بينما تخوض الدولة المصرية معركة وجود في محيط إقليمي يموج بالصراعات والانهيارات، وبينما يُعيد الجيش المصري رسم خريطة الاستقرار والأمن في منطقة تموج بمشاريع التقسيم والفوضى، يخرج علينا وجيه رؤوف أحد الأصوات المقيمة في الخارج ليكرر الاسطوانة المشروخة التي باتت أداة مأجورة بيد خصوم الوطن.
وجيه رؤوف، الذي يقدّم نفسه بصفته ناشطًا حقوقيًا ورئيسًا تنفيذيا لكيان يُدعى "هيئة أقباط أوروبا بالنمسا"، ارتضى أن يتحول إلى بوق خارجي يبث التحريض ضد الدولة المصرية، متجاوزًا في هجومه كل خطوط الوطنية، ومتورطًا في خطاب لا يبتعد كثيرًا عن نهج جماعة الإخوان الإرهابية.

ففي تسجيل مصور بثه عبر صفحته، لم يكتف وجيه رؤوف باتهام الرئيس عبد الفتاح السيسي – الذي انحاز في 30 يونيو لإرادة ملايين المصريين وأوقف مخطط أخونة الدولة – بل ذهب إلى وصفه بـ"الصهيوني" و"الأسوأ في تاريخ مصر"، وهو الوصف ذاته الذي تداوله إعلام الجماعة الإرهابية طوال العقد الماضي.
بل الأدهى أن وجيه لم يتورع عن الطعن في المؤسسة العسكرية المصرية التي تمثل العمود الفقري لوحدة الدولة وحصنها المنيع أمام مشاريع التقسيم والتهجير.
هذه ليست المرة الأولى التي يتورط فيها وجيه رؤوف في حملات التشويه الممنهجة، فقد سبق له الدفاع العلني عن المقاول الهارب محمد علي – المعروف بعلاقاته بجماعة الإخوان – واصفًا إياه بأنه "نور في الطريق"، في إشارة لرهانه على الفوضى.
كما اعترف – دون خجل – بأنه فقد علاقته بأسرته بسبب مواقفه، واعترف بلا خجل أن يهاجم الكنيسة القبطية الارثوذكسية الوطنية ! ، بل وصل به الأمر بعد مسيرته الطويلة في تصنع الدفاع عن الاقباط إلى أن يصف نفسه بـ " صبيّ مجدي خليل،" المعروف كذلك بمواقفه المثيرة للجدل والمخالفة للموقف الوطني العام. ،
ما لا يدركه هذا النوع من "الناشطين" المنبوذين، أن المصريين باتوا أكثر وعيًا بمحاولات استغلال قضايا حقوق الإنسان من أجل تمرير أجندات سياسية، فالمواقف الحقوقية لا يمكن أن تُبنى على الطعن في الجيش، ولا على بث الشائعات، ولا على التماهي مع المنصات الممولة التي تستهدف مؤسسات الدولة.
ويكفي أن نتأمل حجم الإنجازات الوطنية التي تحققت منذ 2014 في ملف إعادة بناء الدولة، بدءًا من إنقاذ الاقتصاد من الانهيار، مرورًا ببناء شبكة ضخمة من البنية التحتية، وتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية، وحتى الدور الإقليمي الفاعل لمصر في حماية الأمن القومي العربي، وعلى رأسه رفض مخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، رغم الضغوط الأمريكية والإسرائيلية.
لقد بات من الضروري أن تتعامل الدولة المصرية بجدية مع هذه الأصوات التي تمارس التحريض من الخارج، تحت غطاء حقوقي زائف، في الوقت الذي تفتح فيه أبواب الفتن، وتحاول بث الشقاق داخل صفوف الوطن.
ومن هنا، فإني أطالب الحكومة المصرية بسحب الجنسية المصرية عن كل من يتورط عمدًا في حملات تستهدف أمن الدولة وتحرض ضد مؤسساتها من منصات أجنبية، لأن كل من تطاول على جيش بلده واستدعى التدخل الدولي في شئونها، لا يستحق أن يكون مصرياً.
وأخيراً أقولها بكل صدق وأمانة، إن وجيه رؤوف لا يُمثّل أقباط المهجر، ولا يمثل المصريين في الخارج، بل يمثّل تيارًا معروفًا من المرتزقة الذين باعوا الوطنية بثمنٍ بخس على قارعة منصات التحريض الإلكتروني.
جرجس بشرى