المخرجة عبير علي لجمهور مهرجان المسرح القومي 2025: أنحاز إلى المهمشين

في إطار احتفاء الدورة الثامنة عشرة من المهرجان القومي للمسرح المصري برئاسة الفنان محمد رياض، استضافت فعاليات المهرجان المخرجة الكبيرة عبير علي، إحدى مكرَّمات هذه الدورة، في ندوة استثنائية ألقت الضوء على مسيرتها المسرحية الثرية، بحضور الناقدة الدكتورة لمياء أنور، وأدارت الحوار الكاتبة والناقدة مايسة زكي.
واستهلت مايسة زكي، اللقاء بالإشارة إلى كتاب "عبير علي.. الفنانة الاستثناء"، الذي أصدره المهرجان ضمن سلسلة توثيق مسيرة المكرمين، وهو تأليف الدكتورة لمياء أنور، ووصفت الكتاب بأنه مكتوب بلغة رشيقة تنبض بالفن والتقدير للتجربة، ووجهت تساؤلاتها للمؤلفة حول عملية تأليفه.
وأوضحت لمياء أنور، أن تأليف الكتاب شكل تحديًا مزدوجًا لها، بسبب عمق التجربة من جهة، ومواكبتها عن قرب من جهة أخرى، قائلة: "حين انتهيت من الكتاب شعرت أنني رسمت لوحة تشكيلية، واتخذت المنهج الوصفي التحليلي مدخلاً لقراءة عروض عبير علي، مع توظيف رؤية فلسفية ترصد ملامح مشروعها الفني".
وتحدثت لمياء أنور، عن البصمة الخاصة لـ عبير علي، في المسرح المصري، قائلة :"انحازت دومًا إلى المهمشين والهوامش، بعيدًا عن المركزية، وأن كل أعمالها تُبنى بمنطق "المختبر المسرحي"، حيث تتكامل فيها عناصر العرض من أزياء وديكور إلى التكوينات البصرية، وهو ما يعود إلى تكوينها الأكاديمي وتدريباتها المتواصلة".
بينما تحدثت مايسة زكي، عن قرب معايشتها لتجربة عبير علي، مشيده بقدرتها الفريدة على تشييد العروض المسرحية واصفه إياها "عبير علي أشبه بـ النساجة"، إذ تُحكم كل تفصيلة في العرض، وعروضها مليئة بالبروفات، بالإشباع الجمالي، بالحضور المسرحي الكامل.
عبير علي: رحلتي بدأت من الحكاية..وتكريمي هنا الأهم في حياتي
وجهت المخرجة عبير علي، في بداية كلمتها الشكر لإدارة المهرجان، مشيرة إلى أن تكريمها بالمهرجان القومي للمسرح له مكانة خاصة، قائلة :"رغم أنني كرّمت في كثير من المحافل الدولية، فإن هذا التكريم هو الأهم في حياتي".
وأضافت عبير علي، قائلة :" نشأت على حكايات الأرض، وصوت جدتي وهي تقرأ الجرائد، وبدأت بالغربة، حيث كنا غرباء في الفيوم، ورافقني هذا الشعور طيلة سنوات حياتي".
وأوضحت عبير علي، أن انحيازها للمهمشين، بحسب قولها، لم يكن اختيارًا طارئًا، بل وُلد من تلك الحالة، قائلة :"قضايا التهميش، والعدالة الثقافية، والهوية الإنسانية هي التي شكلتني، ولهذا اخترت مسرح الحكي، لأنه لا يحتاج إمكانيات مادية كبيرة، ويُشرك الجمهور في صميم التجربة".
وأكدت عبير علي، أن المبدع مشروع باحث ومتدرب حتى الموت، المسرح لا يتوقف، ولا الإبداع يجب أن يتوقف، وأن كل عرض تقدمه وراءه هاجس أو فكرة تشغلها وتشكل دافعًا أساسيًا للإنتاج، ضاربة المثل بعدد من أعمالها المسرحية
من الفيوم إلى مختبرات الإبداع.
إقرأ أيضًا
طارق الشناوي: أسامة أنور عكاشة ماركة مسجلة ويوسف شاهين تبرأ من "سكوت هنصور"| خاص
مروة صبري عن اتهام وفاء عامر بتجارة الأعضاء: التيك توك شحاتة ودعارة
وسلطت عبير علي، الضوء على عملها في الهيئة العامة لقصور الثقافة، ومشروعاتها العديدة لتدريب الفنانين في أقاليم مصر، عبر مراكز التدريب المتخصصة، التي بدأت في المنيا ثم امتدت إلى المنوفية والفيوم، وقدمت هذه المراكز ورشًا لجمع التراث الشعبي وإعادة توظيفه إبداعيًا، ونتج عنها مشاريع وعروض نهاية كل عام، كان منها تدريبات على الرقص الشعبي وفنون الأداء.