بعد قانون الإيجار القديم، الفقراء خايفين يترموا في الشارع والفنانين مش عارفين يحطوا فساتينهم فين

زادت حالة الجدل، بعد موافقة مجلس النواب على مشروع قانون الإيجار القديم بين الملاك والمستأجرين، إذ اعتبر الملاك أن القانون يعيد لهم حقهم، بينما يرى المستأجرون أنه يفقدهم أبسط حقوقهم وهو مكان يعيشوا فيه، وهي أبسط حقوق الإنسان، وفي عالم موازي ظهر بعض الفنانين بتصريحات أثارت حالة من الجدل إذ رفضت الفنانة نبيلة عبيد القانون موضحة أن تطبيقه سيعرضها لضرر كبير وهو أن فساتينها لن تجد مأوى لها في حال تطبيق القانون.
فبين أروقة الجدل حول قانون الإيجار القديم، تعلو أصوات المستأجرين الفقراء خوفًا من الطرد والتشريد، بينما تتساءل نبيلة عبيد مستنكره: مش عارفة أحط فساتيني فين.

نبيلة عبيد: أنا متضررة
ومن جهتها أبدت الفنانة نبيلة عبيد استياءها من نظام الإيجار القديم، قائلة: الإيجار القديم قيدني عندي شقة مش عارفة أفرشها، والفساتين والجوائز بتاعتي مليش مكان أحطهم فيه.
وفي المقابل، عبر عدد من المستأجرين عن حالة من الذعر والترقب، مؤكدين أن أي تعديل في قانون الإيجار القديم يجب أن يراعي العدالة الاجتماعية، إذ يروي أحد الأشخاص عن قصته قائلًا: أنا على المعاش وباخذ معاش 2200 جنيه لو القانون اتغير فجأة، أروح فين هبات في الشارع.
أقرأ أيضًا:
قانون الإيجار القديم بين دموع المسنيين وصرخات المؤجرين
أخر أخبار قانون الإيجار القديم، مصطفى بكري يحل الأزمة بسعر الذهب (فيديو)
وحذرت جمعيات الدفاع عن حقوق المستأجرين بدورها من أن فتح باب الإخلاء دون حلول انتقالية واضحة سيؤدي إلى أزمة إنسانية قد تؤثر على الملايين، خاصة من محدودي الدخل وكبار السن.
النواب: لا نية للطرد العشوائي
من جانبها، أكدت اللجنة التشريعية بمجلس النواب أن ملف الإيجار القديم يخضع للدراسة الدقيقة، مشيرة إلى أن أي تعديل مرتقب سيكون تدريجيًا ومتوازنًا، يراعي مصلحة جميع الأطراف.
وأشار عدد من النواب إلى أن الهدف من تعديل القانون هو تحقيق العدالة بين المالك والمستأجر، دون الإضرار بالأمن الاجتماعي أو فتح الباب للتشريد، مع اقتراحات لإنشاء صناديق دعم للأسر الأكثر احتياجًا.

قانون الإيجار القديم.. معركة طبقية أم إعادة توازن؟
والجدل الدائر الآن لا يتعلق فقط بالشقق والعقارات، بل يكشف عن فجوة اجتماعية أعمق، فبينما يطالب البعض باسترداد حقوقهم العقارية، هناك ملايين مهددون بفقدان المأوى الوحيد الذي عرفوه لعقود، وفي حين تخشى نبيلة عبيد على فساتينها وذكرياتها الفنية، يخاف آخرون من ضياع ما هو أهم بكثير: السقف الذي يحميهم من التشرد.
ويبقى قانون الإيجار القديم أحد أكثر الملفات الشائكة في مصر، بين حاجة للإصلاح وضرورة لحماية الضعفاء، وبين فساتين النجوم وخيام الفقر، تظل الحلول المتوازنة هي المخرج الوحيد من مأزق اجتماعي متجذر منذ عقود، فهل سيجد البرلمان الخلطة السحرية التي تحفظ كرامة المستأجر وترد الحق للمالك؟.