تكلفة إعادة إعمار إسرائيل بعد وقف إطلاق النار مع إيران تفوق الخيال

مع دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران حيز التنفيذ صباح الثلاثاء، بدأت تتضح الآثار الاقتصادية الكارثية للحرب، خاصة في ظل اتساع رقعة المواجهات لتشمل قطاع غزة أيضًا وتشير التقديرات الأولية إلى أن تل أبيب تكبّدت خسائر بمليارات الدولارات نتيجة العمليات العسكرية والتصعيد المستمر على جبهات متعددة.

إنفاق ضخم على العمليات العسكرية في غزة

تشير تقارير اقتصادية إلى أن إسرائيل أنفقت نحو 67 مليار دولار منذ بداية عمليتها العسكرية في قطاع غزة فقط. وتضمنت هذه النفقات:

• تشغيل القوات البرية والجوية.
• تعويضات للجنود والمصابين.
• تمويل التحركات اللوجستية والاستخباراتية.
• دعم المناطق المتضررة داخل الخط الأخضر.

ويتوقع أن تواصل تلك الكلفة الارتفاع مع بدء مرحلة إعادة الإعمار وتعويض السكان والمؤسسات المتضررة.

حرب إيران: مليار شيكل يوميًا وخسائر ضخمة

أما على صعيد التصعيد مع إيران، فقد كشفت تقارير إعلامية عبرية عن أن تكاليف الحرب اليومية بلغت نحو مليار شيكل (ما يعادل 286 مليون دولار يوميًا)، نتيجة:

• تشغيل أنظمة الدفاع الجوي.
• تحليق الطائرات المقاتلة والاستطلاعية.
• نشر وحدات عسكرية في الداخل والخارج.
• الإمدادات اللوجستية والمعونات العسكرية.

الصواريخ الاعتراضية: النزيف الأكبر في الموازنة

وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، فإن أكبر نفقات الحرب مع إيران تمثلت في الصواريخ الاعتراضية التي تستخدمها إسرائيل لإسقاط الصواريخ الباليستية الإيرانية. وتشير التقديرات إلى أن:

• تكلفة هذه الصواريخ تتراوح بين عشرات الملايين وحتى 200 مليون دولار يوميًا.
• تشغيل منظومات مثل "القبة الحديدية" و"مقلاع داوود" و"السهم" يحتاج إلى ميزانية هائلة.

إعادة إعمار إسرائيل: فاتورة لا تقل عن 400 مليون دولار

بعد أيام من القصف الإيراني، بدأت تظهر مظاهر الدمار داخل إسرائيل، خاصة في المنشآت المدنية وبعض البنية التحتية الحيوية، وتشير التقديرات الأولية إلى أن تكلفة إعادة الإعمار ستتجاوز 400 مليون دولار، مع:

• إصلاح شبكات الكهرباء والمياه.
• إعادة بناء المباني المتضررة.
• تعويض المواطنين والشركات.
• دعم القطاعات المتضررة مثل السياحة والتجارة.

الهدنة تدخل حيز التنفيذ رسميًا

وفي تطور لافت، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران دخل حيز التنفيذ صباح الثلاثاء 24 يونيو 2025، بعد 12 يومًا من المواجهات العسكرية غير المسبوقة بين الجانبين، وأكد ترامب أن الهدنة جاءت استجابة لضغوط واشنطن المتكررة بضرورة وقف التصعيد.

تأثير الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي: السياحة والتصدير في خطر

لا يقتصر الضرر الاقتصادي على الجانب العسكري، بل يمتد إلى قطاعات أخرى حيوية أبرزها:

• السياحة: تراجعت بشكل حاد وسط تحذيرات السفر الدولية.
• العملة المحلية: شهدت تذبذبات شديدة مقابل الدولار.
• الاستثمار الأجنبي: تراجعت الثقة في استقرار الأوضاع السياسية.
• الصادرات: تعطلت سلاسل التوريد لبعض المنتجات الإسرائيلية.

الحرب انتهت لكن الفاتورة مستمرة

بينما بدأ الهدوء يعود تدريجيًا إلى المنطقة، فإن الآثار الاقتصادية للحرب ستظل تلقي بظلالها على الاقتصاد الإسرائيلي لأشهر وربما سنوات قادمة، وتبقى المرحلة القادمة مرتبطة بمدى التزام الطرفين بالهدنة، وسرعة جهود إعادة الإعمار، وإعادة الثقة في بيئة الأعمال داخل إسرائيل.