هل إسرائيل وراء انفجار ميناء رجائي لإضعاف موقف إيران في المفاوضات النووية؟

في مفاجئة مدوية شهدت إيران انفجار هائل بميناء رجائي في بندر عباس بمحافظة هرمزغان جنوبي إيران، بالتزامن مع مفاوضات البرنامج النووي الإيراني في الولايات المتحدة الأمريكية، ما أسفر عن إصابة المئات من موظفي الميناء وحدود هزة أرضية شديدة أدت إلى تدمير مبنى كامل.
الحادث أثار تساؤلات حول مدى تورط الكيان الإسرائيلي في تفجير الميناء، لا سيما أن الميناء يعد مكانًا استراتيجيًا هامًا بالنسبة لطهران، فضلًا عن تزامنه مع توقيت المباحثات بين طهران وواشنطن، رغم نفي إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي علاقته بالحادث.

ما مدى تورط إسرائيل في تفجير ميناء بندر عباس؟
في هذا الصدد قال الدكتور علاء السعيد، الخبير في الشأن الإيراني، إن الانفجار الذي وقع صباح اليوم السبت في ميناء الشهيد رجائي بمدينة بندر عباس يأتي في توقيت شديد الحساسية، إذ يتزامن مع جولة جديدة من المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة.
وأشار في تصريح خاص لموقع الأيام المصرية، إلى طبيعة الموقع المستهدف، كونه الميناء الأهم لإيران والأكثر حيوية لتجارتها الخارجية، والتوقيت الدقيق للحادث، ما يدفع إلى استبعاد فرضية الحادث العرضي البسيط.
وأضاف السعيد أن التجارب السابقة مع الحوادث الغامضة التي ضربت منشآت إيرانية حساسة تشير إلى أن التخريب الخارجي يظل احتمالًا قائمًا بقوة، حيث إن إسرائيل التي تعتبر أي انفراج في الملف النووي الإيراني تهديدًا مباشرًا لها، وتمتلك سجلًا حافلًا بعمليات تخريب مادي وهجمات سيبرانية استهدفت البنية التحتية الإيرانية بدقة عالية ودون إعلان رسمي مباشر.
وتابع أن الطريقة التي امتدت بها ألسنة اللهب وتصاعد أعمدة الدخان الكثيف توحي بأن المواد المستخدمة كانت حساسة، وأن التخريب إن وقع، فقد تم بتخطيط دقيق يهدف إلى تعطيل الميناء دون الحاجة لاشتباك عسكري صريح، وهذا النمط يتسق مع أساليب العمليات الإسرائيلية غير المعلنة التي تعتمد الضربات النوعية لخلق أثر سياسي وأمني دون التورط في مواجهة مفتوحة.

د. علاء السعيد: انفجار رجائي يمكن فصله عن المشهد الإقليمي الراهن
وأردف أنه من الواضح أن الانفجار لا يمكن فصله عن المشهد الإقليمي الراهن، لافتًا إلى أن ضرب موقع حيوي كهذا قبيل ساعات من استئناف المفاوضات يهدف إلى إرسال رسالة بأن إيران ليست بالثقل الذي تحاول إظهاره، وإلى التأثير النفسي على الأطراف الدولية المنخرطة في المحادثات.
واختتم الخبير في الشأن الإيراني، بقوله إن طهران لم تقدم تفسيرًا مدعومًا بالأدلة التقنية لما حدث، سيظل احتمال العمل المدبر، وبصمة إسرائيل تحديدًا، حاضرًا بقوة في أي قراءة منصفة للمشهد.