بعد وفاته بالسرطان، أبرز المواقف الإنسانية في حياة القاضي الرحيم فرانك كابريو

الخميس 21/أغسطس/2025 - 12:36 ص

أعلن اليوم عن وفاة القاضي الأمريكي الشهير فرانك كابريو، عن عمر يناهز 88 عامًا، في منزله بمدينة بروفيدنس بولاية رود آيلاند، بعد صراع مع مرض سرطان البنكرياس، وبرحيل القاضي الأمريكي الشهير فرانك كابريو، لا تفقد الساحة القانونية رجل قانون فحسب، بل يخسر العالم أحد أبرز رموزه الإنسانية، الذي غير الصورة النمطية للقاضي الجامد، وجسد العدالة بوجهها الرحيم.

وفي هذا التقرير يستعرض موقع الأيام المصرية التفاصيل الكاملة لـ أبرز المواقف الإنسانية في حياة القاضي الرحيم فرانك كابريو، وفقًا لرصد قام به محررونا، وجاءت التفاصيل كالتالي:

أبرز المواقف الإنسانية في حياة القاضي الرحيم فرانك كابريو، التفاصيل الكاملة

عرفه الملايين حول العالم من خلال برنامج "Caught in Providence" (اعتقل في بروفيدنس)، لكن ما ميز كابريو لم يكن ظهوره الإعلامي، بل قراراته القضائية التي امتزجت فيها العدالة بالرحمة، فصنعت من قاعاته القضائية مشاهد ملهمة لا تنسى.

من بين آلاف القضايا المرورية التي مرت عليه، سجلت مواقف نادرة، أبرزها: الطفل الذي حضر الجلسة مع والده: عندما سأله القاضي إن كان يعتقد أن والده مذنب، رد الطفل ببراءة “لا، لأننا كنا في طريقنا للطبيب”.

أبرز المواقف الإنسانية في حياة القاضي الرحيم فرانك كابريو

فما كان من كابريو إلا أن اكتفى بتحذير شفهي وأسقط الغرامة، وابتسم قائلاً: “اليوم أنقذك ابنك، لكن في المرة القادمة سأكون أنا القاضي فقط!”

وهناك أيضًا موقف السيدة المسنة التي تأخرت عن دفع الغرامة بسبب مرضها: لم يكتف كابريو بإلغاء الغرامة، بل قدم لها الدعم المعنوي قائلًا: “لا يمكن أن أزيد همّك غرامة، أتمنى لكِ الشفاء والسلام”.

وهناك أيضًا موقع الرجل بلا مأوى الذي حضر الجلسة بثياب متواضعة: علم القاضي أنه يعيش في مأوى مؤقت ويبحث عن عمل، فأعفاه من الغرامة قائلاً: “ليس من العدل أن يثقل القانون كاهل من لا يملك شيئًا”.

لم ير كابريو القضاء أداة للعقاب، بل وسيلة لإصلاح النفوس، ودائمًا ما قال: “أدين عندما أطبق القانون على من لم تتح له فرصة عادلة في الحياة”.

كان يمنح الجميع الفرصة للشرح، ويصغي بإنسانية، ويراعي الظروف الاجتماعية والاقتصادية قبل إصدار أي حكم. وبدلًا من العقاب الميكانيكي، استخدم الرحمة كوسيلة للردع وبناء الثقة في القانون.

اقرأ أيضًا:

وفاة قاضي أمريكا الرحيم، رحيل فرانك كابريو بعد معاناة مع السرطان

بعد وفاته متأثرًا بالسرطان، 9 معلومات عن القاضي الرحيم فرانك كابريو

لم تتوقف إنسانيته عند حدود الجلسات. فقد أنشأ صناديق للمنح الدراسية لدعم الطلاب من الأحياء الفقيرة، وساهم في تعليم أبناء العاملين البسطاء، تخليدًا لوالده الذي كان بائعًا متجولًا.

أعاد كابريو تعريف صورة القاضي في أعين الناس: صار رمزًا للعدالة الرحيمة، واستحقت مقاطع جلساته ملايين المشاهدات حول العالم لأنها ببساطة لامست القلوب، قبل أن تصدر الأحكام.

القاضي فرانك كابريو: المحكمة ليست شخصًا.. بل رمز للعدالة وشرف القانون

وفي حوار خاص مع الإعلامية منى الشاذلي ضمن برنامج "معكم"، تحدث القاضي الأمريكي الشهير فرانك كابريو عن فلسفته الخاصة في تطبيق القانون، مؤكدًا أن المحكمة تمثل مؤسسة سيادية تتطلب الاحترام، لا شخص القاضي نفسه.

