هل المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية هدنة مؤقتة أم مراوغة سياسية؟، خبير علاقات دولية يجيب

المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، صرح طارق البرديسي، الخبير في العلاقات الدولية، بأنه رغم التقدم الذي أحرزته هذه المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، إلا أن المواقف الإسرائيلية ما زالت تشوبها التردد والمراوغة.
وفي هذا التقرير يستعرض موقع الأيام المصرية التفاصيل الكاملة للإجابة على تساؤل هل المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية هدنة مؤقتة أم مراوغة سياسية؟، وفقًا خبير العلاقات الدولية، طارق البرديسي ، وجاءت التفاصيل كالتالي:
هل المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية هدنة مؤقتة أم مراوغة سياسية ؟
وردًا على تساؤل هل المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية هدنة مؤقتة أم مراوغة سياسية ؟، أكد البرديسي، خلال اتصال هاتفي على قناة اكسترا نيوز، أن المفاوضات الحالية تحاول تحقيق مصالح متبادلة بين الطرفين، لكنها تحمل العديد من الشكوك حول نوايا إسرائيل، خاصة في ظل التأكيد على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يسعى لتحقيق أهدافه السياسية.
وأوضح طارق البرديسي، أن المفاوضات شهدت قبولاً مبدئيا من الجانب الإسرائيلي للموافقة على وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 60 يوما، في محاولة لتلبية مطالب جماعات المقاومة الفلسطينية.
وهذا الاتفاق يتيح للفلسطينيين "تنفس الصعداء" من خلال إيقاف الأعمال العسكرية مؤقتًا، وكذلك يعيد نصف الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.
لكن البرديسي لفت إلى أن الهدف الأكبر والأهم في هذه المفاوضات هو الوصول إلى "وقف شامل وكامل لإطلاق النار"، وهو ما يراوغه نتنياهو من خلال "شروط تعجيزية" تتعلق بنزع سلاح حركة حماس، وهي شروط يرى البرديسي أنها مستحيلة التحقيق في ظل استمرار الاحتلال.
ومن جهة أخرى، أشار طارق البرديسي، إلى أن حركة حماس تظهر مرونة واضحة في المفاوضات، لكنها في الوقت ذاته تشعر بقلق عميق من استئناف العمليات العسكرية بعد توقيع اتفاق الهدنة.
وأكد أن الحركة بحاجة ماسة لهذه الهدنة، لا سيما في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة في قطاع غزة، حيث لا تدخل المساعدات الأساسية مثل الطحين والأدوية، مما يفاقم معاناة الفلسطينيين.
وفي هذا السياق، أضاف البرديسي ،أن حماس تطالب بضمانات أمريكية لتنفيذ الاتفاق، كما تشترط دخول المساعدات بشكل سريع وكامل لتلبية احتياجات المدنيين العزل، كما طالبت الحركة بوقف شامل لكافة العمليات العسكرية كشرط أساسي لتنفيذ الاتفاق.
الضغط الداخلي على نتنياهو، هل يمكن أن يؤثر على مسار الحرب؟
بالرغم من بعض الضغوط الداخلية من أهالي الأسرى الإسرائيليين، الذين يطالبون بإبرام صفقة لاستعادة ذويهم، إلا أن البرديسي شدد على أن نتنياهو لا يبدو متأثراً بهذه الضغوط.
ويعود ذلك إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، يواصل التصعيد العسكري، مؤكدا أن هدفه هو "نزع سلاح حماس" و"استئصال المقاومة"، وهي أهداف يعتبرها البرديسي صعبة التحقيق وتحتاج إلى وقت طويل، وهو ما يعد حجة لاستمرار الحرب.
وأضاف البرديسي أن نتنياهو يراهن على وجود الوزراء المتطرفين في حكومته، مثل سوميترتش وبن جفير، الذين يعارضون بشدة أي اتفاقات أو هدن مع الفلسطينيين.
ورغم ذلك، يشير البرديسي إلى أن الضغوط الدولية، خاصة من الولايات المتحدة، قد تساهم في تسريع عملية التوصل إلى اتفاق مؤقت.
الموقف الأمريكي، ضمانات الضغط أم دعم الهدنة؟
وأشار خبير العلاقات الدولية إلى أن الولايات المتحدة، من خلال رسائلها الضمنية، تدعم فكرة الهدنة المؤقتة، خاصة مع تحركات المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية.
وعلى الرغم من أهمية هذه الهدنة من وجهة نظر فلسطينية وإسرائيلية ودولية، إلا أن خبير العلاقات الدولية، طارق البرديسي، يرى أن التركيز يجب أن يكون على الوصول إلى "وقف شامل وكامل" لإطلاق النار، وهو ما يبقى التحدي الأكبر في المفاوضات.
واختتم البرديسي بالقول أن فشل المجتمع الدولي في الضغط على إسرائيل لوقف الحرب يمكن أن يؤدي إلى استمرار "حرب الإبادة" التي لا تحقق أهدافًا سياسية أو استراتيجية واضحة، وقد يؤدي ذلك إلى تصعيد الممارسات القمعية في الضفة الغربية وغزة، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة.