طبيب نفسي يكشف أسرار جديدة في قضية الطفل ياسين وممرضة حلوان.. خاص
وراء كل جريمة ترتكب في مصر مؤخرًا، وتطفو على الساحة من فرط بشاعتها، اضطراب نفسي، يلوّح للمعتدى عليهم والضحايا الغارقين في دمائهم بلسانه، متعذرًا بالضغوط التي تواجه المجتمع مؤخرًا.
اليوم، وافق محاكمة المرضى النفسيين، في أبشع جريمتين، قلبت الرأي العام مؤخرًا، وأثارت اشمئزاز المجتمع، بقدر خروجهما لحظة ارتكابهما عن القيم والعرف والدين.
وقد شهدت محكمة جنايات إيتاي البارود في محافظة البحيرة، جلسة استئناف محاكمة الذئب البشري السبعيني، الذي اتهم بهتك عرض الطفل ياسين، وفي التوقيت ذاته تقريبًا، شهدت أروقة النيابة تحقيقات مشددة مع الممرضة التي اشعلت النيران في سرائر المرضى بالعناية المركزة، داخل مستشفى حلوان العام.
في هذا الإطار، وفي تصريح خاص للأيام المصرية يقول الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، أن ما يتراوح بين 80 إلى 90% من الاضطرابات النفسية تبدأ في التحور الداخلي قبل سن الرابعة عشر، والنسبة الباقية تبدأ في التكون داخل نفسية المتهم في سن ما بعد العشرين.
أسباب الاعتداء الجنسي على الأطفال
وأوضح الدكتور جمال، أن من أسباب الاضطراب حسب المرحلة العمرية، فالأولى: أن بعض الناس يكون لديها شعور بالدونية وبالتالي يُعوض ذلك بالتعامل مع النساء والذكور في هذا الإطار "التعدي جنسيًا" عليهم، والثانية: أن هناك حالات تعاني من مشكلات في فص الدماغ وإصابة عضوية، والثالثة، فبعض الذين يتحرشون يكونوا قد تم التحرش بهم من قبل.
وأشار الدكتور جمال إلى أن المتهم بالاعتداء على الطفل ياسين، والبالغ من العمر 79 سنة، لديه حالة مرضية تسمى OBS، وهي مجموعة من الاضطرابات الفيزيائيّة التي تتسبب في ضعف الوظائف الدماغية، وتُعد هذه الاضطرابات شائعة عند كبار السن، وبالتالي تعمل بصورة عكسية وينجذب للأطفال، مضيفًا أن بعض المتحرشين لديه تضخم البروستات الذي يجعله ينجذب للطفل.
ولفت أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس إلى أن في هذا السن الكبير قد يُصاب الشخص أيضًا بالزهايمر فضلًا عن تضخم البروستاتا وبالتالي لا يفرق في التحرش أو لاعتداء على أي شخص جنسيًا، لأنه عند تضخم البروستاتا لا يشعر الشخص سوى برغبته في ممارسة العلاقة مع الأطفال ولكن في هذه القضية فإن المتعدي واعي لما يفعل والدليل على ذلك انه كان يطلب الطفل بالاسم ويذهب له لمكتبه.
حادث الممرضة التي اشتعلت النيران في العناية المركزة
كشفت تحقيقات النيابة العامة في القاهرة، تفاصيل واقعة حريق مستشفى حلوان العام، إذ تبين أن وراء ارتكاب الوقعة ممرضة تعمل في نفس المستشفى، بسبب حبها لرؤية النيران المشتعلة في المكان.
إقرأ أيضًا
تأجيل نظر استئناف المتهم فى قضية الطفل ياسين إلي سبتمبر المقبل
اليوم، الحكم النهائي في قضية الاعتداء على الطفل ياسين
وقالت الممرضة في أقوالها أمام النيابة، إنها تحب مشاهدة النيران وهي مشتعلة في الأشياء، وأنها يوم الواقعة كان لديها "ولاعة"، وقامت بإشعال النيران في مرتبة بإحدى غرف مستشفى حلوان، وشاهدت النيران، وتركتها وغادرت المكان.
وأضافت المتهمة، إنها في نفس اليوم قامت بارتكاب تلك الحركة أكثر من مرة، ولكنها لم تكن تعرف أن النيران ستمتد إلى أماكن أخرى بعيدة عن الأماكن التي قامت بإشعال النيران فيها.
تشخيص حالة الممرضة التي اشعلت النيران في العناية
وفي نفس السياق يقول الدكتور جمال، أن الممرضة التي أشعلت النيران في سرائر المرضى العاجزين داخل العناية المركزة، لديها اضطراب وهناك فرق بين الاضطراب والمرض، هذا الاضطراب يسمى "بيرومينيا"، يأتي نتيجة حرمان عاطفي، وهذا التصرف جزء من السادية، فضلًا عن كونها قد كانت منفعلة من شيء من عملها أو من أحد الأفراد جعلها تتصرف على هذا النحو، أنه تحب أن ترى شكل النيران تشتعل وكأنها تفرح بالأمر.
ويذكر أن اندلع حريق داخل وحدة العناية المركزة بمستشفى حلوان العام، مساء أمس الجمعة، وذلك أثناء وجود المرضى على أَسرّتهم، وتسبب الحريق، في حالة من الفوضى والذعر بين المرضى وذويهم، قبل أن يتمكن الطاقم الطبي من السيطرة عليه وإنقاذ الأرواح.
وتمكن فريق التمريض والأطباء المتواجدين في الوحدة، من إنقاذ حياة 18 مريضًا ممن كانوا في غرف العناية، عبر نقلهم لمناطق آمنة وإطفاء النيران باستخدام أجهزة الإطفاء اليدوية قبل امتدادها لبقية الوحدة، وذلك حسب تصريحات مصدر بالمستشفى.
وتبين من الفحص والتحريات أن وراء الحريق ممرضة تُدعى "شروق"، تعمل بالمستشفى، قامت بإشعال النيران عمدًا داخل الوحدة، ثم غادرت المكان وصعدت إلى غرفتها، تاركة زملاءها والمرضى.
تابع على الفور الموقف ميدانيًا الدكتور إبراهيم مرزوق مدير مستشفى حلوان العام، والدكتور تامر مدكور وكيل وزارة الصحة بالقاهرة، وتواجدوا في وسط النيران غير مُبالين بالخطر على أنفسهم حاملين على عاتقهم مسئولية المرضى.
جهود الأجهزة الأمنية
وعلى الفور، تحركت الأجهزة الأمنية بالقاهرة فور الإبلاغ، وتمكنت من القبض على المتهمة داخل المستشفى، وباشرت النيابة العامة التحقيق في الواقعة، وطلبت تحريات المباحث لمعرفة دوافعها، فيما تم التحفظ على كاميرات المراقبة لتفريغها.
وأكدت وزارة الصحة في بيان لها أن سلامة المرضى "خط أحمر"، مشيرة إلى حتمية اتخاذ جميع الإجراءات القانونية والإدارية بحق الممرضة المتورطة، إلى جانب مراجعة أنظمة الحماية من الحرائق في المستشفى لضمان عدم تكرار الحادث.
وأثنى أهالي المرضى على جهود الفريق الطبي، وإنقاذه أرواح المرضى، مُطالبين بضرورة تشديد الرقابة داخل المستشفيات، ووضع ضوابط صارمة تمنع أي تهديد لحياة المرضى.