الجمعة 08 أغسطس 2025
الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

اعتراف دولي: الكارثة الإنسانية في غزة تفوق الخيال

هل تقدم إسرائيل مساعدة
هل تقدم إسرائيل مساعدة إنسانية لأهل غزة؟، وهل تريد تجويع الف

بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن هناك المزيد من المساعدات لأهل غزة والتي لا يرغب في ألا تحصل عليها حماس، وكذلك تصريحاته بأن إسرائيل لم تشكل عائقا في دخول المساعدات إلى غزة، بل تسهل المهام لأمريكا لإدخال المساعدات لأطفال غزة، هل من الممكن فتح الباب أمام المساعدات؟

هل تقدم إسرائيل مساعدة إنسانية لأهل غزة؟، وهل تريد تجويع الفلسطينيين؟

على عكس ما يدّعى ترامب، وتزعم إسرائيل، وبحسب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا)، فإن الأمم المتحدة لديها قرابة 6 آلاف شاحنة محمّلة بالمساعدات الغذائية عالقة خارج غزة تنتظر الحصول على الموافقة لدخول القطاع يعيش سكانه "جوعاً جماعياً"، كما وجهت هيومن رايتس ووتش، أصابع الاتهام لإسرائيل باستخدام التجويع كسلاح حرب.

وقال المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني في منشور عبر منصة "إكس" "الأونروا لديها 6 آلاف شاحنة محمّلة بالمساعدات عالقة خارج غزة وتنتظر الضوء الأخضر للدخول"، مشددا على ضرورة إيصال المساعدات عبر الطرق البرية بدلاً من إسقاطها جواً.

وأوضح أن "إسقاط المساعدات جوا يكلّف على الأقل مئة مرة أكثر من تكلفة الشاحنات"، مشيراً إلى أن الشاحنات "تنقل مساعدات بحجم يعادل ضعفي الكمية التي تنقلها الطائرات".

وأضاف "إذا توفرت الإرادة السياسية للسماح بإسقاط المساعدات جوا، رغم أنها مكلفة للغاية وغير كافية وغير فعالة، فمن المفترض أن تكون هناك إرادة سياسية مماثلة لفتح المعابر البرية"، من دون أن يذكر إسرائيل التي تسيطر على مداخل غزة.

ويتكوف في قطاع غزة

ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن الرئيس دونالد ترامب إعلانه العمل على خطة "لإطعام الناس"، إذ زار المبعوث الأمريكي الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، والسفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي، مركز توزيع مساعدات تابعاً لمؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل في جنوب قطاع غزة.

ولا تزال طريقة التوزيع العسكرية التي تتبعها مؤسسة غزة الإنسانية تثير غضباً دولياً، مع ورود تقارير شبه يومية عن إطلاق نار مميت من قبل القوات الإسرائيلية بالقرب من مواقعها، وفي الغالب تنفي إسرائيل ذلك وتقول إن قواتها تطلق "طلقات تحذيرية" على من تصفهم بـ"مجموعات مشتبه بهم".

هل تقدم إسرائيل مساعدة إنسانية لأهل غزة؟، وهل تريد تجويع الفلسطينيين؟

الجوع مصيدة الموت

وأكد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول الخميس خلال زيارة إلى القدس أن "الكارثة الإنسانية" في غزة "تفوق الخيال".

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير لها، إن القوات الإسرائيلية أقامت نظاماً عسكرياً معيباً، لتوزيع المساعدات في غزة، مما حوّل العملية إلى "حمام دم" و"مصيدة للموت"، إذ جاء في التقرير إن "عمليات قتل القوات الإسرائيلية للفلسطينيين الباحثين عن طعام هي جرائم حرب".

اقرأ أيضًا

انطلاق القافلة العاشرة من شاحنات المساعدات عبر ميناء رفح إلى قطاع غزة (صور)

يدمر الخيام ويقتل المواطنين، الداخلية في غزة تحذر من إسقاط المساعدات بالمظلات

انطلاق القافلة التاسعة من شاحنات المساعدات من مصر باتجاه غزة (صور)

بالأرقام والصور، سلسلة قوافل مساعدات الهلال الأحمر المصري الإنسانية والغذائية لغزة

وأضافت المنظمة "الوضع الإنساني الكارثي (في غزة) هو نتيجة مباشرة لاستخدام إسرائيل التجويع سلاح حرب فضلاً عن عرقلتها المتعمدة والمستمرة لدخول المساعدات الإنسانية وتأمين الخدمات الأساسية".

