إثيوبيا تفتتح سد النهضة وتزيد حدة النزاع مع مصر والسودان على نهر النيل
تستعد إثيوبيا لافتتاح سد النهضة الإثيوبي، يوم الثلاثاء، لتضع اللمسات الأخيرة على مشروع غيّر موازين القوى على طول نهر النيل، وعمّق المواجهة المستمرة منذ عقد من الزمان مع مصر بشأن أمن المياه.
إثيوبيا تفتتح سد النهضة وتزيد حدة النزاع مع مصر والسودان على نهر النيل
بدأ مشروع الطاقة الكهرومائية، الذي تبلغ تكلفته 5 مليارات دولار أمريكي، عام 2011 على النيل الأزرق قرب الحدود السودانية، وهو مصمم لتوليد أكثر من 5000 ميجاواط من الكهرباء، وهو ما يكفي لمضاعفة إمدادات الكهرباء في إثيوبيا وتصدير الفائض.
بدأت إثيوبيا عمليات ملء الخزان الأربع المتتالية منذ عام 2020 إلى توسيع سعة التخزين إلى حوالي 74 مليار متر مكعب، وهو ما يعادل تقريبًا التدفق السنوي لنهر النيل في أسوان، ويضاعف تقريبًا سعة سد الخوانق الثلاثة الصيني.
لكن بالنسبة لمصر، حيث يعتمد أكثر من 107 ملايين نسمة على نهر النيل في توفير معظم احتياجاتهم من المياه العذبة، يُمثل سد النهضة الإثيوبي الكبير تهديدًا وجوديًا.
ويُحذر المسؤولون من أنه في غياب اتفاق مُلزم قانونًا بشأن ملء الخزان وتشغيله خلال سنوات الجفاف، قد يُقلص الخزان العملاق بشكل كبير حصة مصر السنوية البالغة 55.5 مليار متر مكعب، والمُضمنة بموجب معاهدة عام 1959.
يقول الدكتور عباس شراقي، الجيولوجي بجامعة القاهرة: " النيل بنى الحضارة المصرية. النيل هو حياتنا ".
شعرت السودان بالقلق بعد أن تسببت عمليات الملء الأولى في عامي 2020 و2021 في ارتفاعات وانخفاضات غير منسقة في منسوب النيل الأزرق، مما أدى إلى توقف تشغيل سد الروصيرص.
ومنذ ذلك الحين، عزز السودان تحالفه مع مصر، مطالبًا بتبادل البيانات الآنية وضمانات سلامة السد، وأجرى البلدان مناورات عسكرية مشتركة، بما في ذلك مناورات " نسور النيل " و " حراس النيل "، مما يشير إلى أن أمن المياه أصبح الآن جزءًا من موقفهما الدفاعي المشترك.
فشلت سنوات من المفاوضات في حل النزاع. ألزم إعلان المبادئ لعام 2015 الدول الثلاث بالتعاون و"عدم التسبب في ضرر كبير"، لكن إثيوبيا مضت قدمًا في عملية الملء قبل إكمال دراسات الأثر.
انهارت المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة في عامي 2019 و2020 عندما رفضت أديس أبابا مسودة اتفاقية قالت إنها تنتهك السيادة.
ترأس الاتحاد الأفريقي منذ ذلك الحين جولات تفاوضية متعددة، بينما حث مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عام 2021 الأطراف على التوصل إلى " اتفاقية ملزمة ومفيدة للطرفين "، لكنه ترك القرار للاتحاد الأفريقي.
سعت مصر إلى إيجاد بدائل لتعزيز الأمن المائي، فتوسعت محطات تحلية المياه، وحفرت آلاف الآبار، وخفضت زراعة الأرز إلى النصف لترشيد استهلاك المياه، ومع ذلك، تُصرّ القاهرة على أن معاهدةً مُلزمةً وحدها هي التي ستحمي شريان حياتها.
استقطب النزاع جهات فاعلة إقليمية وعالمية أوسع نطاقًا، فقد دعمت جامعة الدول العربية مصر والسودان، بينما أيدت دول المنبع الأفريقية، بما فيها كينيا وأوغندا وتنزانيا، دعوة إثيوبيا إلى الاستخدام العادل للمياه.
وأيدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وساطة الاتحاد الأفريقي، بينما حثت الصين، وهي مستثمر رئيسي في كل من إثيوبيا ومصر، بهدوء على التوصل إلى تسوية، وعرضت الإمارات العربية المتحدة التوسط بحوافز اقتصادية، مما يؤكد اهتمام دول الخليج بالاستقرار على طول نهر النيل.
من جانبه، وصف رئيس الوزراء آبي أحمد فقدان إريتريا لمنفذها على البحر الأحمر بعد استقلالها عام 1991، بأنه خطأ " يجب تصحيحه "، وهو ما أدانته إريتريا ووصفته بأنه تهديد.
اقرأ أيضًا:
شاهد بالفيديو اللحظات الأولى لعملية إطلاق نار بالقدس، مقتل 3 أشخاص وإصابة 5 آخرين
توابع استقالة رئيس الوزراء اليابان شيجيرو إيشيبا، من المرشحين لخلافته؟
ويشير المحللون إلى أن أي هجوم على سد النهضة الإثيوبي، سيُغرق السودان ويُنذر بحرب إقليمية، وعوضًا عن ذلك، قد يتوقف مستقبل نهر النيل على قدرة مصر وإثيوبيا والسودان على تحويل السد من مصدر للتنافس إلى منصة للتعاون في مجال المياه والطاقة المشتركة.
تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.