اختراق كاميرات المراقبة بشوارع تل أبيب يشعل الحرب السيبرانية بين إيران واسرائيل

الحرب السيبرانية بين إيران واسرائيل ، كشفت وكالة بلومبرغ عن اختراق إيراني خطير استهدف كاميرات المراقبة الخاصة داخل إسرائيل، بهدف جمع معلومات استخباراتية مباشرة عن أماكن سقوط الصواريخ وتحسين دقتها، مما يعكس تصعيدًا جديدًا في الحرب السيبرانية بين الطرفين، ويسلط الضوء على ثغرات أمنية مزمنة في الأجهزة المتصلة بالإنترنت.

إيران تستغل كاميرات المنازل في تل أبيب بعد القصف الصاروخي

قال رافائيل فرانكو، النائب السابق لمدير الهيئة الإسرائيلية للأمن السيبراني، عبر الإذاعة العامة: "الإيرانيون حاولوا خلال الأيام الأخيرة الولوج إلى كاميرات المراقبة الخاصة لفهم نتائج قصفهم الصاروخي بدقة، وتحديد مواقع الإصابة بهدف تحسين الضربات القادمة".

وجاء هذا التحذير بعد ساعات من قصف صاروخي إيراني طال مباني شاهقة في تل أبيب، حيث أطلقت إسرائيل تحذيرات رسمية تطالب المواطنين بـإيقاف كاميراتهم المنزلية أو تغيير كلمات المرور فورًا.

الكاميرات: أداة للتجسس العسكري في حروب العصر الرقمي

بحسب تقرير "بلومبرغ"، فإن الكاميرات المرتبطة بالإنترنت أصبحت هدفًا بارزًا ضمن استراتيجية الحرب الإلكترونية الإيرانية، خاصة مع وجود أكثر من 66 ألف كاميرا شخصية في إسرائيل مفعّلة باستخدام كلمات مرور افتراضية فقط، مما يجعلها عرضة للاختراق بسهولة.

هيئة الأمن السيبراني الإسرائيلية أكدت بدورها أن محاولات إيران في هذا المجال "مستمرة منذ بداية الحرب وتجددت بقوة مؤخرًا"، خاصة مع خضوع صور الهجمات لحظر نشر رسمي داخل إسرائيل.

لا يفوتك

ما موقف الصين من حرب إيران وإسرائيل ؟ بكين تدعو رعاياها للمغادرة

هل انتهت حرب إيران وإسرائيل؟ تطورات ميدانية خطيرة ومفاجآت تؤجل النهاية

حرب إلكترونية متبادلة: "سبارو المفترسة" ترد باختراق بنوك إيرانية

التصعيد لم يقتصر على الجانب الإيراني، إذ أعلنت مجموعة "Predatory Sparrow" المؤيدة لإسرائيل عن اختراقها لبنك إيراني كبير وبورصة عملات رقمية، بالتزامن مع إعلان وكالة "IRIB" الإيرانية أن إسرائيل شنت هجومًا سيبرانيًا واسع النطاق على البنية التحتية الحيوية في البلاد.

دروس من غزة وأوكرانيا: الكاميرات أصبحت أدوات حربية

أكد غابي بورتنوي، المدير السابق للهيئة السيبرانية في إسرائيل، أن حماس استخدمت نفس الأسلوب قبل هجوم 7 أكتوبر 2023، حيث تم اختراق آلاف الكاميرات الخاصة والعامة لجمع معلومات استخباراتية عن تحركات الجيش والمستوطنين.

وأضاف: "حتى الكاميرات التي ركّبها مزارعون قرب غزة لأغراض أمنية مدنية استُخدمت لتحديد مواقع عسكرية حساسة دون علمهم".

هذا السيناريو تكرر أيضًا في الحرب الأوكرانية، حيث استخدمت روسيا كاميرات مرورية وبنى مدنية لتوجيه ضربات دقيقة، ما دفع أوكرانيا إلى حظر استخدام الكاميرات الخاصة منذ عام 2022.

ثغرات أمنية في الكاميرات المتصلة بالإنترنت

أشارت دراسة حديثة لشركة Bitsight Technologies إلى أن أكثر من 40 ألف كاميرا مراقبة يمكن الوصول إليها عبر الإنترنت، منها 14 ألف كاميرا داخل الولايات المتحدة وحدها.

المهندس بيليغ واسرمان أوضح أن بعض هذه الكاميرات تشكّل نقطة عبور للاختراق الكامل للشبكات المنزلية، مضيفًا: "معظم المستخدمين لا يهتمون بمواصفات الأمان عند شراء الكاميرا، وبالتالي لا تبادر الشركات لتحسين الحماية".

صلاحيات حكومية إسرائيلية لتعطيل الكاميرات "المخترقة"

أكدت "بلومبرغ" أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي منحت صلاحيات استثنائية لتعطيل أي كاميرا شخصية تظهر مواقع أمنية أو بنى تحتية حساسة، وشملت عمليات التعطيل كاميرات مرور على الحدود ومرافق استراتيجية.

ومع تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، يرى مراقبون أن الكاميرات غير المؤمنة قد تشكل ثغرة خطيرة تُستغل في تنفيذ ضربات دقيقة في الصراع المستقبلي.