الثلاثاء 09 سبتمبر 2025
الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

اجتماع حاسم مع جروسي في القاهرة، إيران تعيد رسم قواعد التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية

اجتماع حاسم مع غروسي
اجتماع حاسم مع غروسي في القاهرة

في ظل توتر غير مسبوق تشهده منطقة الشرق الأوسط، تستعد إيران لاستئناف مفاوضات حساسة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عبر اجتماع مرتقب يجمع بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومدير الوكالة رافايل غروسي، في العاصمة المصرية القاهرة، حسب ما أعلنته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا".

ويأتي هذا اللقاء المرتقب بعد تعليق التعاون النووي من قبل طهران في يوليو الماضي، إثر القصف الإسرائيلي والأميركي الذي طال مواقع إيرانية استراتيجية، وأدى إلى انهيار شبه كامل في مسار المفاوضات النووية مع الغرب.


 لقاء حساس في القاهرة: هل يعيد تشكيل العلاقة بين إيران والوكالة الذرية؟

بحسب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، فإن زيارة عراقجي للقاهرة ستتضمن اجتماعًا مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بهدف اختتام المفاوضات حول بروتوكول جديد للتعاون بين إيران والوكالة، من دون تحديد تاريخ دقيق للّقاء.

ويُعد عباس عراقجي أحد أبرز مهندسي السياسة النووية الإيرانية، وقد لعب دورًا محوريًا في مفاوضات الاتفاق النووي لعام 2015. 

وتُشكل زيارته لمصر وإمكانية التوصل لاتفاق جديد مع الوكالة، منعطفًا حاسمًا في مسار العلاقات النووية الإيرانية مع المجتمع الدولي.


 جولة إقليمية لعراقجي: تونس بعد القاهرة

ولم تقتصر تحركات الوزير الإيراني على القاهرة فحسب، إذ أعلنت "إرنا" أن عراقجي سيقوم أيضًا بـزيارة رسمية إلى تونس، ما يُشير إلى تحركات دبلوماسية إيرانية تهدف إلى كسر العزلة الدولية وتوسيع نطاق الحلفاء الإقليميين، في وقت يتصاعد فيه التوتر مع الغرب.

 الوكالة الدولية تبحث عن موطئ قدم جديد بعد تعليق التعاون الإيراني

منذ يونيو الماضي، تجري الوكالة الدولية للطاقة الذرية محادثات مع إيران في محاولة لإعادة استئناف عمليات التفتيش الشاملة في المنشآت النووية الإيرانية، وخاصة تلك التي تعرضت للقصف خلال الحرب الأخيرة.

وكانت طهران قد علّقت التعاون مع الوكالة احتجاجًا على صمتها إزاء الهجمات العسكرية الإسرائيلية والأميركية، معتبرة أن موقف الوكالة يفتقر للحياد.

وتسعى الوكالة الآن إلى التوصل إلى آلية جديدة للرقابة والتفتيش تُراعي المخاوف الأمنية الإيرانية، وتعيد بعض من مظلة الشفافية الدولية حول برنامج طهران النووي.

 يونيو الأسود: عندما اشتعلت الحرب فوق المنشآت النووية

في 13 يونيو الماضي، قصفت إسرائيل عدة مواقع نووية وعسكرية في إيران، بما في ذلك منشآت حساسة قرب طهران وأصفهان ونطنز، ما أسفر عن مقتل أكثر من 1000 شخص بحسب بيانات رسمية إيرانية.

وبعد أيام فقط، دخلت الولايات المتحدة على خط المواجهة، وشنت غارات جوية استهدفت ثلاث منشآت نووية في كل من فوردو، أصفهان، ونطنز، في أول تدخل عسكري أميركي مباشر ضد البنية النووية الإيرانية منذ سنوات.

هذه الهجمات جاءت في وقت كانت طهران تُجري فيه مفاوضات مع واشنطن لإبرام اتفاق نووي جديد، لكن الهجوم دفع الجانب الإيراني إلى الانسحاب الفوري من المحادثات، معتبرًا أن "الثقة السياسية قد دُمرت بالكامل".


 غروسي يسعى لإعادة مفتشي الوكالة إلى المواقع الإيرانية

في أواخر أغسطس، عاد فريق صغير من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران، لفترة قصيرة، بهدف الإشراف على استبدال الوقود في محطة بوشهر للطاقة النووية، وهي المنشأة المدنية الوحيدة التي ما زالت تعمل بشكل جزئي.

ورغم هذه الزيارة المحدودة، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن الزيارة لا تعني استئناف التعاون الكامل، بل هي مجرد إجراء تقني مؤقت لا يعكس تغييرًا في السياسة النووية الإيرانية.


 الدول الأوروبية تفعل آلية الزناد وتمنح إيران مهلة أخيرة

في خطوة تصعيدية، قامت كل من فرنسا، ألمانيا، وبريطانيا، وهي الدول الأوروبية الثلاث المنضوية في اتفاق 2015، بتفعيل ما يُعرف بـ"آلية الزناد"، والتي تُتيح لها إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة تلقائيًا على إيران في حال خرق الاتفاق النووي.

وقد أمهلت هذه الدول طهران 30 يومًا للتوصل إلى تسوية واضحة، أو مواجهة عودة العقوبات الأممية بشكل كامل، بما في ذلك تجميد الأصول وحظر تصدير النفط.

 الغرب يشكك وطهران تتمسك بـ"الحق النووي"

تستمر الولايات المتحدة والدول الغربية في التشكيك في نوايا إيران النووية، متهمة طهران بالسعي إلى امتلاك سلاح نووي تحت غطاء الاستخدامات المدنية، وهو ما تنفيه إيران بشدة.

وتُصر طهران على أن برنامجها النووي سلمي بالكامل، ويهدف إلى:

إنتاج الطاقة الكهربائية.

تطوير التطبيقات الطبية.

دعم الأبحاث العلمية.
لكن الغرب يرى أن مستوى تخصيب اليورانيوم ونمط أنشطة طهران لا يتوافق مع الأغراض السلمية فحسب.

هل تلعب القاهرة دور الوسيط؟

زيارة عراقجي إلى القاهرة ليست فقط خطوة فنية في إطار العلاقات النووية، بل تعكس محاولة إيرانية لاستخدام الدور الإقليمي المصري كـ"وسيط محتمل" بين طهران والمجتمع الدولي.

ومع تزايد أهمية مصر كقوة إقليمية تحاول الحفاظ على توازن العلاقات بين إيران والدول الخليجية والغرب، قد تسعى القاهرة إلى لعب دور غير مباشر في تخفيف التوتر، خاصة مع تمتعها بعلاقات دبلوماسية قوية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

اقرأ أيضًا:

وزير الخارجية يُجري اتصالات هاتفية لاستئناف المفاوضات بين إيران والطاقة الذرية
ماذا بعد؟ السيناريوهات المتوقعة بعد اجتماع القاهرة

المراقبون يرون أن نتائج الاجتماع المرتقب بين عراقجي وغروسي قد تقود إلى:

1. إعادة تشكيل إطار التعاون بين إيران والوكالة الدولية، لكن وفق شروط أكثر تحفظًا من طهران.
2. تأجيل المواجهة مع الدول الأوروبية عبر اتفاق تقني مؤقت يُعفي إيران من العقوبات لمدة قصيرة.
3. فشل المفاوضات تمامًا، ما قد يفتح الباب أمام تصعيد عسكري جديد في المنطقة، خاصة من جانب إسرائيل.

تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا

 

موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.

تم نسخ الرابط