الايام المصرية
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس مجلس الإدارة
د. أحمد رضوان
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

سوريا على صفيح ساخن، من هم العشائر العربية في السويداء وطريقة توزيعهم؟

من هم العشائر العربية
من هم العشائر العربية في السويداء وتوزيعهم؟

لاشك أن العشائر العربية لعبت دورًا مهمًا في استتباب الأمور بمدينة السويداء السورية، بعد تدخلها لوقف الفوضى التي أثارها المسلحون الدروز بقيادة حكمت الهجري، فمن هم العشائر العربية في السويداء وطريقة توزيعهم؟


مصادر سورية كشفت أن المقاتلين ينحدرون من 41 قبيلة وعشيرة من العشائر العربية، تشارك في المعارك التي تشهدها السويداء السورية.

وتشكل العشائر العربية السورية قوة اجتماعية وسياسية واسعة، حيث يبلغ تعدادها 30 قبيلة وعشيرة عربية أبرزها البكارة والعكيدات والتركمان، وفق المصادر التي تحدثت لصحف محلية سورية.

وتتواجد العشائر العربية في السويداء السورية في مناطق نفوذ رئيسة: في دمشق وريفها والبادية، ومناطق الحسكة ومناطق الشمال، وتعقد العشائر اجتماعا دوريا يطلق عليه "تجمع القبائل السورية".

الغضب في السويداء

في المدينة ومحيطها، يقدر أبناء العشائر العربية في السويداء بنحو 250 ألف نسمة، يتمركزون في مناطق مثل المقوس، الشهبا، عرى والمزرعة، بينما تنقسم العشائر إلى ثلاثة مجموعات رئيسية وهي:

  1. القبائل البدوية الكبرى في دير الزور والحسكة والرقة ورف حمص.
  2. العشائر الريفية والزراعية في حلب وإدلب وحماة وريف دمشق. 
  3. العشائر الكردية والتركمانية والديرية في الحسكة والقامشلي وعفرين ومنبج شرق البلاد.

ماذا نعرف عن العشائر العربية في محافظة السويداء السورية؟

تمثل العشائر العربية في السويداء نسبة من 10 إلى 15 في المئة من سكان المحافظة، وتلعب العشائر دورًا مهما في التركيبة الاجتماعية والاقتصادية للمحافظة، ويوجد أكبر تجمع للقبائل العربية في السويداء في بلدات بريف المحافظة الشمالي والشرقي، وغالبا ما تكون الزراعة مصدر دخلها الرئيسي.

صراع العشائر العربية والدروز

ما هي أبرز أبرز العشائر العربية في محافظة السويداء السورية؟

  • العكيدات: من أكبر العشائر بالمحافظة وتتركز في بعض المناطق الشمالية والشرقية للسويداء.
  • البكيرات: توجد في شمال وشرق المحافظة وبعض القرى.
  • العواملة: توجد في عدد من القرى الصغيرة بالريف الشمالي والشرقي للمحافظة.
  • العبيد: تتمركز في ريف السويداء الشمالي وبعض القرى الصغيرة.
الدروز

تعيش محافظة جنوب سوريا على صفيح ساخن، بعد أحداث دامية شهدتها في الأيام الماضية واشتباكات بين مكوناتها المحلية والقوات الأمنية، بين العشائر العربية في السويداء. 

  • تجمع السويداء خيوط تاريخية قديمة متوترة بين العشائر البدوية والمجتمع الدرزي، إلى جانب الوضع الاقتصادي المتدهور وغياب الخدمات الأساسية، وتصاعد نشاط المجموعات المسلّحة وسلطة حديثة الولادة في دمشق.
  • تتوزع الزعامات بين مرجعيات دينية وعائلات لكل منها وجهاء وقادة بثقل ميداني متفاوت، وتحالفات وخصومات سياسية متباينة، كما تنقسم الفصائل العسكرية الدرزية بين قوى توالي حكومة دمشق وأخرى تعارضها بوضوح، بين العشائر العربية في السويداء.
  • ويعد "فصيل مضافة الكرامة"، بقيادة ليث البلعوس ابن وحيد البلعوس، حليفاً لحكومة دمشق، إلى جانب سليمان عبد الباقي قائد فصيل "أحرار جبل العرب".
  • وفي المقابل، تقف فصائل معارضة أبرزها «المجلس العسكري في السويداء» و«لواء الجبل»، ويبلغ عدد عناصرها نحو 3000 مقاتل، في موقع متقارب من توجهات حكمت الهجري.
قادة الدروز

وبرز أخيراً تحالف جديد يضم "درع التوحيد" وفصائل أصغر مثل "قوات العليا"، و"شيخ الكرامة"، و"سرايا الجبل"، و"جيش الموحدين"، تحت اسم "قوى مكافحة الإرهاب" أو "حزب اللواء السوري". 

وأعلن هذا التحالف قطيعة كاملة مع دمشق بعد خطاب الهجري الأخير، في 15 يوليو، الذي رفض فيه البيان الحكومي بالتوصل إلى اتفاق مع وجهاء السويداء لوقف النار ودخول القوات الحكومية.

