العلاج بالطاقة حلال أم حرام؟، الدكتور أحمد كريمة يجيب
العلاج بالطاقة حلال أم حرام؟، يبحث العديد من المسلمين حول هل العلاج بالطاقة حلال أم حرام، وذلك بعد انتشاره بشكل كبير، وفي السطور التالية نجيب على أسئلتكم.
هل العلاج بالطاقة حلال ام حرام
علق الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر على حكم العلاج بالطاقة والرقية الشرعية" "تداووا عباد الله، فما أنزل الله من داء إلا أنزل له الدواء، ما عدا الموت."
وذكر أن التداوي أمر مشروع، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتداوى، لكن بما هو مشروع ووفق بيئته التي عاش فيها، فجاء عن السيدة عائشة رضي الله عنها:" كانت تأتي وفود العرب إلى النبي وفيهم أطباء عشبيون، يصفون له أدوية من الأعشاب، وكانت رضي الله عنها تفعل ذلك أيضاً معه".
وقال الدكتور محمود كريمة أن الرُقية الشرعية ليس لها تأثير حسي مباشر، وإنما هي ذكر لله ودعاء بأن يشفيه الله تعالى.
وذكر أن من يقرأ سورة الفاتحة ويطلب الشفاء، فهو يتوسل إلى الله ببركتها أن يشفيه، لكن يجب أن نعلم أن الرقية لا تُغني عن اتخاذ الأسباب، فالأسباب جزء من الإيمان والتوكل، لا بد منها.
وأضاف كريمة أن من القصص التي تستغل بشكل خاطئ قصة أناس جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عندهم اعتقاد بأن من يسكن المدينة يصاب بالحُمّى.
فقال لهم النبي:
“اذهبوا إلى إبل الصدقة، فاشربوا من ألبانها وأبوالها”، وكان هذا ابتلاءً لاختبار صدق إيمانهم، وليس قاعدة طبية.
ثم خانوا العهد، وهربوا بالإبل، فأنزل الله بسببهم آية الحرابة في سورة المائدة، إذن فلا يجوز لأحد أن يستدل بهذه القصة على أن بول الإبل علاج طبي، هذا كذب ولم يتداوَ به النبي ولا الصحابة، وكانت حادثة اختبار، لا تُستخرج منها أحكام طبية.
وتابع أن العلاج بالطاقة يجب أن يُترك للمؤسسات الطبية المعتمدة، فنحن أصحاب منهج تجريبي، والقول الفصل في العلاج يجب أن يكون لأهل التخصص، لا لأشخاص يتكلمون عن طاقة ويوجا و"هالة" دون علم أو دراسة.
ولا ينبغي أن يتحول الناس إلى تجارب لممارسات غير موثقة علميًا.
وأضاف أن بعض المرضى إذا أصيبوا بمرض معين، يُقال إن السبب هو الجن، ثم يبدأ التطبيل والزمر والزار والرقص، وهذه خرافات ودجل، فإذا كان المريض مصابًا بمرض نفسي، فالعلاج يكون عند الطبيب النفسي المختص، لا عند المشعوذين.
هل الحجامه سنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
أما الحجامة، فهي ليست سنة كما يُروّج لها البعض، فكانت علاج بدائي يناسب البيئة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه ليس بالضرورة مناسب لعصرنا.
الآن، لدينا وسائل طبية حديثة وأدوات معتمدة، فلا يجوز تجاهلها والرجوع للحجامة بحجة أنها "سنة".
وأنهى حديثه قائلا:" من يأتي اليوم ويقول أنا شرطت إنسانًا واستخرجت منه الدم، فهذا دجال، ويتاجر بآلام الناس، تمامًا كما يفعل من يروّج لبول الإبل، الرُقية من منظور شرعي:
نحن لا ننكر الرقية الشرعية، لكننا نضعها في إطارها الصحيح:
ليست علاجًا طبيًا مباشرًا، بل دعاء وتضرع إلى الله أن يشفي المريض ببركة آياته، ولا تُغني عن الطب والعلاج الحقيقي.
اقرأ أيضًا: