إدانات فلسطينية ودولية عن خطف قوات بحرية إسرائيلية السفينة "حنظلة"
اقتحمت قوات البحرية الإسرائيلية السفينة "حنظلة"، التي تقل متضامنين دوليين أثناء توجهها إلى قطاع غزة، في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، وسيطرت عليها بالكامل، وعلى هذه العملية تباينت ردود الأفعال الدولية والفلسطينية حول اختطاف السفينة حنظلة واقتحامها.
أدانت اللجنة الدولية اعتراض السفينة في المياه الدولية، خارج المياه الإقليمية الفلسطينية قبالة سواحل غزة، واعتبرته "خرقًا واضحًا للقانون الدولي البحري".
ردود الفعل الفلسطينية والدولية على اقتحام السفينة
وصف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة على خطف السفينة حنظلة بأنها جريمة قرصنة بحرية جديدة، مُحملًا الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن سلامة المشاركين، وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة باتخاذ موقف عاجل وحازم ضد ما وصفه بـالعدوان الإسرائيلي.
كما أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عملية خطف السفينة "حنظلة"، معتبرة أنها تحدٍ واضح للإرادة الإنسانية، وكشف لزيف الاحتلال، كما حملت حكومة نتنياهو مسؤولية سلامة النشطاء، مطالبة باستمرار تسيير القوافل البحرية حتى إنهاء الحصار.
واستنكرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عملية خطف السفينة "حنظلة" بشدة، واصفة إياها بأنها جريمة قرصنة جديدة تضاف لسجل الاعتداءات الإسرائيلية ضد النشطاء الدوليين، داعية المجتمع الدولي لإدانة الحادثة وتكثيف الجهود لكسر الحصار المفروض على غزة.
وقالت آن رايت عضو في اللجنة التوجيهية لأسطول الحرية، إن إسرائيل لا تملك أي سلطة قانونية لاحتجاز مدنيين دوليين على متن سفينة حنظلة وهذه ليست مسألة داخلية إسرائيلية، هؤلاء مواطنون أجانب يعملون وفق القانون الدولي وفي المياه الدولية/ وأن احتجازهم تعسفي وغير قانوني ويجب أن ينتهي فورًا.
ويذكر أن السفينة حنظلة 21 تُقل ناشطا دوليا من جنسيات متعددة، في محاولة جديدة لكسر الحصار المستمر على غزة منذ أكثر من 17 عاما، ومنذ إبحار السفينة من ميناء غاليبولي الإيطالي الأحد الماضي، كان تحالف أسطول الحرية يبث تحركاتها على الهواء مباشرة عبر حسابه على تطبيق يوتيوب، مع مشاركة صور للرادار بشكل لحظي.
تداعيات خطف واقتحام السفينة
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي بثًا مباشرًا للحظة اقتحام جنود البحرية الإسرائيليين للسفينة العضو في تحالف أسطول الحرية بأسلحتهم وإجبارهم على رفع أيديهم، قبل أن ينقطع البث مباشرة عقب العملية، ولم يوفد أيأخبار بعد عن مصير طاقم السفينة والمتضامنين عقب انقطاع البث المباشر إثر الاقتحام مباشرة.
السفينة أطلقت نداء استغاثة
ويذكر أن السفينة كانت قد أطلقت نداء استغاثة بعد اقتراب قوات بحرية إسرائيلية منها وهي على مقربة من شواطئ القطاع، وذلك قبل الاقتحام مباشرةً.
وأشارت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة في منشور لها على منصة "إكس"، أن قوات الاحتلال تتوجه نحو حنظلة، السفينة توجه نداء استغاثة.
وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية بدورها، أن سفينة "حنظلة" "في طريقها إلى شواطئ إسرائيل بعدما اقتحمتها قوات إسرائيلية وسيطرت عليها، مضيفةً أن السفينة في طريقها إلى شواطئ إسرائيل"، مضيفةً: "جميع الركاب سالمون"، وأن "محاولات كسر الحصار خطيرة وغير قانونية"، على حد زعمها، وذلك وفق بيان نشرته هيئة البث الرسمية.
أسطول البحرية أعلنت عن طائرات مسيرة تحلق فوق السفينة التي أبحرت من شواطئ إيطاليا
وأعلن تحالف أسطول الحرية، في وقت سابق، في بيان له أن طائرات مسيّرة شوهدت تحلق فوق السفينة التي أبحرت من شواطئ إيطاليا في محاولة جديدة لكسر الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.
ومن المرجح أنه تم اقتياد السفينة "حنظلة" إلى ميناء أسدود الذي اقتيدت إليه جميع السفن التي حاولت كسر الحصار في السابق واعترضها الاحتلال الإسرائيلي، مضيفًا أن المدة التي سيستغرقها وصول السفينة إلى الميناء غير معروفة وذلك حسب تعليق أحمد دراوشة مراسل التليفزيون العربي في القدس المحتلة.
وأوضح دراوشة أن آخر سفينة حاولت كسر الحصار استغرق وصولها إلى ميناء أسدود نحو عشرين ساعة بسبب تباطؤ مقصود، مشيرًا إلى أن إسرائيل قد تؤخر موعد وصول "حنظلة" إلى مساء اليوم، مستغلة هذه الساعات للتحقيق مع الناشطين على متن السفينة.
تحقيق مع الناشطين
ومن المتوقع أن يتم التحقيق مع الناشطين أيضًا عند وصول السفينة إلى الميناء، قبل إرسالهم إلى نقاط اعتقال في مطار بن غوريون والسجون القريبة ومباشرة عمليات الترحيل إلى دول أوروبية.
إقرأ أيضًا
إسرائيل تسيطر على السفينة "حنظلة" وتعتقل النشطاء وتسحبها إلى ميناء أشدود
العالم يتساءل والاحتلال عامل نفسه من بنها، أين اختفت السفينة حنظلة؟
لماذا سميت سفينة كسر حصار غزة بـ"حنظلة"؟، ناجي العلي كلمة السر
خط سير "حنظلة"
يذكر أن "حنظلة" أبحرت من ميناء سيراكوزا الإيطالي، قبل أن ترسو في ميناء غاليبولي في 15 من الشهر نفسه، لتجاوز بعض المشكلات التقنية، قبل أن تعاود الإبحار مجددًا في 20 يوليو باتجاه غزة، وعلى متنها 21 ناشطًا، في 13 يوليو.
واستولى جيش الاحتلال الإسرائيلي على سفينة "مادلين" ضمن "أسطول الحرية" من المياه الدولية، في 9 يونيو، بينما كانت في طريقها إلى قطاع غزة المحاصر لنقل مساعدات إنسانية، واعتقل 12 ناشطًا دوليًا كانوا على متنها، ولاحقًا رحل الاحتلال الناشطين شرط التعهد بعدم العودة إليها.
وكانت قد تعرضت سفينة "الضمير" لكسر الحصار عن غزة لهجوم بطائرة مسيّرة إسرائيلية في 2 مايو الماضي، أثناء محاولتها الإبحار نحو غزة، ما تسبب في ثقب بهيكلها واندلاع حريق في مقدمتها.