أوكرانيا تنسحب من معاهدة حظر الألغام المضادة للأفراد وسط تصاعد التهديدات الروسية

أعلنت أوكرانيا رسميًا بدء إجراءات الانسحاب من معاهدة أوتاوا لحظر استخدام وإنتاج الألغام المضادة للأفراد، في خطوة وصفت بأنها "ضرورة دفاعية" في ظل استمرار الحرب مع روسيا منذ أكثر من 40 شهرًا، وتزايد استخدام موسكو لهذه الأسلحة على نطاق واسع.

زيلينسكي يوقع مرسوم الانسحاب من معاهدة أوتاوا

وقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرسومًا يقضي بانسحاب بلاده من معاهدة أوتاوا، والتي سبق أن صدقت عليها كييف في عام 2005، وذكر بيان رسمي نشر على الموقع الإلكتروني للرئاسة الأوكرانية أن هذا القرار جاء بدعم من وزارة الخارجية الأوكرانية، في ضوء المستجدات الميدانية والتكتيكات الروسية في الحرب.

وأكد زيلينسكي في خطابه المسائي أن "روسيا ليست طرفًا في المعاهدة وتستخدم الألغام المضادة للأفراد دون أي قيود"، واصفًا الخطوة بأنها إشارة سياسية ضرورية للشركاء الدوليين بشأن طبيعة التهديدات.

البرلمان الأوكراني لم يصادق بعد على القرار

رغم توقيع الرئيس على المرسوم، إلا أن الانسحاب لا يزال بحاجة إلى مصادقة البرلمان الأوكراني، وقال النائب رومان كوستينكو، أمين لجنة الأمن القومي والدفاع والمخابرات، في منشور عبر فيسبوك: "هذه خطوة يتطلبها واقع الحرب... لا يمكننا أن نبقى مقيّدين في ظروف لا قيود فيها على العدو".

وأكد أن التصديق البرلماني ضروري لإعادة "الحق الكامل لأوكرانيا في الدفاع عن أراضيها".

دول أوروبية مجاورة تدرس خطوات مماثلة

تأتي الخطوة الأوكرانية في ظل تحركات مشابهة من دول أوروبية تقع على الحدود مع روسيا، حيث أعلنت بولندا ودول البلطيق الثلاث (ليتوانيا، لاتفيا، إستونيا) في وقت سابق نيتها الانسحاب من المعاهدة، كما بدأت فنلندا مناقشات برلمانية حول الأمر، مع توقعات بتصويت إيجابي بحلول عام 2025.

لماذا تعد معاهدة أوتاوا مهمة؟

تعرف معاهدة أوتاوا رسميًا باسم "الاتفاقية المتعلقة بحظر استعمال وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد وتدميرها"، وتم اعتمادها عام 1997، ودخلت حيز التنفيذ في مارس 1999، وقد لعبت دورًا محوريًا في وقف إنتاج الألغام عالميًا، وتدمير أكثر من 40 مليون لغم مخزن، بالإضافة إلى تقديم دعم إنساني واسع للضحايا.

ولكن في ظل النزاعات الجارية، خاصة على حدود روسيا، تتزايد الأصوات التي تطالب بإعادة النظر في المعاهدة، نظرًا لاستخدام موسكو الواسع لهذا النوع من الأسلحة في أوكرانيا، وفقًا لتقارير وكالة "رويترز".

الألغام هي السلاح الفتاك الذي لا يرحم

تصنف الألغام إلى نوعين ألغام مضادة للأفراد، وألغام مضادة للمركبات

وتعتبر الألغام المضادة للأفراد من أخطر أنواع الأسلحة التي تستمر في حصد أرواح المدنيين حتى بعد انتهاء النزاعات، وتقول الحكومة الأوكرانية إن إزالة هذه الألغام ستكون من أولويات مرحلة إعادة الإعمار بعد الحرب.

قرار أوكرانيا بالانسحاب من معاهدة أوتاوا يعكس تحولًا استراتيجيًا في نهجها الدفاعي، في وقت يتصاعد فيه التهديد الروسي، وتعيد فيه الدول الواقعة على خطوط التماس النظر في التزاماتها الدولية.