كاتب إسرائيلي: جيشنا منهك عسكريا ونفسيا ويحتاج إلى وقف دائم لإطلاق النار

لفت دان إركين الكاتب الإسرائيلي، إلى أن الجيش الإسرائيلي يعاني من إنهاك شديد بعد أكثر من 21 شهرًا على الحرب المتواصلة في قطاع غزة، مشددًا على أن إسرائيل بحاجة إلى وقف إطلاق نار دائم، لإعادة ترميم قدراتها العسكرية والنفسية، ولتحديث عقيدتها القتالية واستعادة تماسكها الداخلي، وذلك حسب مقال نشرته مجلة "إسرائيل ديفينس".

وأشار إركين إلى أن الراحة باتت ضرورية للجيش الإسرائيلي من أجل استخلاص العِبر من الإخفاقات السابقة، وتجديد الخطط العملياتية في ضوء التحديات الجديدة، موضحًا أن الجنود بحاجة لراحة جسدية ونفسية حقيقية بعد فترات القتال الطويلة، وذلك بهدف تعزيز الجاهزية العسكرية بشكل فعّال، وذلك بحسب وكالة "شهاب".
المجتمع الإسرائيلي يعاني من أزمات نفسية متفاقمة منذ عملية "طوفان الأقصى"
وكشف الكاتب في مقالة له، أن المجتمع الإسرائيلي بأكمله يعاني من أزمات نفسية متفاقمة وتوتر دائم منذ عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر، مؤكدًا أن هذه الأوضاع تؤثر بشكل مباشر على الجنود والمجندين، في ظل تسجيل ارتفاع في حالات الانتحار والتهرب من الخدمة العسكرية، وهي معطيات يتحفظ الجيش على نشرها للرأي العام.

وأضاف الكاتب أن القيادة العسكرية لا يمكنها تجاهل الواقع الصعب الذي يعيشه الجنود والمجتمع، مشيرًا إلى أن بعض فئات الجمهور الإسرائيلي تعيش في "فقاعة عزلة" وتنكر حجم الأزمة.
اقرأ أيضًا
بعد 166، 180 شاحنة مساعدات تنتظر دخول غزة بينها 137 تحمل دقيق
توزيع مساعدات أردنية في غزة بالتنسيق مع برنامج الغذاء العالمي
الاحتلال الإسرائيلي يغتال عضو المجلس التشريعي لحركة حماس، من هو فرج الغول؟
12 يومًا هزّت عرش إسرائيل.. والخسائر الأولية 100 مليار شيكل
جيش الاحتلال يسحب جزءًا من قواته في غزة خشية تسلل عناصر إيرانية إلى إسرائيل
وقف إطلاق النار يجب أن ينفذ بعد استعادة جميع المختطفين الإسرائيليين
ويرى الكاتب أن وقف إطلاق النار يجب أن ينفذ بعد استعادة جميع المختطفين الإسرائيليين، لكنه ضرورة استراتيجية بعيدة المدى أكثر من كونه قرارًا سياسيًا آنياً.
ورغم ما وصفه الكاتب بـالضربات الناجحة التي وجهتها إسرائيل إلى إيران وحماس وحزب الله، إلا أن أن الجمهور الإسرائيلي لا يزال يهرب إلى الملاجئ بسبب صواريخ الحوثيين، ما يعكس عمق الإرباك في الجبهة الداخلية وسقوط استراتيجيات الردع التقليدية.

وحذر من أن أحد أخطر تداعيات حرب غزة يتمثل في تعمق الانقسام السياسي والمجتمعي داخل إسرائيل، محذرًا من أن هذا الانقسام قد يتسرب إلى بنية الجيش الإسرائيلي، مما يهدد بانهيار منظومة الانضباط والروح المعنوية التي تعتمد عليها المؤسسة العسكرية في أوقات الحرب.
كما حذر إركين من أن الانتصار العسكري وحده لا يكفي، داعيًا إلى إعادة نظر شاملة في أولويات الجيش والمجتمع الإسرائيلي، قبل أن تدخل إسرائيل في دوامة من الإنهاك والانقسام قد يصعب الخروج منها مستقبلاً.