بشرى لفاقدي البصر، عين حلزون التفاح تعيد أمل عودة الرؤية لدى البشر

عين حلزون التفاح تشبه عين الإنسان بشكل غير عادي، ولكن على عكس عيون البشر، يمكن لعينه أن تنمو من جديد إذا تعرضت لإصابة أو حتى بُترت.
فقد أثبت بحث جديد من معهد ستويرز للأبحاث الطبية، أن حلزون التفاح كائن بحثي جديد لدراسة تجديد العين، مع إمكانية فهم أفضل وإيجاد علاجات لأمراض العين لدى البشر، مثل الضمور البقعي.

تصف الدراسة، التي أجراها مختبر رئيس شركة ستويرز والمدير العلمي، الدكتور أليخاندرو سانشيز ألفارادو، ونُشرت في مجلة نيتشر كوميونيكيشنز، نظامًا جديدًا لدراسة تجديد الأعضاء الحسية لدى حلزون التفاح (Pomacea canaliciulata).
قادت الدكتورة أليس أكورسي، الباحثة السابقة والأستاذة المساعدة حاليًا في جامعة كاليفورنيا، ديفيس، فريق البحث الذ اكتشف أن حلزون التفاح يمتلك عيونًا معقدة تشبه عيون البشر، كما طور أدوات لتعديل جينومه، وإنتاج حلزونات ذات اختلافات جينية مستقرة، مما يساعد الباحثين على فهم عملية التجديد بشكل أفضل.

وقالت أكورسي: "إن أعيننا مهمة للغاية لإدراك البيئة المحيطة بنا، ولكن عندما تتضرر فهي غير قادرة على التعافي"، موضحةً أنه في الأساس، لم تكن لدينا طريقة لإيجاد حلول لعلاج حالات مثل تنكس الشبكية أو الإصابات الجسدية للعين.
لكن الطبيعة تُقدّم لنا إجابات. لدينا الآن نظامٌ مُيسّرٌ للبحث عن الجينات المسؤولة عن تجديد العين كالذي يُشبه الكاميرا.
وقالت أكورسي: "الجين الرئيسي الذي يحكم تطور العين في الفقاريات هو pax6 ، وقد أظهرنا لأول مرة أن القواقع التفاحية لا تمتلك pax6 فحسب ، بل إن هذا الجين ضروري أيضًا لتطور عيونها".

ويوضح أليخاندرو سانشيز ألفارادو، حاصل على درجة الدكتوراه، رئيس شركة ستويرز والمدير العلمي، أن عملية تجديد عين حلزون التفاح تتم من البتر إلى التعافي الكامل، على أربع مراحل تمتد لـ 28 يومًا: التئام الجروح، وتكوين كتلة خلوية خاصة، وظهور العدسة والشبكية، ونضوج جميع مكونات العين.

ولأن الفقاريات، بما فيها البشر، لا يمكنها سوى القيام بالمرحلة الأولى، وهي التئام الجروح، فإن الباحثين يدرسون نقاط الاختلاف بين التجديد والتطور، ويحاولون تحديد الآلية التي تستخدمها الحلزونات لإعادة تنشيط نمو العين الجديدة.
تمتلك حلزونات التفاح عيونًا تشبه تشريحيًا عيون الفقاريات، بما في ذلك عيون البشر، مع عدسة وقرنية وشبكية، وقد اكتشف الباحثون أن جينًا يُسمى pax6، المعروف بدوره المحوري في نمو عيون الفقاريات وذبابة الفاكهة، موجود أيضًا في حلزونات التفاح.

وقال سانشيز ألفارادو: "إن وجود نظام بحثي يعمل على تجديد العيون، إلى جانب القدرة على إجراء دراسات وراثية في هذا النظام، هو من بين الجهود الأولى في تاريخ العلوم للحصول على فهم ميكانيكي للعمليات التي تدعم استعادة عضو حسي معقد مثل العين - من الإصابة وحتى تجديده".
اقرأ أيضًا:
هل تعاني من آلام الظهر؟ أفضل طريقة للعلاج بدون أدوية (فيديو)
اوعي تمسحي دموعك يا أمال، ما هي فوائد الدموع للعين؟
وتابع: "عملنا مع حلزونات التفاح دليل قاطع على ذلك، فمن الممكن حقًا نقل شيء كان يفوق توقعاتنا إلى مستوى الإمكانيات الحقيقية لتطوير المعرفة البيولوجية"، "كانت مخاطرة كبيرة، لكنها نجحت".