كيف تستفيد مصر اقتصاديًا من اجتماع القمة التنسيقي للاتحاد الإفريقي، خبراء يوضحون

قال الدكتور سمير رؤوف، خبير أسواق المال، إن اجتماع القمة التنسيقي للاتحاد الإفريقي، يحمل أهمية كبيرة في تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستراتيجية بين مصر والدول الإفريقية كافة، إلى جانب سعيه لمعالجة النزاعات القائمة في مناطق مضطربة مثل ليبيا والسودان، وهو ما يساهم في تحقيق قدر من الاستقرار الإقليمي، خاصة في المنطقة المحيطة بمصر.

خبير يوضح أهمية اجتماع القمة التنسيقي للاتحاد الإفريقي

وأضاف “رؤوف”، في تصريحات خاصة لموقع “الأيام المصرية”، أن القمة تسهم في دعم رؤية الاتحاد الإفريقي لتحقيق أجندة 2063، والتي تهدف إلى تنفيذ خطط تنموية مستدامة داخل الدول الإفريقية، موضحًا أن تطبيق هذه الرؤية يتطلب دراسة كل دولة على حدة، مع العمل على خلق توليفة تنموية مشتركة بين الدول، تستند إلى التعاون بين القطاعات المختلفة، سواء الاقتصادية أو الصناعية أو حتى الدفاعية.

وأشار إلى أن من أبرز جوانب هذا التعاون هو التركيز على القطاعات المتبادلة، بما يشمل الخطط الاستثمارية والمشروعات الاقتصادية الكبرى، بالإضافة إلى خطط دعم التعاون العسكري والأمني على مستوى القارة، مؤكدًا أن هناك أكثر من محور تتم دراسته بعناية ضمن هذا الإطار.

رؤوف: مصر تستطيع بدفع عجلة التبادل التجاري مع الدول الإفريقية

وأوضح الدكتور سمير رؤوف، أن مصر تعد أحد أبرز أركان هذا التوجه بفضل امتلاكها لبنية تحتية متقدمة، واستقرار نسبي في محيطها الجغرافي، مما يجعلها مؤهلة للعب دور قيادي في عمليات التنمية، لافتًا إلى أن مصر تستطيع من خلال هذا الاستقرار أن تعزز حجم الاستثمارات وتدفع بعجلة التبادل التجاري مع الدول الإفريقية، بما يعزز بدوره فرص النمو والتعاون الدولي في القطاعات الاستراتيجية، ويمنحها مكانة متقدمة في القارة.

خبيرة: فرض الأعباء الجمركية دفعت العديد من الدول لإعادة التفكير في توسيع شراكاتها جنوبًا

ومن جانبه، صرحت الدكتورة حنان رمسيس، خبيرة أسواق المال، أن السياسة الاقتصادية العالمية، خاصة بعد الإجراءات التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض أعباء جمركية على عدد من الدول، دفعت مصر وعددًا من الدول الأخرى إلى إعادة التفكير في توسيع شراكاتها جنوبًا، وتحديدًا نحو القارة الإفريقية.

اقرأ أيضًا: خبير: تصعيد الشرق الأوسط يهز الأسواق، والذهب مرشح للوصول إلى 5000 دولار

الدكتورة حنان رمسيس: أفريقيا بوابة مصر الجديدة نحو الشراكات الاقتصادية البديلة

خبيرة: إفريقيا تمتلك فرصًا كبيرة للتعاون الاقتصادي والتجاري

وأضافت “رمسيس”، في تصريحات خاصة لموقع “الأيام المصرية”، إلى أن مصر تنظر إلى إفريقيا باعتبارها قارة غنية بالثروات الطبيعية، وتمتلك فرصًا كبيرة للتعاون الاقتصادي والتجاري، لافتة إلى أن الصين سبقت بخطوات كبيرة في الاستثمار داخل القارة، مما يعكس حجم الإمكانات التي يمكن الاستفادة منها.

وجود اتفاقيات تجارة حرة بين مصر والعديد من الدول الإفريقية

وأشارت إلى أن وجود اتفاقيات تجارة حرة بين مصر والعديد من الدول الإفريقية، والتي تعفي السلع من الجمارك يمنح مصر ميزة تنافسية كبيرة، تمكنها من التوسع في الأسواق الإفريقية، موضحة أن العديد من الدول الإفريقية تمتلك منتجات متنوعة مثل الحبوب والغلال والمحاصيل الزراعية، إضافة إلى المواد الخام ومدخلات الإنتاج، مما يوفر فرصة حقيقية لتحقيق استفادة متبادلة.

رمسيس: تسهيل حركة التجارة والتبادل الدبلوماسي بين مصر وإفريقيا

وتابعت خبيرة أسواق المال، أن الاتحاد الإفريقي يولي أهمية كبيرة لمصر، نظرًا لمكانتها الاقتصادية وحضورها الدائم في التكتلات الدولية، وهو ما يمكن أن يمكنها من التفاوض باسم القارة في بعض الملفات الاقتصادية، بما يسهم في تسهيل حركة التجارة والتبادل الدبلوماسي بين الجانبين.

خبيرة : صندوق النقد يضع الدول في مأزق بسبب الأقساط والفوائد المرتفعة

كما أوضحت أن الاتحاد الإفريقي يهتم بالمبادرات والبرامج التدريبية التي تقدمها مصر، خاصة في مجالات الصناعة والطاقة النظيفة والمتجددة والذكاء الاصطناعي، مما يدعم التكامل الإقليمي ويعزز فرص التنمية المشتركة.

أهمية الاتفاقيات الجمركية

وفي هذا السياق، شددت الدكتورة حنان رمسيس على أهمية الاتفاقيات الجمركية التي تسعى مصر من خلالها إلى تحويل موقعها الجغرافي ومكانتها الاقتصادية إلى ميزة استراتيجية، تسمح بتدفق السلع بين الدول الإفريقية والعربية دون أعباء جمركية، مما يسهم في تعزيز التجارة البينية.