خبير طاقة: الضربات العسكرية ترفع أسعار النفط وتضع العالم أمام أزمة جديدة

قال الدكتور ثروت راغب، أستاذ هندسة الطاقة والبترول، إن التطورات الجيوسياسية الأخيرة، ولا سيما تصاعد الضربات العسكرية، كان لها تأثير مباشر على أسعار النفط، حيث ارتفع سعر البرميل بنسبة تتراوح بين 7% و10%، وهو ما انعكس على معدل التضخم العالمي بزيادة تقدر بنحو 0.4%.
الدكتور ثروت راغب: الأزمات الدولية في قطاع الطاقة تؤثر على كل الدول المصدرة والمستوردة للبترول
وأضاف “راغب” خلال لقائه في برنامج صباح الخير يامصر والمذاع على قناة "الأولى" أن الأزمات الدولية في قطاع الطاقة تؤثر على كل من الدول المصدرة والمستوردة للبترول، حيث يعاني الطرفان من خسائر مزدوجة؛ المصدرون يخسرون فرص تصدير يومية نتيجة تعطل الإمدادات، بينما يعاني المستوردون من نقص حاد في المنتجات البترولية، مما يضطرهم إلى البحث عن بدائل باهظة.

وأشار إلى أن الغاز الطبيعي يعد من أكثر مصادر الطاقة حساسية، لعدم إمكانية تخزينه لفترات طويلة، مما يحتم تصديره أو استخدامه مباشرة عبر الشبكات، وأي اضطراب في سلاسل الإمداد أو الممرات المائية مثل مضيق هرمز، ينعكس فورًا على السوق العالمي.
التحديات والفرص أمام مصر في ملف الطاقة
وعلى الصعيد المحلي، أكد راغب أن مصر تعتمد بشكل كبير على الغاز الطبيعي، حيث يستخدم نحو 60% منه في توليد الكهرباء، مضيفًا: "في ظل النقص الحالي في الغاز، تصبح الحاجة ملحة لوجود بدائل طاقوية حقيقية".
وبين أن مصر تمتلك مقومات قوية لتنويع مصادر الطاقة، من بينها:
- الطاقة الشمسية، خاصة في جنوب البلاد (مثل أسوان التي تتمتع بأعلى سطوع شمسي في العالم).
- الطاقة الكهرومائية من السد العالي وخزان أسوان.
- الرياح، مع وجود مشاريع كبرى مثل جبل الزيت والزعفرانة وأبيدوس.
- الطاقة النووية، المنتظر تشغيلها في 2028.
- الهيدروجين الأخضر، الذي تعمل مصر حاليًا على توطينه بالتعاون مع عدد من الشركاء الدوليين.
الدعوة للتوسع في إنتاج البترول غير التقليدي
وأشار الدكتور راغب إلى أهمية التوجه نحو إنتاج البترول غير التقليدي، موضحًا أن الطرق الحالية لا تستخرج سوى 10% فقط من المخزون الكامن في الخزانات، بينما يمكن بتقنيات متقدمة رفع هذه النسبة بشكل كبير، مستشهدًا بتجربة الولايات المتحدة في إنتاج الغاز الصخري، والتي جعلتها من كبار المصدرين في العالم خلال السنوات الأخيرة.
الدكتور ثروت راغب: مصر تتحرك نحو الطاقة النظيفة
وأوضح الدكتورثروت راغب أن مصر بدأت بالفعل خطوات استباقية لتوطين صناعة الهيدروجين الأخضر، وعقدت اتفاقيات مع دول وشركات عالمية مثل "إيني" الإيطالية، وشركات نرويجية، وإماراتية، وغيرها، مشيرًا إلى أن منطقة شمال سيناء تعد أرضًا خصبة لمشروعات الطاقة المتجددة، وهناك بالفعل شركات صينية بدأت العمل هناك.

وأكد أن إنتاج الهيدروجين الأخضر يتطلب 3 عناصر رئيسية، كلها متوفرة في مصر:
- مصدر مائي (من البحرين المتوسط والأحمر)
- مصدر كهربائي قوي (من الطاقة الشمسية أو الرياح)
- منظومة للتحليل الكهربائي ومعالجة المياه
وختم قائلاً إن "الطاقة النظيفة أصبحت التوجه العالمي، ومصر تملك كل المقومات لتكون لاعبًا رئيسيًا في هذا المجال"، مشيرًا إلى أن الحكومة المصرية تتابع التطورات أولًا بأول من خلال لجنة طوارئ، مستشهدًا بزيارة رئيس الوزراء الأخيرة لمنطقة العين السخنة لتفقد استعدادات البنية التحتية لتأمين احتياجات البلاد من الغاز الطبيعي.