الدمار الخفي، خسائر إسرائيل في حرب الـ12 يوم، في فجر الثالث عشر من يونيو 2025 أعلنت إسرائيل الحرب على إيران بضربة استباقية استخدمت خلالها 200 طائرة عسكرية بهدف تدمير البرنامج النووي الإيراني تحت زعم حماية أمن تل أبيب.
الضربة الإسرائيلية الأولى حققت معظم أهدافها بتدمير أكثر من 100 منشأة عسكرية إيرانية واغتيال أكثر من 20 قائداً عسكرياً وعالماً نووياً، وهو ما جعل دولة الكيان الصهيوني تحتفل بنشوة النصر العابر.
وبعد أقل من خمس ساعات تقريباً تحول النصر إلى كابوس مظلم، كشف هشاشة البنية العسكرية والاجتماعية للكيان الصهيوني، بعد أن اخترقت صواريخ إيران جدران "القبة الحديدية" المزعومة ودمرت مواقع حيوية، وانتهكت أسطورة المناعة الإسرائيلية من أول تجربة.
ما هي خسائر إسرائيل من حرب الـ12 يوم؟
وعندما تتابعت خسائر الدولة العبرية المحتلة للأراضي الفلسطينية، تدخلت أمريكيا بالضربة القاضية، لتعلن عن وقف حرب الإثنى عشر يوماً بين إسرائيل وإيران، بعد أن كبدت إيران دولة الاحتلال الإسرائيلي خسائر فادحة على كافة الأصعدة، العسكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
والسؤال: ما هي خسائر إسرائيل من حرب الـ12 يوم
قبل الإجابة على هذا السؤال لابد وأن نحدد أهداف الحرب كما أعلنها رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهي ثلاثة أهداف رئيسية وهي:
أولاً: القضاء على البرنامج النووي الإيراني
ثانياً: القضاء على منظومة الصواريخ البالستية الإيرانية
ثالثاً: إسقاط النظام الإيراني وتنصيب نظام موالي لإسرائيل
إلا أن جميع الدراسات والأبحاث والتقارير الاستخباراتية والعسكرية أكدت فشل تل أبيب في تحقيق جميع أهدافها، حيث فشلت في تدمير البرنامج النووي الإيراني، بل بالكاد تمكنت من تعطيله جزئيًا، حيث أن مفاعل فوردو، وهو أحد الأعمدة الأساسية في المشروع النووي الإيراني، يقع على عمق يزيد عن 90 مترًا تحت الجبل، ما يجعله محصنًا ضد أي قصف جوي، مهما بلغت قوته.
كما أن طهران نجحت في تهريب أكثر من 400 كجم من اليورانيوم المخصب بدرجات عالية، وهي كمية تكفي لإنتاج ما يزيد عن 20 رأسًا نوويًا تكتيكيًا، ونحو 10 قنابل نووية كبيرة.
كما فشلت إسرائيل فشلًا ذريعًا في تحييد أو تدمير منظومة الصواريخ الباليستية الإيرانية، التي ردّت بقوة ودقة، وألحقت خسائر فادحة بدولة الاحتلال، حيث تكبّدت إسرائيل ما لا يقل عن 28 قتيلاً وأكثر من 3200 جريحاً، وتعرّضت البنية التحتية العسكرية والمدنية لأضرار كارثية، شملت موانئ، قواعد جوية، ومناطق صناعية.
كما انهارت نظرية "الردع" التي كانت تتباهى بها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وتآكلت الثقة العامة في القيادة السياسية والعسكرية، وقدّرت الخسائر الاقتصادية المباشرة بأكثر من 6.5 مليار دولار.
أما الهدف الثالث وهو إسقاط النظام الإيراني وتنصيب بديل موالٍ لإسرائيل، فقد انتهى إلى نتيجة عكسية تمامًا، حيث أدّت الحرب إلى توحيد الشعب الإيراني خلف قيادته، وارتفعت شعبية النظام في الداخل والخارج، وتحولت المواجهة إلى ملحمة وطنية عززت من شرعية "المرشد الأعلى" والنظام الحاكم، ووحدت الرأي الإسلامي العالمي لأول مرة لصالح إيران، وضد إسرائيل.
إن حرب الـ12 يومًا لم تكن نصرًا لإسرائيل كما أرادت، بل كانت صفعة استراتيجية أعادت ترتيب موازين القوى في الشرق الأوسط، ولعل الخسارة الكبرى لم تكن في الأرواح والمليارات فحسب، بل في تحطيم صورة "الجيش الذي لا يُقهر"، وفي زعزعة الثقة في عقل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
ويقى السؤال الأهم: ما هي خسائر إسرائيل من حرب الـ12 يوم؟ .. وهو ما سنجيب عليه في الحلقة القادمة.