الايام المصرية
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى
رئيس التحرير
رضـــا حبيشى

خبير طاقة: الحرب في الشرق الأوسط تهدد بعودة موجة تضخم عالمية بسبب النفط

أسعار الطاقة
أسعار الطاقة

قال الدكتور رمضان أبو العلا، الخبير في أسواق الطاقة والاقتصاد، إن التوترات الجيوسياسية الحالية في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران، تحمل أبعادًا سياسية واقتصادية عميقة، ومن المحتمل أن تترك آثارًا كبيرة على الاقتصاد العالمي وأسواق الطاقة.

أبو العلا: العلاقة بين السياسة والاقتصاد هي علاقة وثيقة

وأضاف “أبو العلا” في مداخلة هاتفية ببرنامج صباح البلد، المذاع على قناة صدى البلد، أن العلاقة بين السياسة والاقتصاد وثيقة، حيث يشكلان وجهين لعملة واحدة، مشيرًا إلى أن العالم غالبًا ما ينسى الدروس المستفادة من الأزمات السابقة. 

الدكتور رمضان أبو العلا، الخبير في أسواق الطاقة والاقتصاد

ولفت إلى أن ما يحدث الآن يعيد إلى الأذهان ما جرى في العراق سابقًا، حيث استخدمت المزاعم المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل كذريعة لتحقيق أهداف استراتيجية، وهو السيناريو الذي يتكرر الآن مع إيران بحجة ملفها النووي، في حين أن هناك أهدافًا أخرى لا تذكر في العلن.

ارتفاع أسعار النفط

وأشار الدكتور رمضان أبو العلا، إلى أن التجارب التاريخية أثبتت أن الحروب غالبًا ما تقترن بارتفاع كبير في أسعار النفط، مستشهدًا بحرب أكتوبر 1973، عندما قررت الدول العربية بقيادة الملك فيصل، رحمه الله، وقف تصدير النفط إلى الغرب والولايات المتحدة، ما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط من 3 دولارات إلى 12 دولارًا للبرميل في وقت قصير.

العوامل المؤثرة في تحديد أسعار النفط خلال الفترة المقبلة

وأكد أبو العلا أن السيناريو الحالي قد يشهد تطورًا مشابهًا، حيث سيعتمد تأثيره على عاملين رئيسيين: مدة الحرب، وما إذا كانت الدول العربية والإسلامية ستتخذ قرارًا بتقييد أو وقف تصدير النفط إلى الدول الغربية، مشيرًا إلى أن هذين العاملين سيكون لهما تأثير حاسم في تحديد اتجاه الأسعار خلال المرحلة المقبلة.

وتابع أن الطاقة تعد المحرك الأساسي للاقتصاد العالمي، حيث ترتبط بها مختلف القطاعات الحيوية مثل النقل البري والبحري والجوي، وكذلك سلاسل الإنتاج والتوريد. 

20% من نفط العالم في خطر، مضيق هرمز تحت التهديد وارتفاعات متوقعة في أسعار الطاقة

وفي ظل تصاعد التوترات واحتمالية اضطراب إمدادات النفط والغاز، خاصة عبر مضيق هرمز الذي يمر من خلاله نحو 20% من صادرات الطاقة عالميًا، فإن الأسواق مهددة بخلل كبير في سلاسل الإمداد وارتفاع تكاليف الطاقة.

وتابع: "أي خلل في تدفق الطاقة، خاصة بالنسبة للمستهلك الغربي الذي يعتمد على نمط حياة مرتفع الاستهلاك للطاقة، سيؤدي إلى تداعيات مباشرة على مستويات التضخم والمعيشة، كما أن استمرار الأزمة لفترة تتجاوز أسبوعًا أو أكثر، قد يدفع الاقتصاد العالمي نحو موجة تضخمية جديدة يصعب احتواؤها بسهولة".

واختتم أبو العلا حديثه، بالتأكيد على أن مراقبة تطورات الحرب واتخاذ قرارات استراتيجية من جانب الدول المنتجة للنفط سيبقى العامل الأهم في توجيه مستقبل أسعار الطاقة عالميًا خلال المرحلة المقبلة.

تم نسخ الرابط