الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

هل يمثل اتفاق وقف إطلاق النار بسوريا نهاية للصراع؟، خبير يجيب

الأوضاع في سوريا
الأوضاع في سوريا

هل يمثل اتفاق وقف إطلاق النار بسوريا نهاية للصراع؟ هذا ما حاول الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية الإجابة عليه، بعد الاتفاق الشامل لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا والذي وقع مؤخرًا برعاية أمريكية.


وقال أستاذ العلاقات الدولية،  إن إسرائيل لم توقع في تاريخها اتفاقًا شاملًا لوقف إطلاق النار سوى مع مصر والأردن، مضيفًا أن ما يحدث الآن في السياق السوري لا يخرج عن كونه تفاهمًا مؤقتًا في ظل ظروف غير مستقرة تمر بها البلاد، خاصة مع ضعف الحماية للنظام السياسي الحالي مقارنةً بما كان عليه الوضع في عهد الرئيس بشار الأسد.

وأضاف “عاشور” في تصريحات أبرزتها قناة إكسترا نيوز، أن محاولات بعض الدول، مثل تركيا، لتعزيز نفوذها في سوريا قوبلت بردع مباشر من إسرائيل، عبر ضربات عسكرية استهدفت مطار "حمص" وقاعدة "فور"، ما يؤكد أن تل أبيب تسعى للهيمنة على الوضع الأمني هناك، وتتصرف بحرية شبه مطلقة في الأجواء السورية.

الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية

ويرى الدكتور عاشور أن الاتفاق الحالي لا يمثل نهاية الصراع، بل هو مجرد أداة إسرائيلية لتهيئة المشهد السياسي لصالحها، موضحًا أن إسرائيل، خلال مراحل التفاوض السابقة مع دمشق، حاولت دائمًا فرض واقع جديد من خلال التوسع في مناطق خارج مرتفعات الجولان، بحيث يصبح الحد الأدنى من التفاوض لاحقًا هو الجولان نفسها، ما يعني إخراجها من دائرة النقاش الأساسي حول السيادة السورية.

هل يمكن أن يؤدي الهدوء المؤقت إلى سلام دائم؟

وردًا على هذا التساؤل، أكد الدكتور عاشور أن تحقيق سلام دائم يتوقف على عاملين رئيسيين هما رغبة الولايات المتحدة في الدفع نحو اتفاق سلام وموقف النظام السوري واستعداده للتفاوض بشروط تحفظ السيادة.

وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سعى لتحقيق مكاسب سياسية من خلال رعاية اتفاقات سلام في الشرق الأوسط، إلا أن ذلك لم يكن ليحدث إلا وفقًا لشروط لا تتعارض مع المصالح الإسرائيلية، مؤكدًا أن أي اتفاق مستقبلي بين سوريا وإسرائيل لن يتضمن انسحابًا من مرتفعات الجولان، لما لها من أهمية استراتيجية لإسرائيل على مستوى العمق الدفاعي والهيمنة على المحيط الجغرافي.

اقرأ أيضًا: من هم الدروز في سوريا ؟، سر علاقتهم بإسرائيل

أحداث سوريا، آخر تطورات الأوضاع في السويداء والدور الإسرائيلي لبث الفرقة

وأضاف أن النظام السوري، في الوقت الحالي، يتشاور مع بعض دول المنطقة، لا سيما دول الخليج، مما يعقد المشهد السياسي، ويجعل من أي تسوية محتملة أمرًا مرهونًا بتوازنات داخلية وخارجية دقيقة.

موقف الطائفة الدرزية من التطورات الأخيرة

أما فيما يخص الطائفة الدرزية، فقد وصف الدكتور عاشور الموقف بأنه شديد التعقيد، مشيرًا إلى وجود روابط بين الدروز في سوريا ونظرائهم في إسرائيل، موضحًا أن معاناة الدروز خلال الصراع السوري، وتعرضهم لانتهاكات، جعلت بعضهم يبحث عن حماية دولية.

الأوضاع في سوريا

وهنا تدخلت إسرائيل لتقديم تلك الحماية، وهو ما مكنها من تثبيت وجودها داخل الأراضي السورية، إلا أن هذا التدخل، بحسب الدكتور رامي عاشور، قد يؤدي إلى وصم الدروز بالخيانة من قبل فئات واسعة من المجتمع السوري، لما قد يُنظر إليه من أنه استدعاء لتدخل خارجي وبالتالي، فإن هذا الوضع لا يساهم في تحقيق الاستقرار السياسي داخل البلاد.

وأوضح الدكتور رامي عاشور أن ما سيؤول إليه المشهد في الجنوب السوري خلال الساعات المقبلة سيحدد شكل المعادلة السياسية القادمة، ورغم وجود هدنة، إلا أن استدامة هذا الهدوء تظل رهينة بالمواقف الإقليمية والدولية، وبقدرة الأطراف المحلية على الحفاظ على وحدة الموقف الوطني.

تم نسخ الرابط