ورفض الجيش الإسرائيلي هذه الاتهامات مؤكداً أن حماس "منظمة إرهابية وحشية تجوّع المدنيين وتعرّضهم للخطر لابقاء سيطرتها على قطاع غزة". وأضاف أن حماس "تبذل قصارى جهدها لمنع نجاح توزيع الغذاء في غزة"، وذلك في تعليق تلقته وكالة فرانس برس.

هل تقدم إسرائيل مساعدة إنسانية لأهل غزة؟، وهل تريد تجويع الفلسطينيين؟

ضحايا التجويع

وأشارت هيومن رايتس ووتش إلى أن "ما لا يقل عن 859 فلسطينياً قُتلوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء بالقرب من هذه المراكز التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية بين 27 مايو/أيار و31 يوليو/تموز، معظمهم قتلهم الجيش الإسرائيلي وفقاً للأمم المتحدة".

في حصيلة محدثة، أعلن مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الجمعة أن 1373 فلسطينيا قُتلوا، معظمهم بنيران الجيش الإسرائيلي، أثناء انتظارهم المساعدات في قطاع غزة منذ 27 مايو/أيار، "أثناء البحث عن طعام".

وتقول منظمات إغاثة دولية إن "جوعاً جماعياً" ينتشر الآن بين سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة مع نفاد المخزونات بعد أن أوقفت إسرائيل دخول المساعدات للقطاع في مارس/آذار، قبل أن تفتح المجال لدخولها وفق قيود جديدة في مايو، ثم نهاية الشهر الماضي.

وعلى جانب آخر، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قلقلة إيذاء احتلال قطاع غزة، وأن هذا الأمر متروك لإسرائيل، معربًا عن عدم قلقه بشأن التقارير عن خطط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للحث على "غزو" كامل للقطاع، حتى مع تأكيده رغبته في إدخال المزيد من المساعدات.

هل تقدم إسرائيل مساعدة إنسانية لأهل غزة؟، وهل تريد تجويع الفلسطينيين؟

وقالت الخارجية الأميركية إن ترامب سيعلن قريبا عن خطة مساعدات بشأن القطاع الفلسطيني، مشيرة إلى أن الإدارة الأميركية تعمل على تغيير الوضع في غزة.

ونفى ترامب معرفته بالمقترح المقدم بشأن احتلال إسرائيل لغزة، مضيفًا "أننا موجودون هناك الآن لإطعام الناس".

وعلى جانب آخر، يعتزم نتنياهو الدعوة إلى اجتماع لمجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي لدعم غزو كامل للقطاع، وفقًا لتقارير إعلامية إسرائيلية وصفها مصدر مطلع بأنها "دقيقة".

تفكيك مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة إسرائيليًا وأمريكيًا

دعا مقرّرون أمميون وفي وقت سابق اليوم، إلى تفكيك مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة إسرائيليا وأميركيا على الفور بحجّة استغلالها المساعدات "لأجندات عسكرية وجيوسياسية خفية".

وأعربت مجموعة واسعة من الخبراء المفوضين من الأمم المتحدة عن قلق بالغ إزاء عمليات مؤسسة غزة الإنسانية.

وكشف تقارير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن إسرائيل قتلت أكثر من ألف فلسطيني من منتظري المساعدات الغذائية منذ بدء عمل مؤسسة غزة الإنسانية، ثلاثة أرباعهم تقريبا بالقرب من نقاط للمنظمة.

هل تقدم إسرائيل مساعدة إنسانية لأهل غزة؟، وهل تريد تجويع الفلسطينيين؟

بدورها، تقول مؤسسة غزة الإنسانية من جانبها، إنها وزّعت حتى الآن أكثر من 1,76 مليون صندوق من المساعدات الغذائية.

وأكد مدير "مؤسسة غزة الإنسانية" التنفيذي جون أكري، مواصلة تحسين عملياتنا، وندعو المجتمع الإنساني الدولي إلى الانضمام إلينا، ونحن نتمتّع بالقدرة على توزيع مزيد من المساعدات لسكان غزة، إذ يعاني أكثر من مليوني نسمة ظروفا إنسانية مزرية.

ويذكر أن مؤسسة غزة الإنسانية بدأت في مايو الماضي توزيع المساعدات عبر مواقع عدة في غزة، إلا أن عملية التوزيع شابتها فوضى عارمة.

كما عمدت القوات الإسرائيلية إلى إطلاق النار على طالبي المساعدات، ما أدى إلى سقوط المئات على مدى الأشهر الماضية، حسبما أكدت الأمم المتحدة.

تم نسخ الرابط