80 عاما على كارثة هيروشيما، قذارة أمريكا النووية تفوح حتى الآن (فيديو)

أقيمت صلاة صامتة في اليابان، صباح الأربعاء، بمناسبة مرور 80 عاما على إلقاء الولايات المتحدة القنبلة الذرية على مدينة هيروشيما، بحضور رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا، ومسؤولين من مختلف أنحاء العالم، وانتهت الحرب العالمية الثانية باستسلام اليابان بعد إسقاط القنبلتين على هيروشيما وناجازاكي، والتي وقعت بفارق أيام.

الولايات المتحدة دمرت هيروشيما ونجازاكي بالقنبلة النووية عام 1945

تسببت القنابل في مقتل أكثر من 200 ألف شخص - بعضهم نتيجة الانفجار الفوري والبعض الآخر بسبب أمراض الإشعاع والحروق.

لقد صادقت 73 دولة على المعاهدة، لكن القوى النووية مثل الولايات المتحدة وروسيا عارضتها، مشيرة إلى وظيفة الردع التي تتمتع بها الترسانات النووية، ورفضت اليابان أيضًا مثل هذا الحظر، بحجة أن أمنها معزز بالأسلحة النووية الأميركية.

استعد كبار الشخصيات والناجين، في منتزه هيروشيما التذكاري للسلام، لإحياء ذكرى اللحظة التي أسقطت فيها قاذفة قنابل أمريكية من طراز B-29 السلاح الذري المعروف باسم "الصبي الصغير" في 6 أغسطس 1945، وبعد ثلاثة أيام، دمرت مدينة ناجازاكي بواسطة قنبلة ذرية أمريكية ثانية.

قُتل أكثر من 110 آلاف شخص على الفور في الهجمات، في حين لقي مئات الآلاف حتفهم بسبب الإصابات والأمراض المرتبطة بالإشعاع على مر السنين.

وقال رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا: "إن الانقسامات داخل المجتمع الدولي بشأن نزع السلاح النووي تتعمق، كما أن البيئة الأمنية الحالية أصبحت أكثر خطورة على نحو متزايد".

قالت منظمة نيهون هيدانكيو، وهي منظمة شعبية يابانية للناجين، فازت بجائزة نوبل للسلام العام الماضي لسعيها لإلغاء الأسلحة النووية، في بيان لها قبل الحفل: "لم يتبقَّ لنا الكثير من الوقت، بينما نواجه تهديدًا نوويًا أشد من أي وقت مضى". وأضافت: "يكمن التحدي الأكبر الذي نواجهه الآن في تغيير الدول الحائزة على الأسلحة النووية التي تتجاهلنا ولو قليلًا".

قام العلماء الذريين في وقت سابق من هذا العام بتحريك "ساعة يوم القيامة"، التي تأسست في عام 1947، إلى مسافة أقرب من أي وقت مضى إلى كارثة على مستوى الكوكب، 89 ثانية قبل منتصف الليل، حيث تحركت الساعة ثانية واحدة فقط من 90 ثانية في عام 2024.

وأصبح العالم على حافة الهاوية، فإن أي تحرك ولو لثانية واحدة مؤشر على خطر شديد وتحذير من احتمال وقوع كارثة عالمية، مع تغير المناخ، والتهديدات البيولوجية مثل الأوبئة والأسلحة البيولوجية، و"التقنيات التخريبية"، والاستخدام الشرير للذكاء الاصطناعي.

وتضمن تقرير "ساعة يوم القيامة" أن "الدول التي تمتلك أسلحة نووية تعمل على زيادة حجم ودور ترساناتها، وتستثمر مئات المليارات من الدولارات في أسلحة يمكنها تدمير الحضارة".

المخزون العالمي من الترسانة النووية

تُعتبر قنبلة هيروشيما الذرية، بقوة تفجيرية تبلغ 15 كيلوطنًا، سلاحًا نوويًا منخفض القوة بمعايير اليوم، حيث تمتلك الترسانة الأمريكية اليوم أكبر سلاح نووي، تبلغ قوته التفجيرية 1.2 ميجاطن، أي ما يعادل 80 ضعف قوة قنبلة هيروشيما.

حذر خبراء من أن سلاحاً نووياً حديثاً واحداً، إذا انفجر فوق مدينة كبيرة، قد يؤدي إلى مقتل ملايين الأشخاص على الفور.

ويوجد ما يزيد على 12 ألف رأس نووي في أيدي تسع قوى نووية - الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة والهند وباكستان وكوريا الشمالية وإسرائيل - وفقا لمعهد ستوكهولم لأبحاث السلام.

وأشار التقرير السنوي الصادر عن معهد ستوكهولم لأبحاث السلام، أن "جميع هذه البلدان تقريبا واصلت برامج التحديث النووي المكثفة في عام 2024، وتحديث الأسلحة الحالية وإضافة إصدارات أحدث".

تمتلك الولايات المتحدة وروسيا مجتمعتين نحو 90% من الأسلحة النووية في العالم، لكن القوى النووية الأصغر تعمل على تنمية ترساناتها أو تخطط لتنمية، بحسب التقرير.

جاءت الصين في طليعة النمو، حيث أضافت نحو 100 رأس نووي سنويًا، ومن المتوقع أن تزيد الهند مخزوناتها، ونفس الشيء المملكة المتحدة وفقًا للتقرير.

وأوضحت كيك يو جونج الشقيقة القوية للزعيم كيم جونج أون، الشهر الماضي، أن كوريا الشمالية لن تتخلى عن رؤوسها الحربية مقابل إجراء محادثات مع واشنطن وسول.

قبل 80 عامًا، لقي عشرات الآلاف حتفهم في ثوانٍ معدودة في هيروشيما وناجازاكي إلى رماد، حيث تجاوز عدد ضحايا القنبلتين الذريتين 540 ألفًا، بمن فيهم من قضوا نحبهم جراء الآثار طويلة الأمد للإشعاع. ولا يزال هذا العدد في ازدياد مستمر حتى اليوم.

اقرا أيضًا:

فرصة روسيا الأخيرة لإنهاء الحرب، ويتكوف يصل موسكو في زيارة رسمية

رئيس الوزراء الياباني يتجنب ذكر الضربة النووية الأمريكية خلال إحياء ذكرى قصف هيروشيما

ويعاني اليوم الناجون - الهيباكوشا - من الآثار الجسدية والنفسية ويتلقون العلاج حاليًا في مستشفيات الصليب الأحمر الياباني بسبب الإشعاع، كانت قوة تفجير قنبلة هيروشيما تعادل 15 ألف طن من مادة تي إن تي، اليوم في عالم السلاح النووي تعد سلاحًا صغيرًا.