واقع سوداوي، الجحيم ينتظر أهالي غزة في الشمال (شاهد بالفيديو)

مآسي ومعاناة لأهالي شمال غزة بعد العودة.. لا يوجد مأوى ولا بنية تحتية ولا أي شيء من مناحي الحياة فضلا عن فقد الأحبة والأهل، الأيام المصرية تنقل لكم المشهد “كأنك تراه”.
تصف التقارير الإنسانية والإعلامية، بما في ذلك بيانات الأمم المتحدة، الأوضاع في شمال قطاع غزة، بعد عودة أعداد من الأهالي إليها، بأنها كارثية وتتجاوز قدرة العقل البشري على التخيل.
النقاط الرئيسية التي تلخص مأساة ومعاناة أهالي شمال غزة بعد العودة:
أكثر من 90% من المنازل والوحدات السكنية في شمال القطاع تعرضت للدمار أو لأضرار بالغة، مما يعني أن العائدين يجدون منازلهم "ركاماً" أو غير صالحة للسكن على الإطلاق.
يضطر الأهالي إلى العيش في العراء أو على أنقاض منازلهم المدمرة، باستخدام الشوادر وألواح الزينكو (الصاج) والنايلون في محاولة يائسة لاستصلاح غرفة واحدة أو بناء خيمة مؤقتة.
تم الإعلان عن حاجة عاجلة لعشرات الآلاف من الخيام والكرفانات لإيواء النازحين والعائدين.
انهيار البنية التحتية وغياب مقومات الحياة:
المياه والصرف الصحي، حيث وصلت أزمة المياه إلى مستويات حرجة، حيث لا تعمل سوى نسبة قليلة من منشآت مياه الشرب، والبنية التحتية للمياه والصرف الصحي مدمرة، مما يفاقم من مستويات العطش ومخاطر الأمراض.
الكهرباء والوقود، إذ لا يوجد مصدر قريب للكهرباء، ونقص الوقود يهدد بانهيار تام لأنظمة المياه والصحة المتبقية.
أما الخدمات الصحية والتعليمية فمتوقفة أو متضررة بشدة؛ فالعديد من المراكز الصحية مغلقة، والطلاب خسروا سنوات من التعليم.
الفقد والصدمة النفسية:
المعاناة الأكبر هي فقدان الأحبة والأهل، بالإضافة إلى محو سنوات من الذكريات والجهد الذي بُنيت به المنازل.
التقارير تشير إلى أن الأطفال يعانون من صدمات نفسية عميقة و"ندوب غير مرئية مدى الحياة"، والجميع محطم نتيجة للدمار الذي "يفوق قدرة العقل البشري على التخيل".
الجوع والأمن الغذائي:
معظم الأسر تعيش على وجبة واحدة منخفضة القيمة الغذائية في اليوم، وهناك تقارير متكررة عن المجاعة ونقص الإمدادات الحيوية.
يواجه الأهالي الذين يصرون على العودة إلى مناطقهم المدمرة واقعاً "سوداوياً" و"جحيماً" يتمثل في غياب كل مقومات الحياة الأساسية، مما يتطلب جهوداً دولية هائلة لإعادة الإعمار وإزالة الركام، والتي يُقدر أنها قد تستغرق سنوات طويلة.
تصف الكاتب الغزاوية كاري عبدالله ثابت هذه المآسي قائلة: في روايته موسم الهجرة إلى الشمال كتب الطيب صالح عن رجلٍ عاد من رحلته ليكتشف أن الغربة لم تكن هناك في لندن، بل كانت هنا في قريته على ضفاف النيل.
واليوم، عودة النازحين إلى شمال غزة تحمل ذات المفارقة المرّة: لم تكن الغربة في المخيمات وحدها، بل في البيوت التي غادروها وعادوا ليجدوها أطلالًا لا ترد السلام.
كنت أمشي بينهم، النازحين العائدين، أراقب وجوههم، فأراها مرايا تعكس جرحًا يخصني.
يسيرون فوق طرقٍ لا تعرفهم، يحملون بقايا أمتعة كأنها شواهد على حياةٍ مضت.
في عيونهم صراع يشبه صراع مصطفى سعيد (بطل الرواية)
مع النهر؛ أيهما يبتلع الآخر؟ الأرض التي تحترق بالذكريات، أم البشر الذين يصرّون على العودة إليها مهما تصدّعت؟
كانوا كمن يعيد رسم خريطة من الذاكرة: هذا البيت كان هنا، تلك الشجرة كانت ظلًا لنا، وفي الزاوية ضحكة طفل ضاعت.
يتوقفون أحيانًا أمام فراغٍ واسع، يحركون رؤوسهم كأنهم يحاورون أشباحًا تركوا المكان قبل أن يغادروا هم.
أرضٌ نصفها رماد ونصفها حنين، لكنهم لا يسألون عن نصفٍ ضاع، بل يمضون بخطواتٍ مترددة تشبه التوقيع على ورقة مصيرية.
في كل خطوة، شعرت أن الأرض تسترجع أبناءها لكن بشروطها: بيوت ناقصة، جدران مثقوبة، وطرقات تحمل رائحة البارود أكثر من رائحة الخبز.
ومع ذلك، كانت خطواتهم ثابتة، وملامحهم مشدودة كمن يواجه قدَره بلا وجل.
كأنهم يوقّعون مع الأرض عقدًا جديدًا: نحن هنا، لن نُمحى، ولن يكون الخراب خاتمة الحكاية.
تابع موقع الأيام المصرية عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (فيسبوك) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع الأيام المصرية عبر تطبيق (تويتر) اضغط هــــــــنا
موقع الأيام المصرية، يهتم موقعنا بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، ونقدم لكم خدمة ومتابعة شاملة ومجموعة كبيرة من الأخبار داخل الأقسام التالية، أخبار، رياضة، فن، خارجي، اقتصاد، الأيام TV، حوادث، خدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، أخبار مصر، سعر اليورو، سعر العملات ، جميع الدوريات.