باغتيال صحفيي غزة، الأيام المصرية ترصد جرائم كتم الأفواه في فلسطين (خاص)
لم تتوقف إسرائيل عن استهداف صوت الحق في غزة واغتيال الصحفيين، ففي اليوم الـ 675 من حرب الإبادة على غزة، استهدفت أنس الشريف ومحمد قريقع ومصوران آخران، بقصف استهدف خيمة للصحفيين في محيط مستشفى الشفاء شمالي القطاع.
وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان رسمي له، باستهداف الصحفي أنس الشريف في قطاع غزة، كما أسفر القصف عن استشهاد المصوريْن إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل، في حين أفادت مصادر فلسطينية باستشهاد الصحفي محمد الخالدي والمصور مؤمن عليوة في الغارة نفسها.
استشهاد ثلاث صحفيين خلال 3 أيام بقطاع غزة
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن مصادر طبية بـقطاع غزة، استشهاد صحفيين اثنين جراء قصف إسرائيلي، وقع في عدة مناطق من القطاع، فيما استشهد الصحفي الفلسطيني، حسام العدلوني مع أربعة من أسرته وهم زوجته وثلاث أطفال جراء قصف استهدف خيمة تأوي نازحين بأطراف بلدة القرارة شمالي غرب خان يونس، كما استشهد الصحفي فادي خليفة، في قصف خلال زيارته لمنزله بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة كان.
وارتقى من قبل ثلاث من الصحفيين هم الصحفي أحمد أبو عشية مراسل قناة فلسطين اليوم، بعدما تم استهدافه بمسيره إسرائيلية خلال تواجده أمام منزله غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ليرتفع عدد الصحفيين الذين استشهدوا بحسب تقارير المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة منذ بداية الحرب على القطاع في 7 أكتوبر، وذلك بعد الإعلان مؤخرًا عن استشهاد الصحفي آدم أبو هربيد.
الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية لديهم مسئولية استهداف الصحفيين
وحمّل المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية والدول المشاركة في جريمة الإبادة الجماعية، مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، المسؤولية الكاملة عن ارتكاب هذه الجرائم النكراء الوحشية، مطالبًا المجتمع الدولي والمنظمات الدولية، والمنظمات ذات العلاقة بالعمل الصحفي والإعلامي في كافة دول العالم، بإدانة جرائم الاحتلال، وردعه، وملاحقته في المحاكم الدولية على جرائمه المتواصلة، وتقديم مجرميه للعدالة.
استشهاد 5 صحفيين بقطاع غزة
وكشف مكتب الإعلام الحكومي في غزة عن أسماء الصحفيين الذين اغتالتهم يد الغدر "الإسرائيلية" وهم الصحفي الشهيد أنس الشريف، الصحفي الشهيد محمد قريقع، الصحفي الشهيد إبراهيم ظاهر، مصور صحفي الصحفي الشهيد مؤمن عليوة، مصور صحفي، الصحفي الشهيد محمد نوفل، مساعد مصور صحفي.
وأشار إلى أن عملية الاغتيال تمت مع سبق الإصرار والترصد بعد استهداف مقصود ومتعمد ومباشر لخيمة الصحفيين في محيط مستشفى الشفاء بمدينة غزة، وقد أسفرت هذه الجريمة النكراء أيضاً عن إصابة عدد من الزملاء الصحفيين الآخرين.
المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان يدين قتل الصحفيين
وأدان المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان بأشد العبارات جريمة اغتيال إسرائيل خمسة صحفيين في قطاع غزة، منهم أنس الشريف ومحمد قريقع، في إطار سياسة ممنهجة إسرائيلية تهدف إلى إسكات شهود الحقيقة التي سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي لإنكارها في مؤتمره الصحفي قبل ساعات من الجريمة.
وشدد المرصد الأورو متوسطي على أن إعلان الاحتلال مسؤوليته عن اغتيال الصحفي أنس الشريف، يعكس المستوى الخطير الذي وصل إليه استهتارها بالقوانين الدولية، وتعبير صارخ عن نتائج الإفلات من العقاب الناجمة عن سياسة الدعم والصمت التي يمارسها المجتمع الدولي الذي يسكت ويمرر مثل هذه الجريمة.
