هلال: دعم الكهرباء بلغ 190 مليار جنيه، ورفع الدعم كان ضرورة تأخرت سنوات

قال الدكتور محمد هلال، رئيس جمعية ترشيد الطاقة ومستشار مجلس الوزراء للطاقة، إن الأوضاع الجيوسياسية الراهنة في المنطقة تضع الدولة أمام تحديات معقدة في ملف الطاقة، تستوجب التعامل بحذر ووعي.
وأضاف “هلال” خلال لقائه في برنامج "أنا وهو وهي" والمذاع عبر قناة صدى البلد، أن ملف الطاقة كان ينظر إليه سياسيًا في العقود الماضية، وكان محظورًا الحديث عنه بشكل علني.

واستشهد بموقف شخصي له خلال مؤتمر دولي استضافته مصر عام 2003، عندما تحدث عن ضرورة رفع الدعم عن الطاقة استعدادًا لتحول مصر إلى دولة مستوردة بحلول عام 2010، وهو ما قوبل آنذاك بالرفض والاعتراض، حيث كان يعتقد أن احتياطيات الغاز والنفط تكفي لقرن من الزمان.
محمد هلال: كنا سنتحول إلى دولة مستوردة للطاقة لولا تدخل الرئيس السيسي
وأوضح الدكتور محمد هلال في حديثه: "الرئيس عبد الفتاح السيسي كان أول من امتلك الشجاعة السياسية لفتح هذا الملف ومعالجته بمنهج واقعي، وإلا لكنا الآن نواجه أزمة طاقة لا يمكن الاقتراب منها".
ارتفاع أسعار النفط يهدد موازنة الدولة، و100 دولار للبرميل وارد جدًا
وأشار "هلال" إلى أن دعم الكهرباء فقط في موازنة العام المالي 2024/2025 بلغ نحو 190 مليار جنيه، مؤكدًا أن التقلبات في أسعار النفط العالمية تمثل عبئًا إضافيًا، وقال: "الدولة وضعت في موازنتها سعر برميل النفط عند 65 دولارًا، ولكن التوترات في المنطقة رفعت السعر إلى 75 دولارًا، وقد يصل إلى 100 دولار حال تفاقمت الأزمة أو تدخلت أطراف دولية كبرى".
الدكتور محمد هلال يوضح أهمية ترشيد الطاقة
وفي حديثه عن أهمية ترشيد الطاقة، شدد هلال على أن الترشيد لم يعد مجرد خيار، بل ضرورة تتطلب نشر ثقافة الوعي والمسؤولية، موضحًا: "مفهوم الرفاهية لم يعد يقاس بكمية الطاقة المستهلكة، بل بمدى كفاءة استغلال الموارد، والدول المتقدمة اليوم تقاس ثقافتها بترشيد الطاقة، وليس بالإسراف".
ودعا المواطنين إلى اتباع سلوكيات بسيطة ولكن فعالة مثل إغلاق الأنوار غير المستخدمة، وإطفاء الأجهزة عند مغادرة الغرف، مشيرًا إلى أن ترشيد الاستهلاك هو قمة الحكمة، ويعني الحفاظ على مورد لا يمكن تعويضه بسهولة.