هل نلجأ لتخفيف أحمال الكهرباء في ظل الحرب؟، الأزمة ستنتهي عام 2028

جددت الحكومة تعهدها بعدم اللجوء إلى تخفيف الأحمال الكهربائية خلال فصل الصيف، في ضوء خطوات تنفيذية لضمان استدامة إمدادات الوقود لمحطات الكهرباء، رغم التحديات المرتبطة بانخفاض إنتاج الغاز المحلي وتوقف واردات الغاز الإسرائيلي نتيجة التوترات الإقليمية.
وأعلنت الحكومة عبر بيان رسمي، عن قرب الانتهاء من تشغيل ثلاث سفن تغييز بموانئ البلاد، لتعزيز إمدادات الغاز المسال المستورد وضخه في الشبكة القومية للغاز الطبيعي، بهدف سد الفجوة بين الإنتاج المحلي والاستهلاك، وتلبية احتياجات محطات الكهرباء والصناعة الثقيلة.
مدبولي: التغييز حل انتقالي
وفي زيارة تفقدية لمنطقة السخنة أجراها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، تابع خلالها أعمال تجهيز الرصيف البحري الجديد لاستقبال سفينة التغييز "إنرجوس إسكيمو" بقدرة تصميمية تصل إلى 750 مليون قدم مكعب يوميًا، لتنضم إلى السفينة "هوج جاليون" العاملة منذ العام الماضي بنفس القدرة.

ويجري حاليًا تجهيز رصيف ثالث لاستقبال السفينة الثالثة الشهر المقبل، ليرتفع عدد ناقلات الغاز المسال التي تستقبلها مصر إلى نحو 85 سنويًا.
وأكد مدبولي في تصريحات صحفية، أن الاعتماد على سفن التغييز ليس حلًا دائمًا، بل إجراء انتقالي لحين انتظام الإنتاج المحلي للغاز، مشيرًا إلى أن الاستعدادات لاستقبال السفن بدأت قبل اندلاع الحرب بين إيران وإسرائيل، نافيًا أن تكون الإجراءات الأخيرة ناتجة عن تداعيات الحرب فقط.
أزمة الغاز وتحديات الإنتاج
ومن جانبه، كشف الدكتور حافظ سلماوي، أستاذ هندسة الطاقة والرئيس التنفيذي الأسبق لجهاز تنظيم مرفق الكهرباء، أن إنتاج مصر من الغاز الطبيعي تراجع إلى نحو الثلث، إذ لا يتجاوز حاليًا 4.2 مليار قدم مكعب يوميًا، مقارنة باستهلاك داخلي يبلغ 6.2 مليار قدم مكعب.
وأوضح سلماوي في تصريحات صحفية، أن مصر تعتمد على مسارين لمواجهة العجز، استيراد الغاز من إسرائيل (حتى 1 مليار قدم مكعب يوميًا قبل توقفه)، واستيراد الغاز المسال وتحويله إلى حالته الغازية عبر محطات تغييز أرضية وعائمة.
وأشار إلى أن قطاع الكهرباء يستحوذ على ما بين 2.8 إلى 3 مليارات قدم مكعب يوميًا، أي حوالي 55% من إجمالي استهلاك الغاز، فيما تتوزع النسبة المتبقية على الصناعة (الأسمدة، الحديد، الميثانول) والاستخدامات المنزلية والنقل.

خارطة طريق حتى 2028
وتوقع سلماوي أن تحل أزمة إمدادات الوقود لمحطات الكهرباء بشكل جذري بحلول عام 2028، عبر ثلاثة محاور رئيسية:
- زيادة الإنتاج المحلي بإضافة تدريجية ترفع الإنتاج إلى ما بين 5.5 و6 مليارات قدم مكعب يوميًا بحلول 2028.
- ربط حقول الغاز القبرصية: اتفاقات جارية لتوصيل الغاز القبرصي إلى مصر عبر خطوط أنابيب، ما يضيف 1.4 مليار قدم مكعب يوميًا.
- توسيع الطاقة المتجددة بإضافة 4 آلاف ميغاوات من الكهرباء من مصادر الرياح والشمس لتقليل الاعتماد على الغاز.