وقال كابريو خلال اللقاء: “المحكمة إجراء رسمي للغاية، وإذا كان هناك من لا يحترم سلطتها، فإن الأمر لا يتعلق بي شخصيًا، بل بالمؤسسة ذاتها، كنت أخلع رداء القاضي وأضعه جانبًا لأوضح أن الإهانة لا تمسني، بل تمس قدسية المحكمة وشرف النظام القضائي”.

وأضاف قاضي أمريكا الرحيم: “أنا مجرد أداة لتنفيذ القانون، وإذا كان لدى أي شخص اعتراض أو عداوة، فليوجّهها إليّ، لا إلى المحكمة”.

وفي تعليقه على انتشار مقاطع جلساته حول العالم، عبّر القاضي عن دهشته من هذا التفاعل الواسع، وقال: “ربما هذا ما يحتاجه العالم الآن: مزيد من التفاهم، الطيبة، والرحمة في تعاملاتنا اليومية”.

وأكد كابريو أن تعاملاته خارج قاعة المحكمة تعكس نفس المبادئ التي يتبنّاها داخلها، حيث يحرص دائمًا على تلبية طلبات الناس بالتقاط الصور، مضيفًا: “لا أرفض لأحد طلبًا، دقيقة أو دقيقتان من وقتي قد تُحدث فرقًا كبيرًا لدى شخص ما، وتلك اللفتات الصغيرة تترك صدى حقيقيًا في نفوس الناس”.

واختتم كابريو حديثه بتأكيد أنه لا يمثل نفسه عند اعتلائه منصة القضاء، بل يمثل القانون وسيادة الدولة، قائلاً:
“ليست هذه حياتي الخاصة، أنا لا أدير عملًا خاصًا له زبائن، بل أمثل كل شخص في الولاية، وكل حكم أصدره هو باسمهم جميعًا”.

من هو القاضي الرحيم فرانك كابريو؟

وردًا على تساؤل من هو القاضي الرحيم فرانك كابريو؟ ولد كابريو، واسمه الكامل فرانشيسكو أنطونيو كابريو، في 23 نوفمبر 1936 في حي فيدرال هيل بمدينة بروفيدنس، لأسرة من أصول إيطالية.

والده أنطونيو كابريو كان مهاجرًا إيطاليًا يعمل بائعًا متجولًا، ووالدته فيلومينا من أصول أمريكية. نشأ كابريو في بيئة متواضعة وعمل في مهن بسيطة خلال شبابه، مثل: تلميع الأحذية وغسل الصحون، قبل أن يتخرج في كلية بروفيدنس ثم يلتحق بكلية الحقوق في جامعة سوفولك.

بدأ كابريو مسيرته المهنية كمدرس، قبل أن يدخل عالم السياسة والخدمة العامة، إذ انتخب عضوًا في مجلس مدينة بروفيدنس بين عامي 1962 و1968، ثم شغل لاحقًا مناصب بارزة في مجال التعليم العالي بولاية رود آيلاند، وعين قاضيًا في بلدية بروفيدنس عام 1985، وهو المنصب الذي اشتهر من خلاله على مستوى البلاد والعالم.

نال القاضي كابريو شهرة عالمية بفضل برنامجه التلفزيوني "Caught in Providence" (اعتقل في بروفيدنس)، الذي استعرض من خلاله قضايا مرورية بسيطة بأسلوب إنساني أثار إعجاب ملايين المشاهدين، وجذب تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، إذ تجاوز عدد مشاهداته حاجز 100 مليون مشاهدة في عام 2019 فقط.

عرف عن القاضي كابريو تعاطفه الشديد مع الناس، وخاصة أولئك الذين يعانون من ظروف اقتصادية صعبة، ما جعله محبوبًا لدى جمهور واسع من مختلف الجنسيات والثقافات، كما أسس عدة صناديق ومنح دراسية لدعم طلاب القانون والمجتمعات الفقيرة في رود آيلاند، تخليدًا لذكرى والده.

حصل الراحل على عدة درجات دكتوراه فخرية، منها من كلية الحقوق بجامعة سوفولك وجامعة رود آيلاند، إضافة إلى جائزة دائرة المنتجين في مهرجان رود آيلاند السينمائي عام 2018.

توفي القاضي فرانك كابريو محاطًا بعائلته، تاركًا وراءه إرثًا قانونيًا وإنسانيًا نادرًا، وزوجته جويس كابريو، التي رافقته لأكثر من 50 عامًا، وأطفالهما الـ5: فرانك، ديفيد، ماريسا، جون، وبول، إلى جانب 7 أحفاد.