سيناريو الحرب بين ايران واسرائيل، سمير فرج: أمريكا لن تتدخل وترامب يريد نوبل

سيناريو الحرب بين ايران واسرائيل، استعرض اللواء سمير فرج – الخبير العسكري والاستراتيجي – تحليله العسكري للتطورات الجارية، مشيرًا إلى أن لكل عملية عسكرية هدفًا استراتيجيًا واضحًا، وبالنظر إلى التحركات الأخيرة يتضح أن الهدف الإسرائيلي يتمثل في القضاء على القدرات النووية الإيرانية، عبر استهداف المفاعلات النووية ومنع إيران من التقدم في هذا المجال. 

ضرب البرنامج النووي سبب حرب إيران وإسرائيل

وفي المقابل، لم يكن هدف إيران هو القضاء على القدرات النووية الإسرائيلية، وإنما إلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر بالبنية التحتية والعناصر الحيوية داخل إسرائيل، وهو ما ظهر جليًا في الضربات التي طالت مواقع مهمة مثل مطار بن غوريون في تل أبيب وتفعيل الدفاعات الجوية الإيرانية في تبريز، بما يؤكد أن طهران تسعى لتوجيه رسالة مباشرة للرأي العام الإسرائيلي وتحميل نتنياهو مسؤولية التصعيد.

توسع اللواء فرج في شرح الفارق بين الأهداف الاستراتيجية لكلا الطرفين، لافتًا إلى أن إسرائيل تواجه صعوبة حقيقية في تدمير المنشآت النووية الإيرانية، لا سيما بعد أن قامت إيران بنقلها إلى المناطق الجبلية، مما يجعل المهمة خارج نطاق القدرات الإسرائيلية التقليدية، ويستدعي تدخلًا أمريكيًا.

المنشآت النووية الإيرانية تحت الجبال، وإسرائيل عاجزة وحدها

وهو ما يستبعده اللواء بحكم أن الولايات المتحدة لا تريد أن تظهر كطرف معتدٍ بشكل مباشر، لأن ذلك سيفتح المجال أمام إيران لضرب القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، والتي لا تتمتع حالياً بقدرات هجومية كافية.

واعتبر أن واشنطن ستميل للوساطة كما حدث سابقًا بين الهند وباكستان، في إطار رغبة ترامب - حسب تعبيره - في أن يظهر كصانع للسلام العالمي وليس كقائد لحروب، متوقعًا تدخلًا أمريكيًا-روسيًا خلال أيام لفرض وقف لإطلاق النار تمهيدًا للتفاوض.

نجاح إيران في اختراق العمق الإسرائيلي يغير قواعد الاشتباك

وفي تقييمه لحسابات الربح والخسارة، أكد اللواء أن إيران نجحت في إحداث أثر غير مسبوق داخل العمق الإسرائيلي، إذ دخلت تل أبيب تحت الأرض، وعاش الإسرائيليون أيامًا في الملاجئ، وهو ما لم يحدث منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948 ورغم خسائر إيران من حيث استهداف قادتها وعلمائها ومنشآتها، إلا أن قدرة طهران على اختراق الأمن الإسرائيلي والرد بهذه الكثافة تمثل في رأيه مكسبًا معنويًا واستراتيجيًا.

كما شدد على أن سيناريو توسع الحرب ليشمل دولًا عربية مثل مصر مستبعد حاليًا، نظرًا لجاهزية الجيش المصري وتطوره الواضح في السنوات الأخيرة، محذرًا من أن أي مغامرة إسرائيلية في هذا الاتجاه ستواجه برد قوي، مشيرًا إلى أن إسرائيل تعلم جيدًا قدرات الجيش المصري، مؤكدًا أن الردع المصري حاضر بقوة في حسابات تل أبيب.