الإثنين 23 يونيو 2025
الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

لماذا شن ترامب الضربات الجوية على المنشآت النووية الإيرانية في هذا التوقيت؟

كلمة ترامب بعد الضربة
كلمة ترامب بعد الضربة الأمريكية لإيران

قالت الدكتورة تمارا حداد، الأكاديمية والباحثة السياسية، إن الضربات الأمريكية المباشرة التي استهدفت منشآت نووية في طهران جاءت في هذا التوقيت تحديدًا كرسالة دعم مباشرة لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في إطار محاولة لتثبيت الجبهة الداخلية الإسرائيلية وإيصال رسالة مفادها أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بحماية أمن إسرائيل.

وأوضحت الدكتورة تمارا حداد في تصريح خاص لموقع الأيام المصرية، أن هذا التدخل الأمريكي المباشر لا يهدف إلى التدمير الكامل للمنشآت النووية الإيرانية، بل يشكل رسالة تحذيرية لإيران للجلوس إلى طاولة المفاوضات. 

وأضافت حداد أن الضربة لا تهدف إلى الإنهاء بل إلى التلميح، خاصة أن جزءًا كبيرًا من المواد النووية واليورانيوم قد نُقل بالفعل من تلك المواقع، بناءً على معلومات حصلت عليها إيران إما من روسيا أو من الولايات المتحدة نفسها.

خريطة الضربة الأمريكية للمنشآت النووية الإيرانية

وأشارت إلى أن هذه الضربات تمت في مناطق مثل أصفهان وبُشر وفرده، وهو ما يثير المخاوف البيئية والإشعاعية في حال وُجدت مواد نووية فعلاً، إذ قد تمتد آثار التلوث الإشعاعي إلى 400 كيلومتر، ما يجعل الضرر محتملاً على مستوى الإقليم بأكمله، وليس فقط داخل إيران.

وأكدت أن الهدف الأساسي من هذه الضربات هو دفع إيران نحو "إنهاء المشروع النووي" عبر التفاوض، ولكن دون شروط مسبقة، مشيرة إلى أن واشنطن تسعى إلى تسوية تضمن أمن إسرائيل القومي وتمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، دون الانجرار إلى حرب إقليمية شاملة.

وتابعت أن إيران تدرك جيدًا أن أي تصعيد مباشر ضد القواعد الأمريكية سيكون مكلفًا جدًا لها، خاصة بعد التهديدات الأمريكية الصريحة بأن أي ضربة للمصالح الأمريكية ستقابل بتدمير ممنهج لقدرات إيران الباليستية وربما إسقاط النظام ذاته.

مضيق هرمز

إغلاق مضيق هرمز

وحول مسألة مضيق هرمز، أكدت حداد أنه حتى الآن لم يصدر قرار إيراني بإغلاقه، لأن الضرر سيطال أولاً إيران، وثانيًا الصين، وليس فقط حلفاء الولايات المتحدة مثل دول الخليج العربي، مما يفسر عدم استخدام طهران لهذه الورقة حتى اللحظة.

وأضافت حداد أن إيران تتبنى حتى الآن سياسة "برودة الرد الاستراتيجي"، وتلجأ إلى الصبر الاستراتيجي والدبلوماسية، لا سيما أن وزير خارجيتها موجود حاليًا في روسيا، ما يشير إلى رغبة إيرانية في إشراك موسكو في التهدئة وربما في نقل جزء من البرنامج النووي الإيراني إلى الأراضي الروسية، لتقليل خطر التصعيد العسكري.

واعتبرت حداد أن روسيا قد تلعب دورًا مهمًا في ترسيخ المسار التفاوضي ووقف الانزلاق نحو حرب إقليمية شاملة، خاصة أن الولايات المتحدة وتحديدًا إدارة ترامب غير معنية بالحرب، بل معنية بحماية إسرائيل واحتواء البرنامج النووي الإيراني.

وأكدت حداد أن تل أبيب قد تكون معنية بإسقاط النظام الإيراني، لكن رؤيتها حاليًا تميل إلى استكمال الأهداف الأمنية والعسكرية داخل إيران، وفرض "اتفاق تدرجي" يسمح لها بحرية تنفيذ العمليات الأمنية والعسكرية، كما يحدث في جنوب لبنان، وقطاع غزة، والضفة الغربية، وسوريا.

وقالت: "إسرائيل لن تتوقف عند حد معين قبل استكمال أهدافها، وقد تستمر العمليات حتى نهاية العام، حتى في حال تم التوصل إلى اتفاق، إذ تسعى إلى صيغة تتيح لها حرية العمليات الأمنية بالتوازي مع الاتفاق السياسي".

الدكتورة تمارا حداد، الأكاديمية والباحثة السياسية

وأشارت الدكتورة تمارا حداد إلى أن الولايات المتحدة ستظل تقدم الدعم اللوجستي والمالي والتسليحي لإسرائيل، وربما تلجأ إلى المزيد من الضربات المباشرة مستقبلًا للضغط على طهران للعودة إلى طاولة المفاوضات، مؤكدة أن روسيا والصين وباكستان قدموا مشروعًا في مجلس الأمن، لكن لم يتم الاعتماد حتى الآن بسبب عدم حصوله على تسعة أصوات، ومن المرجح أن يتم إسقاطه بالفيتو الأمريكي أو البريطاني أو الفرنسي.

واختتمت الدكتورة تمارا حداد حديثها قائلة: "نحن الآن في مرحلة خطيرة بين التصعيد والتسوية، وما زال كل شيء مفتوحًا على احتمالات متعددة".

تم نسخ الرابط