اقرأ أيضًا
مصر تثمّن اعتزام استراليا الاعتراف بدولة فلسطين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة
الرئاسة الفلسطينية: استهداف الصحفيين جريمة حرب وانتهاك صارخ للقانون الدولي
بعد اعتراف 15 دولة، هل تخرج الدولة الفلسطينية للنور قريبًا؟ (خاص)
مؤتمر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
وجاءت الجريمة بعد ساعات من مؤتمر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حرض فيه على وسائل الإعلام، وتحدث عن نيته المضي في جريمة السيطرة على غزة، ما يعني بوضوح قرار الاحتلال إنهاء الأصوات التي تكشف الحقيقة للعالم.
يواصل الاحتلال مجازره في غزة، إذ سجلت مستشفيات القطاع استشهاد 52 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال خلال 24 ساعة، بينهم 26 من المجوّعين
اغتيال الصحفيين عقيدة لدى الاحتلال
وفي هذا الإطار، يقول الدكتور شفيق التلولي الكاتب والسياسي وعضو المجلس الوطني الفلسطيني، أن اغتيال الصحفيين أصبح عقيدة لدى الاحتلال، وخاصة ونحن بصدد حكومة يمينية متطرفة متشددة تأخذ من الخرافات والأوهام ممرا لقتل الفلسطينيين على اختلاف اتجاهاتهم ومهنهم، وهم يقتلون الانسان الفلسطيني بشكل خاص.
وأضاف التلولي، أن اغتيال الصحفيين أصبح شيء ممنهج، ويعكس سياسة دولة الإرهاب المنظمة الذي يقتل الصحفيين على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، دون الاكتراث بالمواثيق الدولية التي تحمي الصحفيين، وهذا ليس جديد، فالاحتلال منذ القدم يغتال علماء الأمة والفنانين والصحفيين وما إلى ذلك، مما يعكس خوفهم من الكلمة لأن الكلمة عرت وجودهم وتفح جرائمهم وبالتالي يريدون اغتيال الحقيقة وإسقاط كل صوت فلسطيني يحاول أن يعكس جرائمهم، ولكن هذه الجريمة هذه المرة جاءت بالتزامن مع اجتماع جلسة مجلس الأمن التي اجتمعت للنظر في احتلال غزة من قبل نتنياهو الذي يرفضه جل العالم.
سياسة التجويع رامية لاقتلاع الفلسطينيين من أرضهم
ومن جهة أخرى، أوضح الدكتور التلولي، أن استهداف الصحفيين وطاقم التصوير أتى بعد قليل من اجتماع نتنياهو الذي أشار فيه خطورة وسائل الإعلام على دولة الإعلام وعبر عن ذلك في أن إسرائيل فشلت في البروباجندا "الإعلان"، والذي أكد فيه على أهمية التواصل الاجتماعي التي عززت الرواية الفلسطينية وكشفت زيف الاحتلال فيما يخص التجويع الحادث قصدًا والرامي إلى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم وتصفية القضية الفلسطينية وإحلال ما يسمى بالدولة الإسرائيلية وإعادة العنصرية على أرض فلسطين وغزة، وهي من أساليب الحرب الرامية لتحقيق أهداف الحرب السياسية التي تذهب باتجاه الهدف السياسي الأعظم بضرب المشروع الوطني الفلسطيني، وتقويض الدولة الفلسطينية وكيانها الوطني سلطاتها الفلسطينية وخلق ببيئة طاردة لجعل الفلسطينيين يتركون ديارهم وأرضهم وبالتالي تحقق الحرب أهدافها وهي جريمة بشعة ورسالة مُغلفة بالدم في الوقت اعتزم فيه نتنياهو احتلال غزة وأعد عدته وعقد هذا المؤتمر الذي يدشن فيه لاحتلال غزة.
وفي الأثناء، أردف التلولي أن قتل الصحفيين رسالة ترويعية لقطاع غزة وأن هذا باكورة احتلال مجددة لأنه صاحبها قصف دموي عنيف في المساء، وهذا كان مرعب بالنسبة للفلسطينيين، مؤكدًا أن نتنياهو أراد إيصال رسالة لكل الصحفيين أنه يريد تكميم أفواه الصحفيين وهذا تعدي على الكلمة ومحاولة قتل الروح المعنوية للفلسطينيين وتحدي سافر للعالم وقيم العادلة الإنسانية والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ومقرراتها .
واستطرد: “نحن بصدد احتلال وحشي وآن الأوان للتصدي لهذا الاحتلال وتلجيم نتنياهو الفار من العدالة الدولية والذي يمارس أقصى درجات الإرهاب والإبادة الجماعية من خلال التجويع والتطهير العرقي الحادث في فلسطين”.
