حذف رسائل البريد الإلكتروني والصور ينقذ بريطانيا من خطر الجفاف 2025
تشجع المملكة المتحدة المواطنين على اتخاذ خطوة للحفاظ على المياه خلال الجفاف المستمر في البلاد: حذف رسائل البريد الإلكتروني والصور والملفات القديمة.
حذف رسائل البريد الإلكتروني والصور ينقذ البلاد من خطر الجفاف 2025
تأتي هذه التوصية، التي وردت في بيان صحفي صادر عن المجموعة الوطنية للجفاف، في الوقت الذي يبحث فيه المسؤولون عن سبل لتخفيف الضغط على موارد المياه، بما في ذلك تشغيل مراكز البيانات الذي يستهلك كميات كبيرة من المياه.
وقالت هيلين ويكهام، مديرة إدارة المياه في وكالة البيئة، في البيان: "إن الاختيارات البسيطة اليومية - مثل إغلاق الصنبور أو حذف رسائل البريد الإلكتروني القديمة - تساعد أيضًا في الجهود الجماعية لتقليل الطلب والمساعدة في الحفاظ على صحة أنهارنا والحياة البرية".
الجفاف يضرب بريطانيا 2025
أعلنت خمس مناطق في المملكة المتحدة رسميًا حالة الجفاف، وتشهد ست مناطق أخرى "طقسًا جافًا ممتدًا".
وتفاقمت الأزمة بسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، حيث مثّل شهر أغسطس موجة الحر الصيفية الرابعة، وأشد فترة ستة أشهر سبقت يوليو جفافًا منذ عام 1976.
وبحسب الوكالة، فإن رسائل توفير المياه الموجهة إلى الجمهور أحدثت بالفعل فرقاً؛ ففي منطقة سيفرن ترينت، انخفض الطلب بنسبة 20 في المائة عن ذروته في 11 يوليو بعد النداءات العامة.
لماذا يستخدم التخزين الرقمي الماء؟
رغم أن العلاقة بين حذف الملفات وتوفير المياه قد تبدو غير مباشرة، إلا أن المنطق يكمن في كيفية تخزين البيانات ومعالجتها.
فمراكز البيانات، التي تضم خوادم لمختلف الأغراض، من تخزين البريد الإلكتروني إلى تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، تستهلك كميات كبيرة من المياه، خاصةً للتبريد.
وفقًا لقسم الهندسة والعلوم بجامعة أكسفورد، فإن مركز بيانات صغير نسبيًا بقدرة 1 ميجاواط، أي ما يكفي لتشغيل حوالي 1000 منزل، يستهلك 26 مليون لتر من المياه سنويًا لأنظمة التبريد التقليدية.
ويزيد توليد الكهرباء اللازمة لتشغيل هذه المرافق من استهلاك المياه، إذ تتطلب محطات الوقود الأحفوري والنووية كميات كبيرة من المياه للتبريد وتوليد البخار.
وطبقت ميتا نظامها للتبريد السائل StatePoint (SPLC) لذي يستخدم عملية فصل غشائي لتقليل استخدام المياه مقارنةً بالتبريد التقليدي.
واعتمدت شركة جوجل أيضًا العديد من الحلول، مثل استخدام مياه الصرف الصحي المعاد تدويرها للتبريد في منشأتها في مقاطعة دوغلاس بولاية جورجيا، وتهدف إلى أن تكون " إيجابية في مجال المياه " بحلول عام 2030.
تعتمد مناهج أخرى على الموارد البيئية المحلية. ففي تورنتو، تستخدم شركة إكوينيكس نظام تبريد بمياه البحيرات العميقة (DLWC) الذي يسحب الماء البارد من قاع بحيرة أونتاريو لتبريد الخوادم دون الاعتماد على أبراج التبريد التبخيري.
وفي أجزاء من السويد والدنمارك وفنلندا، تُعيد شبكات التدفئة المركزية استخدام الحرارة المُهدرة من مراكز البيانات لتدفئة المباني السكنية والتجارية بدلاً من إطلاقها في الهواء.
حلول أكبر وإجراءات فردية
إلى جانب التخلص الرقمي من الفوضى، تواصل الوكالة الترويج لخطوات ترشيد استهلاك المياه التقليدية، مثل إصلاح التسريبات. فالمرحاض المتسرب وحده قد يهدر ما بين 200 و400 لتر من المياه يوميًا.
ما مدى خطورة حالة الجفاف في إنجلترا حاليًا؟
تواجه إنجلترا واحدة من أشد موجات الجفاف منذ عقود، حيث توجد خمس مناطق، مثل يوركشاير، ووست ميدلاندز، ومانشستر الكبرى، تعاني رسميًا من الجفاف، بينما تشهد ست مناطق أخرى "طقسًا جافًا ممتدًا". كما شهد شهر أغسطس موجة الحر الرابعة لهذا الصيف.
اقرأ أيضًا:
هل تستطيع أوروبا التدخل لإجبار إسرائيل على وقف الحرب؟ (خاص)
تطورات الأوضاع في غزة، هل تنجح القاهرة في إحياء المفاوضات التي أجهضتها إسرائيل؟ (خاص)
ما كمية المياه التي تستهلكها مراكز البيانات في المملكة المتحدة؟
في حين لم تُكشف الأرقام الكاملة، تشير التقديرات إلى أن مراكز البيانات في المملكة المتحدة تستهلك ما يقرب من 10 مليارات لتر من المياه سنويًا، أي ما يعادل استهلاك حوالي 190 ألف شخص، ويستمر هذا الرقم في النمو مع توسع البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.