بالإضافة إلى ذلك، هناك فصيل "حركة رجال الكرامة" بقيادة أبو حسن يحيى الحجار، وهو فصيل كبير نسبياً، وهو الآخر يعارض حكومة دمشق.

مرجعيات الطائفة الدرزية تضم "آل الهجري - آل الحناوي - آل جربوع

وتتمركز المرجعيات الدينية التقليدية لدى الطائفة الدرزية في سوريا في بيوت آل الهجري، وآل الحناوي، وآل جربوع، وقد شكلت عبر عقود المرجع الأعلى في الشؤون الدينية والاجتماعية، وحافظت على موقعها بصفتها مصدراً شرعياً معترفاً به داخل المجتمع المحلي وفي العلاقة مع العاصمة.

مشايخ الدروز

لكن في السنوات الأخيرة، بدأ هذا التكتل الديني يشهد تبايناً في المواقف، ففي حين لم يكن للشيخ حكمت الهجري حضور قوي في السابق، فقد أصبح اليوم أحد أكثر الأصوات رفضاً لحكومة دمشق وسياساتها، من جانب العشائر العربية في السويداء.

ونسج علاقة متينة مع المرجع الديني الأعلى لدروز فلسطين وإسرائيل، موفق طريف، مما دفع البعض إلى عدّه رأس التيار المعارض داخل المرجعيات الدينية.

وفي المقابل، يفضل المرجع الروحي يوسف جربوع ذو الثقل الديني والمجتمعي، التفاهم مع حكومة دمشق، ويحرص على الحفاظ على قنوات التواصل معها وبسط الدولة سيطرتها على السويداء.

ويتخذ الموقف نفسه ليث البلعوس وابن القائد وحيد البلعوس، ويترأس مجوعة مقاتلة كانت معارضة بشده للنظام السوري السابق المتورط في اغتيال والده عام 2015، ولكنه الآن مقرب من حكومة الرئيس أحمد الشرع.

ويوضح المحامي محمد أبو ثليث، عضو «مجلس عشائر السويداء» وابن إحدى العشائر البدوية المتاخمة والمتخاصمة مع الدروز، إن «البدو هم الضحايا الدائمون، يُحمّلون مسؤولية أحداث لم يفتعلوها، ويُعدّون الحلقة الأضعف» في صراع القوى بالمنطقة.

السويداء على صفيح ساخن

وهناك راوية منذ القدم تركز على أن الدروز القادمين إلى الجبل قبل نحو قرنين من الزمن، سعوا إلى «خنق العشائر تدريجياً» مما أدى إلى حرمان البدو من سبل العيش التي تعتمد على تربية المواشي، ودفع نصف عشائر جبل العرب إلى الهجرة القسرية تباعاً نحو الأردن وريف دمشق ودرعا مقابل توسع نفوذ الدروز القادمين من لبنان وفلسطين.

يقول أستاذ الفلسفة السياسية في جامعة باريس، المتحدر من السويداء، خلدون النبواني، إن الطائفة الدرزية، مثل أي أقلية، تعيش شعوراً دائماً بالخطر والتهديد، مما يدفعها إلى التكتل حول هويتها الخاصة والتمركز حولها دفاعاً عن الذات.

موضحاً أن العلويين يتمركزون في جبال الساحل، والدروز في جبل العرب، مما يعكس الميل الجماعي لدى هذه الأقليات إلى التكتل في مناطق محددة تعزّز تماسكها الاجتماعي وترسّخ الهوية الخائفة والقلقة باستمرار.

اجتماع العشائر العربية

الطائفة الدرزية كانت حركة تمرد سياسي وثقافي على الإسلام السني

ويقول النبواني إن نشأة الطائفة الدرزية نفسها كانت حركة تمرد سياسي وثقافي على الإسلام السني التقليدي، ولذلك نشأ معها شعور دائم بالحاجة إلى الاحتماء والتكاتف الداخلي، والتعاضد الاجتماعي، وهو ما نراه حتى اليوم في مؤسسة الزواج، حيث يندر التزاوج خارج الطائفة.

ففي عهد أديب الشيشكلي (1951 – 1954)، تدهورت العلاقة بشكل حاد مع دمشق؛ إذ اتهم الشيشكلي الدروز بالتآمر، وقصف «جبل العرب» بالمدفعية عام 1954، متسبباً بقتل وتهجير وعداوات طويلة الأمد بين أبناء السويداء والحكم المركزي. 

اقرأ أيضًا:

أول بيان من الشرع بشأن أحداث السويداء: متمسكون بالرد عبر القانون

الموقف السوري ومصير حكومة الشرع، من ينتصر الفوضى أم الاستقرار؟

ومع وصول حزب البعث إلى السلطة عام 1963، اتبعت الدولة سياسة «الاحتواء الناعم» تجاه الدروز، عبر تعيين شخصيات رمزية من أبناء الطائفة في بعض المناصب، مع الإبقاء على رقابة أمنية صارمة على السويداء.

تم نسخ الرابط