تصاعد الغضب في طهران، مظاهرات حاشدة بالمدن الإيرانية تهاجم إسرائيل والغرب

شهدت العاصمة الإيرانية طهران ومدن أخرى، مظاهرات جماهيرية واسعة عقب صلاة الجمعة، حمل فيها المتظاهرون أعلامًا وصورًا لقادة إيرانيين قتلوا مؤخرًا، في مشهد عكس تصاعد الغضب الشعبي ضد إسرائيل والغرب.
جاء ذلك في أعقاب خطبة الجمعة التي ألقاها خطيب العاصمة المؤقت، علي حاج علي أكبري، والتي كانت مشحونة بالتحريض ضد "الكيان الصهيوني" والولايات المتحدة.
خطيب الجمعة يشحن المشاعر: "يا لسذاجة الأعداء"
وفي خطبة نارية ألقاها من منبر طهران، وصف علي أكبري الهجمات الإسرائيلية الأخيرة بأنها "إرهابية وجبانة"، مؤكدًا أن الشعب الإيراني "استيقظ على نبأ استشهاد أعزّ أحبّائه من القادة والعلماء"، مشيرًا إلى أسماء مثل باقري، سلامي، حاجي زاده، والعلماء النوويين كطهرانجي وفقيهي، وأضاف أن "الدماء التي أُريقت ستحرك الأمة نحو رد ساحق ومزلزل".
أكبري لم يكتف بوصف الأحداث، بل كشف عن هدف ما وصفه بـ"الهجوم الصهيوني" قائلاً: "أرادوا إضعاف هيكلنا الدفاعي واغتيال رموزنا العلمية، وإحداث انقسام داخلي باستغلال الأزمات المعيشية، لكن حساباتهم كانت خاطئة... يا لسذاجتهم!".

مظاهرات في شوارع طهران ومدن إيرانية أخرى
ومع انتهاء الصلاة، تدفقت حشود ضخمة إلى شوارع العاصمة ومدن أخرى مثل مشهد وشيراز وأصفهان، وعرض التلفزيون الرسمي مشاهد لمتظاهرين يرفعون أعلام حزب الله اللبناني، وصورًا لقادة عسكريين وعلماء نوويين قضوا في الهجمات الإسرائيلية. وصدحت الحناجر بشعارات مثل "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل".
وأكد المشاركون أنهم يطالبون بـ"رد ثأري عاجل وقوي"، ودعوا الحكومة لاتخاذ إجراءات تصعيدية على المستوى العسكري والدبلوماسي.
عملية "الوعد الصادق 3" الرد الإيراني بدأ
وفي الخطبة ذاتها، أشار خطيب الجمعة إلى بدء الرد الإيراني في إطار عملية "الوعد الصادق 3"، التي أقرت في اجتماع عاجل للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وقال أكبري: "ما جرى هو رد منظم على العدوان، بفضل حكمة قائد الثورة، والمشهد الشعبي الموحد سيبقى شاهدًا على مرحلة جديدة من المواجهة".
بين التصعيد والرد، إيران ترسل رسالة للعالم
التحركات الإيرانية الأخيرة، سواء في الخطاب أو في الشارع، تعكس رسالة واضحة: إيران لن تصمت على الهجمات الإسرائيلية، وتظهر استعدادًا لمواصلة المواجهة سياسيًا وعسكريًا، كما يرى مراقبون أن طهران تسعى لحشد الجبهة الداخلية في ظل الأزمة الإقليمية المتصاعدة.
هل تدخل إيران مرحلة مواجهة شاملة؟
المظاهرات الشعبية والخطاب الرسمي يظهران أن إيران دخلت طورًا جديدًا في التعامل مع التصعيد الإسرائيلي، ومع بدء عملية "الوعد الصادق 3"، يترقب العالم ما إذا كانت الأيام القادمة ستشهد مواجهة مباشرة، أو أن الجهود الدبلوماسية ستتمكن من تهدئة المشهد.