اتفاق جديد بين إسرائيل وحماس والعالم يترقب صمود الهدنة

تتزايد المؤشرات حول قرب التوصل إلى اتفاق جديد لوفق إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، وسط حالة من الترقب والحذر في الأوساط السيلسية والشعبية، وفي ظل تصاعد جهود الوسطاء الإقليميين والدوليين.
كما يشير محللون إلى أن الاتفاق المرتقب يحمل في طياته بوادر اتفراجة مؤقتة، لكنه يواجه تحديات كبيرة قد تهدد صموده مثل هشاشة التفاصيل، والضغوط السياسية، وتاريخى الانتهاكات المتكررة.
اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار، تصريحات إيجابية من الطرفين
قال الدكتور محمد ربيع الديهي، أستاذ العلاقات الدولية، في تصريحات صحفية، إن هناك بوادر حقيقية تشير إلى قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، نتيجة تسارع الوساطات الإقليمية والدولية، وتصريحات داعمة من قادة دوليين، من أبرزهم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي توقع الإعلان عن الاتفاق خلال أيام.
وأشار الديهي إلى أن ردود الأفعال من الطرفين – إسرائيل وحماس – بدت إيجابية، ما يعكس نية حقيقية للتوصل إلى تسوية مؤقتة، تشمل كذلك ملف تبادل الأسرى، وهو من أبرز ملفات الخلاف بين الجانبين.
ورغم ذلك، حذر الخبير الدولي من أن التحدي الحقيقي لا يكمن في التوصل إلى اتفاق، بل في ضمان استمراريته، خاصة مع تجارب سابقة لاتفاقات مماثلة لم تصمد لأكثر من شهرين.

تفاصيل غامضة تثير القلق حول مدى صلابة الاتفاق
وأوضح الدكتور الديهي أن الضبابية تسيطر على تفاصيل الاتفاق المقترح، إذ لا تزال معظم البنود، وخاصة تلك المتعلقة بـ تبادل الأسرى وآليات التنفيذ، غير واضحة، باستثناء الحديث عن هدنة تمتد لـ60 يومًا.
وتساءل: "هل ستكون هناك التزامات حقيقية من الطرفين؟ وهل توجد ضمانات دولية كافية؟" مؤكدًا أن نجاح أي اتفاق يتطلب إشرافًا وضمانات قوية، لا سيما بعد سلسلة من الانتهاكات الإسرائيلية السابقة التي أفشلت اتفاقات سابقة.
كما أشار إلى أن استمرار التوترات الإقليمية، وخاصة الاحتكاكات الإيرانية – الإسرائيلية، قد تؤثر على إمكانية تطبيق الاتفاق فعليًا على الأرض.
إقرأ ايضًا: تفاصيل الاتفاق الجديد لوقف إطلاق النارفي غزة
هل انتهت الحرب في غزة، حماس تسلم ردها على مقترح وقف إطلاق النار
تحديات سياسية وأمنية تهدد استقرار الاتفاق
ومن أبرز التحديات التي تهدد الاتفاق – بحسب الديهي – هو استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واحتمالات عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين.
وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه ضغوطًا داخلية شديدة، خاصة من اليمين المتطرف داخل حكومته، الذي قد يرفض المضي قدمًا في أي اتفاق هدنة.
وأشار إلى أن نتنياهو قد لا يكون مقتنعًا بالهدنة، لكنه قد يُجبر على القبول بها تحت ضغط دولي أو لأسباب سياسية داخلية، من بينها رغبته في صرف الأنظار عن قضايا الفساد التي تلاحقه، واستغلال الحرب سياسيًا لتعزيز فرص بقائه في الحكم.
موقف حماس: إيجابية مشروطة بضمانات والتزامات إنسانية
أما على الجانب الآخر، فأكد الديهي أن حركة حماس تتعامل بإيجابية مع المقترح، لكنها تطالب بضمانات دولية واضحة، خاصة من الولايات المتحدة، لضمان التزام إسرائيل بعدم خرق الاتفاق.
كما شددت الحركة على ضرورة السماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع إلى القطاع، بما يشمل احتياجات المدنيين والمقاتلين، في ظل تدهور الوضع الصحي في غزة وانهيار معظم المستشفيات والخدمات الطبية.
ويرى الديهي أن وجود طرف دولي ضامن قوي مثل الولايات المتحدة قد يمنح الاتفاق المصداقية المطلوبة، ويدفع الطرفين للالتزام بالتنفيذ.

هل تصمد الهدنة الجديدة؟ الإجابة مرهونة بالضمانات
رغم التفاؤل النسبي الذي تسود به الأجواء، يظل السؤال الأهم هو: هل ستكون هذه الهدنة أكثر صلابة من سابقاتها؟
الجواب – وفق الخبراء – يتوقف على مدى جدية الأطراف، ووجود ضمانات دولية واضحة، وقدرة الوسطاء على مراقبة التنفيذ بدقة، كما سيكون لحجم الضغوط الدولية، واستجابة إسرائيل للمطالب الإنسانية، دور حاسم في تحديد مدى استدامة الاتفاق واستقراره.