نقابة المرشدين السياحيين: فتح الباب للغات النادرة يعزز أمن السياحة

قال إبراهيم عادل، عضو نقابة المرشدين السياحيين، إن قرار وزارة السياحة بفتح الباب أمام التحاق مرشدين سياحيين جدد، خاصة في اللغات النادرة مثل التركية، الهولندية، الإندونيسية، والكورية، يعد خطوة إيجابية وضرورية لسد فجوات واضحة في سوق العمل السياحي. 

نقابة المرشدين السياحيين: فتح الباب للغات النادرة يعزز أمن السياحة

وأضاف “عادل" في مداخلة هاتفية عبر قناة النيل للأخبار، أن هناك نقصًا كبيرًا في عدد المرشدين القادرين على التحدث بهذه اللغات، ما يفتح المجال أمام وجود مرشدين أجانب يرافقون المجموعات السياحية داخل مصر، وهو أمر قد يشكل خطرًا على الأمن القومي والثقافي، خاصة عندما يتم تقديم معلومات غير دقيقة أو تمس الصورة الحضارية والثقافية لمصر.

أهمية وجود مرشد سياحي مصري يحمل الهوية الوطنية

وشدد عادل على أهمية وجود مرشد سياحي مصري، يحمل الهوية الوطنية، ويتحدث بثقافته عن آثار بلاده، مع إتقان لغة أجنبية نادرة يستطيع من خلالها نقل الصورة الحقيقية للحضارة المصرية، موضحًا أن إدماج هذه الفئات الجديدة من المرشدين المدربين يسد الثغرات التي يمكن أن يستغلها البعض في تقديم سرديات مضللة عن تاريخ مصر، مشيرًا إلى محاولات حديثة مثل حركة "الأفروتريك"، التي تسعى لربط الحضارة المصرية بحضارات أخرى ونزعها من سياقها التاريخي الحقيقي.

آليات اجتياز اختبارات القبول للمرشدين

وتطرق إبراهيم عادل إلى آليات اجتياز اختبارات القبول، موضحًا أن من بين 225 متقدمًا مؤخرًا، نجح فقط 58 مرشدًا، وهو ما يعكس دقة المعايير وشدة الرقابة الأكاديمية، مؤكدًا أن وزارة السياحة تبذل جهدًا كبيرًا في تنظيم هذه الاختبارات، حيث تستعين بأساتذة متخصصين من كليات الألسن لتقييم الكفاءة اللغوية، وأحيانًا تجرى الاختبارات داخل السفارات الأجنبية بمشاركة مندوبين من الوزارة لضمان جودة التقييم في اللغات النادرة.

أما من الناحية التاريخية، فأوضح أن لجنة التقييم تضم نخبة من أساتذة الجامعات المصرية المتخصصين في الحضارات المختلفة، من المصرية القديمة، إلى الإسلامية، واليونانية، والرومانية، لضمان دقة المعلومات المقدمة، كما تقدم للمرشدين دورات تدريبية في مهارات التواصل والسلوكيات المهنية "الاتيكيت"، لتأهيلهم بشكل شامل لمقابلة السياح من مختلف الثقافات.

اقرأ أيضًا: السياحة تعلن فتح المواقع الأثرية والمتاحف بالإسكندرية مجانًا الخميس المقبل

المرشد المصري من الأقوى عالميًا

وأكد إبراهيم عادل أن المرشد السياحي المصري يعد من أقوى المرشدين على مستوى العالم، ليس فقط لإتقانه للغات أو مهارات التواصل، بل لأن طبيعة التاريخ المصري تتطلب من المرشد إلمامًا واسعًا بمراحل تاريخية متعددة، بداية من الحضارة المصرية القديمة، مرورًا بالحضارات الفارسية، اليونانية، الرومانية، البيزنطية، ووصولًا إلى التاريخ الإسلامي الحديث.

واختتم إبراهيم عادل، حديثه، أن المرشد في دول أخرى يختص غالبًا بحضارة واحدة فقط، بينما في مصر، يواجه المرشد تحديًا حقيقيًا في استيعاب كم ضخم من المعلومات التاريخية والثقافية، وهذا ما يجعل المرشد المصري مختلفًا ومتميزًا عن نظرائه في الأسواق السياحية العالمية، ويعكس الاهتمام الحقيقي للدولة بتطوير العنصر البشري في المنظومة السياحية.