آلية تنسيق دائمة بين دول النهر الثلاث.

إثيوبيا تُصر على استقلالية القرار في ملء وتشغيل السد.

مصر والسودان يُطالبان باتفاق قانوني شامل وملزم.

اقرأ أيضًا:

اجتماع حاسم مع جروسي في القاهرة، إيران تعيد رسم قواعد التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
وتخشى دوائر دبلوماسية من أن يتحول ملف السد إلى نزاع طويل الأمد يشبه الأزمات الإقليمية المزمنة، خاصة في حال استمرار غياب الوساطات الفعالة.

تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا

موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.

تم نسخ الرابط